الرافقة -الرقة في العهد العباسي
زمن بأعلى الرقتين قصير
لم يثنه للمحادثان قصير
ﻻتبعد اﻷيام إذ زمن الصبا
غض وإذ غضن الشباب نضير
مر العهد العباسي بأربعة عصور تاريخية دامت(767سنة) ولعل أهمها العص العباسي اﻷول الذي بدأ سنة(750م) وانتهى عام(847م) ففي هذا العصر، تم بناء مدينة الرافقة على يد الخليفة المنصور، ويعتبر هذا العصر الوجه الحضاري المتقد للدولة العباسية،التي تأسست على يد العباس بن عبد المطلب، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على اﻷمويين ﻹستبعادهم إياهم عن مناصب الدولة والمراكز الكبرى..وفي بداية اﻷمر من هذا العصر، نقل العباسيون عاصمة الدولة بعد نجاح ثورتهم من دمشق إلى الكوفة ثم إلى اﻷنبار،قبل أن يقوموا بتشييد بغداد لتكون عاصمة لهم،والتي إزدهرت طيلة ثﻻث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون لكن نجمها أفل مع غروب شمس الدولة العباسية، أما العصور الثﻻث اﻷخرى فقد دامت من عام ( 847 م) لغاية(1517م) اتسمت هذه الفترة الزمنية الطويلة،بهيمنة كل من أﻷتراك والبويهيين والسﻻجقة على مقاليد السلطة،وخﻻل العصر الذهبي الأول من العهد العباسي تم بناء مجموعة من المدن الجديدة ومنها الرقة"الرافقة"،التي أمر ببنائها أبو جعفر المنصور،ويبرز تاريخ الرقة في العصر العباسي اﻷول أكثر مما كان عليه في العهد اﻷموي في أمور عدة منها،إنتشار الكتابة والتدوين والترجمة وظهور المؤلفين والشعراء والكتاب، وتوفر المواد الصالحة لكتابة التأريخ، مع ذلك فإن تاريخ الرقة غير واضح المعالم وتنقصه بعض الحلقات المفقودة،وذلك لكثرة ما أصابها من ويﻻت ومحن وكوارث وثورات،وما أصابها من النكبات بسبب الحروب والغزوات والفتن،مثل تخريب
الخوارج والقرامطة والخوارزمية لها وتخريب التتر للمدينة تخريبأ تامأ دام قرونأ،وبسبب هذا التخريب ضاعت كثير من المصادر التي كان بإمكان المؤرخ أن يفيد منها في كتابة تاريخ الرقة..وفي بداية اﻷمر أعرض بنو العباس عن الرقة بعضأ من الزمن مما تسبب في تأخرها.وكان أول حاكم للرقة قبل بناء الرافقة هو عبدالله بن علي العباس هازم مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية،وكان أكبر ثﻻث رحال إبان العصر العباسي اﻷول هم، أبو مسلم الخرساني بالمشرق وأبو جعفر المنصورفي الجزيرة وأرمينيا والعراق وعبدالله بن علي بالشام وأرض الكنانة، هؤﻻء الثﻻثة كانوا مؤسسي دولة أول الخلفاء العباسيين "السفاح أبو العباس الذي بويع بالخﻻفة عام(749م=132هج.) الذي قضى أربع سنوات وتسعة أشهر في الخﻻفة.توفي أبو العباس في مدينة اﻷنبار عام(754)ميﻻدي ( 136هجر)،وبعد وفاة العباس كان عبدالله بن علي زعيم الثورة العباسية يطمح في أن يكون الخليفة بعد إبن أخيه العباس،وكان يخشى أن يغوز بها أبو جعفر المنصور،لذا فإن نواياه هذه كانت يببأ في قتله،ويقول"آدم متز" في كتابه <الحضارة اﻹسﻻمية> في القرن الرابع الهجري"أنه قتل بخﻻفة المنصور،فكان موته خاتمة مأساوية لبطل من أبطال بني العباس ولبطل اتصلت فترة من حياته بتاريخ الرقة.. وفي السنة التي توفي فيها أبو العباس، بويع أبو جعفر المنصور بالخﻻفة عام(754 م = 136هجر) واستمر في الخﻻفة إلى أن توفي عام(775م=158هجري) .. كان المنصور داهية عصره،فإلى جانب امتلاكه للشجاعة كان يمتلك الذكاء فضرب أعدائه بعضهم ببعض ، وعرف بميله إلى اﻹقتصاد في النغقات وكان شديد الحرص على المال العام حتى أن أعداؤه لقبوه بأبي "الدنانيق"، ويذكر المؤرخون ان خزائن الدولة امتﻷت بالمال، والمنصور هو الذي أسس لبناء مدينة السﻻم بغداد، التي شرع في عمارتها سنة (145هجر)وسكنها سنة(149هج)، جاءت بغداد مدينة مدورة الشكل ولها سورين وأربعة أبواب،إثنان منهما يتوضعان على السور الداخلي وإثنين على السور الخارجي...