هبت.هبوب الشمال وبردها شيني
هبت.هبوب الشمال وبردها شيني
الإختلاف بين شعراء الفصحي والعامية من هذا الجيل ليس كبيرا إلا ما رحم ربي، ولا تختلف عندهم ذائقة الشعر ولا ذائقة الجمهور، لكن المبدعون تضرروا لكثرة الشعراء وقلة الشعر، وشعراء هذا الجيل يحاولون الوصول لتصفيق الجمهور عبر فراغهم، ولذا قال بعض النقاد الذائقة موجودة لكنها مصابة بوكعة صحية.. بالمقابل هناك قصائد شعرية شعبية رائعة، قائلوها شعراء من جيل أسبق، ولدينا هنا قصدتين جميلتين حدث لبس في نسب هاتين القصيدتين، وكثيراً ما يحدث اللبس والشك في اختلاف نسب القصيدة اي كانت، ويكون هذا بين محبي الشعر وحفظته لمعرفة المصدر والمرجع لبعض القصائد وتحديد صاحبها وخصوصاً القصائد القديمة ويصبح كل منهم يدلي بدلوه على حساب ما تختزنه ذاكرته والتي قد تستقي المعلومات من أناس مجتهدين ولكن يجانبهم أحياناً الصواب أو لا يجدون المعلومة كاملة وبالتالي نضع أنفسنا في دائرة ضيقة ومغلقة لا نخرج منها بعلم مؤكد وهذا ما يحدث كثيراً في الشعر الشعبي ومن هذه القصائد التي أخذت جدلاً كبيراً والكل يرجع صاحبها إلى معلومات القصيدة التي منها البيت المشهور (هبت هبوب الشمال وبردها شيني).
وقد ذكر السيد "ابراهيم الهزاع"في كتابه (قصائد طلبة مهنا) الجزء الثاني ص /136/،حيث ذكر أن القصيدة حصل فيها خلط وتحريف وأن هناك قصيدتين شبيهتين ببعض باختلاف معنى القصيدة الأولى للشاعر "ضويحي بن رميح الهرشاني" ويقول فيها:
عديت في مركب والليل ممسيني
بديار غرب لعل السيل ما جاها
في سوط سيلان لي اليوم شهريني
من بين ناس يضيق بالي الغاها
اضحك مع اللي ضحك والهم طاويني
طوية اشنون العرب لا قطروا ماها
متى يقولون عن سيلان ما شيني
والنوخذه عدته للسفن دناها
لولا الحيا كان اهل الدمع من عيني
على هنوف جديد اللبس يزهاها
اللي صفت لي عن الادنى والاقصيني
مصيونة عن عربها تقصر اخطاها
لعل من لامني يطعن برمحيني
يحما على شلفه والملح ما جاها
تاخذ حلاله قروم توفي الديني
ما خلوا الا خلوج يبلش اطلاها
البيض تخضع لها شيوخ وسلاطيني
وتخضع لها روس ناس يدخل احماها
طبعاً هذه القصيدة تحكي في معناها شوق الشاعر ولهفته لحبيبته والغربة التي هو فيها كما ذكر سيلان في عرض أبياته.
القصيدة الثانية والشبيهة لها تحكي عن التحجير لابنة العم وقد نسبها المؤلف للشاعر "فهيد بن حضري العجمي"، وقد غتها فرقة "الرقة" للفنون الشعبية بتصرف من قبل الأستاذ "إسماعيل العجيلي" ويقول الشاعر فيها:
هبت هبوب الشمال وبردها شيني
ما تدفي النار لو حنا شمعناها
ما يدفي الا( ...) مريوشه العيني
في طرف زولية والعرق مشتاها
يفوح من جسمها زين الرياحيني
واليا ظمينا شربنا من( ....) ثناياها
ابو عيون اليا سلهم تناجيني
يا قرد عين المشقى كيف تقواها
يا شبة وضحى فتاة دلها زيني
داجت على عقلة والورد ماجاها
يا عل من حجره يعطي عمى العيني
مخضاب صمعا جليل الفخذ يشظاها
جعله حسير وكسير وراكبه ديني
من شاف حاله من العريان يشناها
وللإيضاح لمن أخذ على نفسه البحث وحاجته إلى الرجوع إلى مصدر موثق نورده مع العلم أنه لا يخفى على من يعرف هذه القصيدة الجدل الحاصل والأخذ والرد حول صاحبها ولكن بغض النظر عن قائلها فإن القصيدة تبقى رمزاً وفخراً للموروث الشعبي العربي، ومن التراث الذي نحظى بحفظه وتوارثه لأجيالنا والقصيدة جميلة في معناها وفي ما تحتويه من وصف الشاعر للحالة..
(عن ابراهيم الهزاع بتصرف)..
تعليقات