الشاعر "عبيد الله ابن قيس الرقيات" في "الرقة"
الشاعر عبيدالله بن قيس الرقيات بن شريح بن مالك، توفي سنة/85/للهجرة.. هو شاعر مجيد من قريش، بزغت شمسه في العصر الأموي، وهو من بني عامر بن لؤي، سمي بقيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث فتيات من العرب كل واحدة منهن تحمل إسم "رقية"، كان مقيما في "المدينة المنورة".. وفي جزء من حياته ناصر "مصعب بن الزبير" ، وخرج مع "مصعب" على "عبد الملك بن مروان"، وهو القائل في "مصعب":
إنما مصعب شهاب من الله/تجلت من وجهه الظلماء
ملكه، ملك رحمة ليس فيه/جبروت يخشى ولا كبرياء
يتقي الله في الأمور طوقد/أفلح من كان همه الاتقاء
تم أنه بعد مقثل "الزبير" انتقل إلى "الكوفة"، فأقام بها أكثر من سنة، ثم انتقل إلى "الرقة".. والغريب في الأمر أغلب الذين كتبوا عنه لا يذكرون إنتقاله إلى الرقة، علما أن "بن قيس الرقيات" قضى شطرا طيبا من حياته في "الرقة' وشاهدنا على ذلك ما أنشد من شعر فيها.. كان عمر "بن قيس الرقيات"/25/ عندما هاجر من المدينة إلى الجزيرة الفراتية وأقام في "الرقة" حصرا، وأثناء وقعة "الحرة" في خلافة يزيد، التي انهزم فيها أهل المدينة، وصلت الأنباء إلى "بن قيس الرقيات" بمقتل أقربائه في تلك الوقعة ولا سيما أولاد أخيه "عبدالله"، وهم "سعد" و"أسامة"، فرثاهم بقصيدة مؤلمة ومحزنة، ومن حينها نقم على "بني أمية"، ومن قصيدته الرثائية قوله:
كيف الرقاد؟ وكلما هجعت/ عيني ألم خيال إخونيه
تبكي لهم أسماءُ مْعولة/ وتقول ليلى: وارزيتيه
تبكي بني عبد وإخوتهم/جلا ، وتنعى أقاربيه
بعد وفاة "يزيد ابن معاوية" تحولت أرض الجزيرة الفراتية إلى ميدان حرب بين "قيس" و"تعلب"، وكانت عشيرة "بن قيس الرقيات" مشاركة في هذا الصراع، فآثر الإنتقال من "الجزيرة الفراتية" إلى "فلسطين" ، لكن بعد فترة وجيزة ترك "فلسطين" وتحول إلى أرض "العراق" مناصرا "مصعب بن الزبير:، الذي كان والي "العراق" لأخيه "عبدالله"، الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين ومن حينها صار شاعرنا شاعر الزبيريين بود وإخلاص حقدا على "بني أمية".. ومن أشهر قصائده التي تعبر عن نزعته هذه همزيته الشهيره التي مطلعها:
أقفرت بعد عبد شمس كداءُ/ فكدي ، فالركن ، فالبطحاءُ
وبعد زوال دولة الزبيريين طورد من قبل عيون "عبد الملك"، فاختبأ في مدينة "الكوفة" سنة كاملة، ثم ذهب إلى "دمشق"، وفيها استجار من "عبد الملك: ب"عبدالله بن جعفر بن أبي طالب"، فعفا عنه "عبد الملك" بوساطة "عبدالله بن جعفر" إلا أنه حرمه أن يأخذ مع المسلمين عطاء، هذا الجميل لم ينساه "بن قيس الرقيات"، فمدحه من "الرقة" وهو فيها بعدة قصائد منها قوله:
أتيناك نثني بالذي أنت أهله/ عليك، كما أثنى على الروض جارُها
تقدتْ بي الشهباءُ نحو ابن جعفر/ سواء عليها ليلُها ونهارها
تزور فتى قد يعلم الله أنه/ تجود له كف بعيد غٍرارها
فوالله، لولا أن تزور ابن جعفر/ لكان قليلا في دمشق قرارها
ذكرتُك إنْ فاض الفراتُ بأرضنا/ وجاش بأعلى الرقثين بحارها
مباركة كانت، عطاء مبارك/ تمانح كُبارها، وتنمي صغارها
في فترة من عمره "ابن قيس الرقيات" ترك "الرقة"، ثم هاجر إلى "مصر"، حيث قضى بقية حياته في صحبة والي "مصر" " عبد العزيز بن مروان" حتى وفاته سنة/85/ هجري.." ابن قيس الرقيات لم ينس "الرقة" ورياضها الغناء ، وما شاهده من حولها من طبيعة الجزيرة الفراتية ونهرها الخالد طوال
حياته، إذ كان"للرقة" أثرا في شعره، ففي قصيدة له يمدح فيها "عبد العزيز بن مروان" منعزلا بالمحبوب القادم من الرقة إذ يقول:
لم يصحُ هذا الفؤادُ من طربه/ وميله في الهوى وفي لعبه
أهلا وسهلا بمت أتاك من الرقة/ يسري إليك سُخيه
وفي قصيدة أخرى يشير فيها إلى الكوارث التي أحدثتها الحروب الطاحنة في الجزيرة الفراتية من مآسي وعواقب مريرة على سكانها وساكنيها حيث يقول ونفسه حزينة:
أقفرت الرقتان فالقلس/ فهو كأنه لم يكن به أنسُ
فالديرُ أقوى إلى البليخ كما/أقوت محاريبُ أمة درسوا
أمسى بحوماتها العدو، وفي/ أعلى أعالي حصونها حرس
وهناك من يقول أن "ابن قيس الرقيات"