لقد أعطينا لمحة عن حياة المنصور ، ﻷنه هو الذي أمر ببنأء الرافقة " الرقة " على طراز بغداد وبعضهم يقول على طراز سامراء،كان المنصور قد ولي الجزيرة،وكان قد مر بالرقة فأعجبه موقعها المحاذي لنهر الفرات ورآها حديقة غناء،وهواؤها عليل وماؤها عذب سلسبيل،وأقام فيها مدة من الزمن، وقدر أهميتها من الناحية العسكرية، كونها تتوسط أرض الخﻻفة وقربها من الثغور الرومية،وكان المنصور يستحسن سياسة هشام في بناء المدن وإدارة البﻻد، وقبل موته بثﻻثة سنين أرسل ابنه المهدي إلى الرقة عام(772م=155هجر) آمرآ إياه بباء مدينة قرب الرقة على طراز مدينة السﻻم بغداد ، تسمى "الرافقة"، ويقول بعضأ من كتاب القرن الثاني الهجري،أن المهدي رأى مخطط المدينة على أرض الواقع،مرسومأ بشكل مصغر بواسطة مواد قابلة لﻹشتعال وأن مخطط المدينة وكان إسمه "أدهم" لما فرغ من رسم المخطط بالمواد أشعل النار فيه حتى أتت النار على كامل المخطط، فأنطفئت. وطل الجمر والرماد، فبان للمهدي جليأ شكل أسوار المدينة على شكل حذوة الفرس..بنيت أسوار المدينة على هيئة أسوار بغداد ، سوران بطول (5كم) لكل واحد منهما، وحفر حول السور الخارحي خندق يطوق السورين والمدينة من الشمال والشرق والغرب، وعمق هذا الخندق عند القاع في اﻷسفل ( 90، 9م) وأعﻻه(90، 15م) وأرضية الخندق مع جوانبه مبلطة باﻵجر المحروق قياس (42×42سم) وعند نهاياته، اﻷولى عند باب بغداد والثانية عند الساعة"نهاية شارع الوادي" مزود بقساطل فخارية تستجر مياه الخنق عبر مجرور يصب في نهر الفرات،وذلك أثناء تنظيف الخندق عند الحاجة...أما السور الخارجي أو اﻷول فعرضه ( 5، 4م) مبني من مادة الطين مع مادة التبن، وكان مزودأ بأبراج نصف دائرية، وعند زاويته الجنوبية الغربية يقع علبه "باب بغداد"،ويليه مباشرة الفصيل الذي يفصل بين السورين وعرضه(80، 20م)وأساساته من الحجر الكلسي (90×60×50سم) أما السور الرئيس، فطوله(5كم) بقي منه(5، 3كم)، وعرضه في اﻷسفل ( 6م) وفي اﻷعلى(90، 5م) مبني من مادة اللبن الطيني وملفح باﻵجر من الداخل ومن الخارج ، ارتفاعه( 9م) ومزود بأبراج نصف دائرية بقي منها(90) برجأ، أكبرها برجي الزاويتين الجنوببة الشرقية والجنوبية الغربية، وبقوم السور على أساس من الحجر الصخري"حجر الرصافة" أبعاده(90×50×60سم) ويولج إلى داخل السور عبر مداخل مقوسة تسمى طوق.. وجعل للمدينة بابين اﻷول في الزاوية الجنوبية الشرقية هو "باب السبال" يسمى اليوم بباب بغداد ما زال موجودأ ، والثاني في الزاوية الجنوبية الغرببة يسميه"ياقوت الحموي"<باب الجنان> والبابين من اﻵجر المشوي،وكان بحانب كل واحد منهما برج مستدبر يقع في زاوية السور خلف الباب،نصف قطر كل برج ( 7/80م) والبرج الواقع خلف باب بغداد مازال موجودأ، أما برج <باب الجنان> فقد زال في نهاية خمسينيات القرن الماضي وكان أهل الرقة يسمونه ب "الكلة "،وفي عام (1907م)كان قد زاره السيد"كريزويل" وأخذ له صورة والبابين يتوضعان على السور الخارجي وجعل للمدينة باب ثالث يقع في منتصف الضلع الشمالي للسور الرئيس "الداخلي"يسمى باب <حران> ..