تل جعبر جنتهن وابو هريرة زمالي

قلعة جعبر
 كانت جنة من جنان الارض تحيط بها الغابة المطرية التي انحسرت في اربعينيات القرن الماضي والان وبعد ان احاطت بها مياه البحيرة من كل الجهات اصبحت القلعة أكثر سحرآ وجمالآ ..وقلعة جعبر واحدة من ثلاث قلاع،شيدت على الفرات ، الاولى قلعة نجم شمال(منبج) والثانية قلعة (الرحبة)شرق دير الزور وهاتان القلعتان تقعان على يسار الفرات، بينما قلعة جعبر شيدت على يمين الفرات.
وللقلعة تاريخان الاول يعود الى الفترة السابقة على الاسلام،ويقال ان (النعمان ابن منذر) ملك الحيرة ،كان على افواه الشام ، ولما هم بالعودة امر ببناء قلعة لغلامه (دوسر) وسميت القعلة (بالدوسرية)..والتنقيبات الاثرية لم تصل بعد الى الطبقة الاخيرة التي انشأت عليها (الدوسرية).
اما التاريخ الثاني فهو يعود المرحلة العربية الاسلامية..وسميت القلعة بقلعة (جعبر)نسبة الى مالكها (جعبر ابن سابق القشيري) وكان جعبر هذا رجلأ أعمى وله ولدان شريران كانا يقطعان الطريق على المارة.وفي (عام٣٧٩هجري/٩٨٦ميلادي) ،اخذها منه السلطان السلجوقي(ملكشاه ابن الب ارسلان).
والقلعة مشيدة على هضبة صخرية هشة ابعادها (٣٧٠×١٧٠)..ويحيط بها سوران ضخمان يحفضان منشٱت القلعة ،السور الاول سور دفاعي طوله(٨٠٠م)،ومزود ب(٣٦برج) لها اشكال هندسية مختلفة، ومزودة بفتحات لرمات السهام ،وفي اعلى القلعة يوجد المسجد والمأذنة ،وفي الزاوية الجنوبية الغربية عثرت التنقيبات الاثرية على قصر لأمير القلعة ، وبرجٱ كبيرآ هوبرج الأميرة (عليا) .
إنشائيٱ القلعة مشيدة بمادة الٱجر ،والأبراج محمولة على أقواس لأن بعضها ذو طابقين .. وفي عام (١١٢٧م) استطاع (عماد الدين زنكي) ضم أربيل وسنجار ونصيبين والرقة وجعبر ،ثم عبر الفرات فملك منبج وحلب ووصل حتى بعلبك ..وفي عام(١١٤٥م) في ١٤ أيلول وجد مقتولٱ على فراشه الخاص في قلعة جعبر ،ويقول المؤرخون ان من قتله هو حارسه الخاص،ثم ٱلت اقلعة بعد وفاته الى شخص يسمى(علي سالم )ومن بعده ملكها أبناؤه..وبعد وفاة( نور الدين زنكي ) قامت زوجته الأميرة (خاتون) بمحاربة ملك حلب المسمى(الأمير سالم)،وقام هذا الاخير بعقد صلح بينه وبين الاميرة بأن يسلمها (الرقة) و(جعبر) وبعد وفاتها انتقلت القلعة من امير لأمير كلهم ضعفاء حتى القرن(١٣م) في عهد السلطان (الناصر قلاوون) ،حيث قام الولاة الذين ملكوا القلعة باصلاحها وترميم ماهدم منها ..وفي عام(١٥١٦م) ملكها العثمانيون ، ووضعو فيها حامية عسكرية لحماية قبر السلطان (سليمان شاه) ،الذي دفن أسفل القلعة، وظلت القلعة منشأة ذات صفة عسكرية حتى هجرها العثمانيون ،وفي عام(١٧٠٠م) سكنتها عشائر الولدة ،حتى بداية عام( 1900) وهو تاريخ استقرار العشائر الرحل، ومنذ ذلك التاريخ ظلت القلعة مهجورة ومنسية حتى فطنت اليها المديرة العامة للٱثار ،حيث قامت دائرة ٱثار الرقة بالتعاون مع دائرة حماه بالتنقيب فوق القلعة ،وقد تم العثور على لقى أثرية متعددة ومتنوعة كلها عرضت في متحف القلعة ، ولكنها وللأسف الشديد، لا أحد يعرف أين هي الان،حيث سرقتها الدبابير الظلامية. وبعد تشكل البحيرة في عام (١٩٧٤م) وضعت القلعة ظمن برنامج وزارة السياحة، وكان بالامكان ان يكون الاعداد السياحي لهذه القلعة اعدادٱ جيدٱ ، لكن يبدو ان الامكانات كانت محدودة .
ونتمنى ان تعد هذه القلعة اعدادٱ جيدٱ بعد هذه الزوبعة التي اجتاحت البلاد وستكون القلعة ان شاء الله واحدة من اهم المواقع الاثرية التابعة للرقة الحبيبة.


الباحث محمد العزو

تعليقات

المشاركات الشائعة