عاد من "مصر" إلى "دمشق" ومات فيها بين سنتي/84'85/ هجرية..رحمه الله
-المصادر
*- ديوان بن قيس الرقيات
*- حضارة وادي الفرات. ص.260
* معجم الأدباء. 20/.ص.208..208
*-عبدالله بن قيس الرقيات.. المرجع الألكتروني
إنما مصعب شهاب من الله/تجلت من وجهه الظلماء
ملكه، ملك رحمة ليس فيه/جبروت يخشى ولا كبرياء
يتقي الله في الأمور طوقد/أفلح من كان همه الاتقاء
تم أنه بعد مقثل "الزبير" انتقل إلى "الكوفة"، فأقام بها أكثر من سنة، ثم انتقل إلى "الرقة".. والغريب في الأمر أغلب الذين كتبوا عنه لا يذكرون إنتقاله إلى الرقة، علما أن "بن قيس الرقيات" قضى شطرا طيبا من حياته في "الرقة' وشاهدنا على ذلك ما أنشد من شعر فيها.. كان عمر "بن قيس الرقيات"/25/ عندما هاجر من المدينة إلى الجزيرة الفراتية وأقام في "الرقة" حصرا، وأثناء وقعة "الحرة" في خلافة يزيد، التي انهزم فيها أهل المدينة، وصلت الأنباء إلى "بن قيس الرقيات" بمقتل أقربائه في تلك الوقعة ولا سيما أولاد أخيه "عبدالله"، وهم "سعد" و"أسامة"، فرثاهم بقصيدة مؤلمة ومحزنة، ومن حينها نقم على "بني أمية"، ومن قصيدته الرثائية قوله:
كيف الرقاد؟ وكلما هجعت/ عيني ألم خيال إخونيه
تبكي لهم أسماءُ مْعولة/ وتقول ليلى: وارزيتيه
تبكي بني عبد وإخوتهم/جلا ، وتنعى أقاربيه
بعد وفاة "يزيد ابن معاوية" تحولت أرض الجزيرة الفراتية إلى ميدان حرب بين "قيس" و"تعلب"، وكانت عشيرة "بن قيس الرقيات" مشاركة في هذا الصراع، فآثر الإنتقال من "الجزيرة الفراتية" إلى "فلسطين" ، لكن بعد فترة وجيزة ترك "فلسطين" وتحول إلى أرض "العراق" مناصرا "مصعب بن الزبير:، الذي كان والي "العراق" لأخيه "عبدالله"، الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين ومن حينها صار شاعرنا شاعر الزبيريين بود وإخلاص حقدا على "بني أمية".. ومن أشهر قصائده التي تعبر عن نزعته هذه همزيته الشهيره التي مطلعها:
أقفرت بعد عبد شمس كداءُ/ فكدي ، فالركن ، فالبطحاءُ
وبعد زوال دولة الزبيريين طورد من قبل عيون "عبد الملك"، فاختبأ في مدينة "الكوفة" سنة كاملة، ثم ذهب إلى "دمشق"، وفيها استجار من "عبد الملك: ب"عبدالله بن جعفر بن أبي طالب"، فعفا عنه "عبد الملك" بوساطة "عبدالله بن جعفر" إلا أنه حرمه أن يأخذ مع المسلمين عطاء، هذا الجميل لم ينساه "بن قيس الرقيات"، فمدحه من "الرقة" وهو فيها بعدة قصائد منها قوله:
أتيناك نثني بالذي أنت أهله/ عليك، كما أثنى على الروض جارُها
تقدتْ بي الشهباءُ نحو ابن جعفر/ سواء عليها ليلُها ونهارها
تزور فتى قد يعلم الله أنه/ تجود له كف بعيد غٍرارها
فوالله، لولا أن تزور ابن جعفر/ لكان قليلا في دمشق قرارها
ذكرتُك إنْ فاض الفراتُ بأرضنا/ وجاش بأعلى الرقثين بحارها
مباركة كانت، عطاء مبارك/ تمانح كُبارها، وتنمي صغارها
في فترة من عمره "ابن قيس الرقيات" ترك "الرقة"، ثم هاجر إلى "مصر"، حيث قضى بقية حياته في صحبة والي "مصر" " عبد العزيز بن مروان" حتى وفاته سنة/85/ هجري.." ابن قيس الرقيات لم ينس "الرقة" ورياضها الغناء ، وما شاهده من حولها من طبيعة الجزيرة الفراتية ونهرها الخالد طوال
حياته، إذ كان"للرقة" أثرا في شعره، ففي قصيدة له يمدح فيها "عبد العزيز بن مروان" منعزلا بالمحبوب القادم من الرقة إذ يقول:
لم يصحُ هذا الفؤادُ من طربه/ وميله في الهوى وفي لعبه
أهلا وسهلا بمت أتاك من الرقة/ يسري إليك سُخيه
وفي قصيدة أخرى يشير فيها إلى الكوارث التي أحدثتها الحروب الطاحنة في الجزيرة الفراتية من مآسي وعواقب مريرة على سكانها وساكنيها حيث يقول ونفسه حزينة:
أقفرت الرقتان فالقلس/ فهو كأنه لم يكن به أنسُ
فالديرُ أقوى إلى البليخ كما/أقوت محاريبُ أمة درسوا
أمسى بحوماتها العدو، وفي/ أعلى أعالي حصونها حرس
وهناك من يقول أن "ابن قيس الرقيات"
عاد من "مصر" إلى "دمشق" ومات فيها بين سنتي/84'85/ هجرية..رحمه الله
-المصادر
*- ديوان بن قيس الرقيات
*- حضارة وادي الفرات. ص.260
* معجم الأدباء. 20/.ص.208..208
*-عبدالله بن قيس الرقيات.. المرجع الألكتروني
تعليقات