يذكر الرحالة ابن حوقل* الذي تجول في منطقة الشرق اﻷوسط في الربع اﻷول من القرن الرابع الهجري في كتابه<المسالك والممالك> في وصفه لمدينة المهدية في تونس إذ يقول:<..ولها بابان ليس لهما فيما رأيته من اﻷرض شبه وﻻ نظير غير البابين اللذين على سور الرافقة الخارجي، وجاء في تاريخ "أبي الفرج الملطي"في العام ( 772م) إذ يقول:<وشاد أبو جعفر مدينة ناحية الرقة دعاها الرافقة، لم يشاهد أحد مثل أبوابها. كما ان المهدي بنى*جامع المنصور*وقصر الخشب مكان تقاطع شارع سيف الدولة مع شارع 23 شباط" وكان يسميه أهل الرقة"التل اﻷسود" أما فيما يخص" قصر البنات" إن شاء الله سنفرد منشورأ خاصأ به وبجامع المنصور وباب بغداد".وبعد اﻹنتهاء من بناء كامل المدينة أسكن فيها المنصور الجند الذين جاء بهم من خرسان وعهد بإداردتها إلى إبنه المهدي،تعزيزأ وترسيخأ للنفوذ العربي،وقام المهدي بتوسيع المدينة ولم يلبث البناء أن اتصل بين الرقة البيضاء والرافقة،وفي عهد الوالي علي بن سليمان في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري نقل أسواق الرقة البيضاء إلى الرافقة وفيها سوق هشام العتيق،وأثرت الرافقة بالرقة وأخذت إسمها ومكانتها وقام سليمان بن علي والي الرقة بنهج جديد من خﻻله استصلحت اﻷراضي الزراعية المحيطة بالرقتين حينئذ وأصبحت الرقة حدائق وبساتين تجري فيها أنهر وسواقي من الفرات والبليخ كما قام بإحياء كل الرقات اﻷخرى مثل رقة واسط والرقة السمراء والرقة الحمراء وضواحي الرقة، الصالحية والرابية وبطياس والعوالي.
توفي الخليفة المنصور عام(775م)= ( 158هجر) ودامت خﻻفته(22) سنه قضاها في بناء خﻻفة قوية مترامية اﻷطراف.. وفي نفس السنة الثي توفيها المنصور(775م) بويع المهدي بالخﻻفة ومكث فيها إلى أن توفي عام(785م)= (169هجري) وكان والي الرقة في عهده علي بن سليمان،وبعد وفاة الخليفة المهدي تبدأ مرحلة جديدة وصلت الخﻻفة العربية اﻹسﻻمية إلى أفخم درجاتها صولة وسلطانأ وثروة، وذلك في عهد الخليفة هارون الرشيد
لم يثنه للمحادثان قصير
ﻻتبعد اﻷيام إذ زمن الصبا
غض وإذ غضن الشباب نضير
مر العهد العباسي بأربعة عصور تاريخية دامت(767سنة) ولعل أهمها العص العباسي اﻷول الذي بدأ سنة(750م) وانتهى عام(847م) ففي هذا العصر، تم بناء مدينة الرافقة على يد الخليفة المنصور، ويعتبر هذا العصر الوجه الحضاري المتقد للدولة العباسية،التي تأسست على يد العباس بن عبد المطلب، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على اﻷمويين ﻹستبعادهم إياهم عن مناصب الدولة والمراكز الكبرى..وفي بداية اﻷمر من هذا العصر، نقل العباسيون عاصمة الدولة بعد نجاح ثورتهم من دمشق إلى الكوفة ثم إلى اﻷنبار،قبل أن يقوموا بتشييد بغداد لتكون عاصمة لهم،والتي إزدهرت طيلة ثﻻث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون لكن نجمها أفل مع غروب شمس الدولة العباسية، أما العصور الثﻻث اﻷخرى فقد دامت من عام ( 847 م) لغاية(1517م) اتسمت هذه الفترة الزمنية الطويلة،بهيمنة كل من أﻷتراك والبويهيين والسﻻجقة على مقاليد السلطة،وخﻻل العصر الذهبي الأول من العهد العباسي تم بناء مجموعة من المدن الجديدة ومنها الرقة"الرافقة"،التي أمر ببنائها أبو جعفر المنصور،ويبرز تاريخ الرقة في العصر العباسي اﻷول أكثر مما كان عليه في العهد اﻷموي في أمور عدة منها،إنتشار الكتابة والتدوين والترجمة وظهور المؤلفين والشعراء والكتاب، وتوفر المواد الصالحة لكتابة التأريخ، مع ذلك فإن تاريخ الرقة غير واضح المعالم وتنقصه بعض الحلقات المفقودة،وذلك لكثرة ما أصابها من ويﻻت ومحن وكوارث وثورات،وما أصابها من النكبات بسبب الحروب والغزوات والفتن،مثل تخريب
الخوارج والقرامطة والخوارزمية لها وتخريب التتر للمدينة تخريبأ تامأ دام قرونأ،وبسبب هذا التخريب ضاعت كثير من المصادر التي كان بإمكان المؤرخ أن يفيد منها في كتابة تاريخ الرقة..وفي بداية اﻷمر أعرض بنو العباس عن الرقة بعضأ من الزمن مما تسبب في تأخرها.وكان أول حاكم للرقة قبل بناء الرافقة هو عبدالله بن علي العباس هازم مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية،وكان أكبر ثﻻث رحال إبان العصر العباسي اﻷول هم، أبو مسلم الخرساني بالمشرق وأبو جعفر المنصورفي الجزيرة وأرمينيا والعراق وعبدالله بن علي بالشام وأرض الكنانة، هؤﻻء الثﻻثة كانوا مؤسسي دولة أول الخلفاء العباسيين "السفاح أبو العباس الذي بويع بالخﻻفة عام(749م=132هج.) الذي قضى أربع سنوات وتسعة أشهر في الخﻻفة.توفي أبو العباس في مدينة اﻷنبار عام(754)ميﻻدي ( 136هجر)،وبعد وفاة العباس كان عبدالله بن علي زعيم الثورة العباسية يطمح في أن يكون الخليفة بعد إبن أخيه العباس،وكان يخشى أن يغوز بها أبو جعفر المنصور،لذا فإن نواياه هذه كانت يببأ في قتله،ويقول"آدم متز" في كتابه <الحضارة اﻹسﻻمية> في القرن الرابع الهجري"أنه قتل بخﻻفة المنصور،فكان موته خاتمة مأساوية لبطل من أبطال بني العباس ولبطل اتصلت فترة من حياته بتاريخ الرقة.. وفي السنة التي توفي فيها أبو العباس، بويع أبو جعفر المنصور بالخﻻفة عام(754 م = 136هجر) واستمر في الخﻻفة إلى أن توفي عام(775م=158هجري) .. كان المنصور داهية عصره،فإلى جانب امتلاكه للشجاعة كان يمتلك الذكاء فضرب أعدائه بعضهم ببعض ، وعرف بميله إلى اﻹقتصاد في النغقات وكان شديد الحرص على المال العام حتى أن أعداؤه لقبوه بأبي "الدنانيق"، ويذكر المؤرخون ان خزائن الدولة امتﻷت بالمال، والمنصور هو الذي أسس لبناء مدينة السﻻم بغداد، التي شرع في عمارتها سنة (145هجر)وسكنها سنة(149هج)، جاءت بغداد مدينة مدورة الشكل ولها سورين وأربعة أبواب،إثنان منهما يتوضعان على السور الداخلي وإثنين على السور الخارجي...لقد أعطينا لمحة عن حياة المنصور ، ﻷنه هو الذي أمر ببنأء الرافقة " الرقة " على طراز بغداد وبعضهم يقول على طراز سامراء،كان المنصور قد ولي الجزيرة،وكان قد مر بالرقة فأعجبه موقعها المحاذي لنهر الفرات ورآها حديقة غناء،وهواؤها عليل وماؤها عذب سلسبيل،وأقام فيها مدة من الزمن، وقدر أهميتها من الناحية العسكرية، كونها تتوسط أرض الخﻻفة وقربها من الثغور الرومية،وكان المنصور يستحسن سياسة هشام في بناء المدن وإدارة البﻻد، وقبل موته بثﻻثة سنين أرسل ابنه المهدي إلى الرقة عام(772م=155هجر) آمرآ إياه بباء مدينة قرب الرقة على طراز مدينة السﻻم بغداد ، تسمى "الرافقة"، ويقول بعضأ من كتاب القرن الثاني الهجري،أن المهدي رأى مخطط المدينة على أرض الواقع،مرسومأ بشكل مصغر بواسطة مواد قابلة لﻹشتعال وأن مخطط المدينة وكان إسمه "أدهم" لما فرغ من رسم المخطط بالمواد أشعل النار فيه حتى أتت النار على كامل المخطط، فأنطفئت. وطل الجمر والرماد، فبان للمهدي جليأ شكل أسوار المدينة على شكل حذوة الفرس..بنيت أسوار المدينة على هيئة أسوار بغداد ، سوران بطول (5كم) لكل واحد منهما، وحفر حول السور الخارحي خندق يطوق السورين والمدينة من الشمال والشرق والغرب، وعمق هذا الخندق عند القاع في اﻷسفل ( 90، 9م) وأعﻻه(90، 15م) وأرضية الخندق مع جوانبه مبلطة باﻵجر المحروق قياس (42×42سم) وعند نهاياته، اﻷولى عند باب بغداد والثانية عند الساعة"نهاية شارع الوادي" مزود بقساطل فخارية تستجر مياه الخنق عبر مجرور يصب في نهر الفرات،وذلك أثناء تنظيف الخندق عند الحاجة...أما السور الخارجي أو اﻷول فعرضه ( 5، 4م) مبني من مادة الطين مع مادة التبن، وكان مزودأ بأبراج نصف دائرية، وعند زاويته الجنوبية الغربية يقع علبه "باب بغداد"،ويليه مباشرة الفصيل الذي يفصل بين السورين وعرضه(80، 20م)وأساساته من الحجر الكلسي (90×60×50سم) أما السور الرئيس، فطوله(5كم) بقي منه(5، 3كم)، وعرضه في اﻷسفل ( 6م) وفي اﻷعلى(90، 5م) مبني من مادة اللبن الطيني وملفح باﻵجر من الداخل ومن الخارج ، ارتفاعه( 9م) ومزود بأبراج نصف دائرية بقي منها(90) برجأ، أكبرها برجي الزاويتين الجنوببة الشرقية والجنوبية الغربية، وبقوم السور على أساس من الحجر الصخري"حجر الرصافة" أبعاده(90×50×60سم) ويولج إلى داخل السور عبر مداخل مقوسة تسمى طوق.. وجعل للمدينة بابين اﻷول في الزاوية الجنوبية الشرقية هو "باب السبال" يسمى اليوم بباب بغداد ما زال موجودأ ، والثاني في الزاوية الجنوبية الغرببة يسميه"ياقوت الحموي"<باب الجنان> والبابين من اﻵجر المشوي،وكان بحانب كل واحد منهما برج مستدبر يقع في زاوية السور خلف الباب،نصف قطر كل برج ( 7/80م) والبرج الواقع خلف باب بغداد مازال موجودأ، أما برج <باب الجنان> فقد زال في نهاية خمسينيات القرن الماضي وكان أهل الرقة يسمونه ب "الكلة "،وفي عام (1907م)كان قد زاره السيد"كريزويل" وأخذ له صورة والبابين يتوضعان على السور الخارجي وجعل للمدينة باب ثالث يقع في منتصف الضلع الشمالي للسور الرئيس "الداخلي"يسمى باب <حران> ..يذكر الرحالة ابن حوقل* الذي تجول في منطقة الشرق اﻷوسط في الربع اﻷول من القرن الرابع الهجري في كتابه<المسالك والممالك> في وصفه لمدينة المهدية في تونس إذ يقول:<..ولها بابان ليس لهما فيما رأيته من اﻷرض شبه وﻻ نظير غير البابين اللذين على سور الرافقة الخارجي، وجاء في تاريخ "أبي الفرج الملطي"في العام ( 772م) إذ يقول:<وشاد أبو جعفر مدينة ناحية الرقة دعاها الرافقة، لم يشاهد أحد مثل أبوابها. كما ان المهدي بنى*جامع المنصور*وقصر الخشب مكان تقاطع شارع سيف الدولة مع شارع 23 شباط" وكان يسميه أهل الرقة"التل اﻷسود" أما فيما يخص" قصر البنات" إن شاء الله سنفرد منشورأ خاصأ به وبجامع المنصور وباب بغداد".وبعد اﻹنتهاء من بناء كامل المدينة أسكن فيها المنصور الجند الذين جاء بهم من خرسان وعهد بإداردتها إلى إبنه المهدي،تعزيزأ وترسيخأ للنفوذ العربي،وقام المهدي بتوسيع المدينة ولم يلبث البناء أن اتصل بين الرقة البيضاء والرافقة،وفي عهد الوالي علي بن سليمان في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري نقل أسواق الرقة البيضاء إلى الرافقة وفيها سوق هشام العتيق،وأثرت الرافقة بالرقة وأخذت إسمها ومكانتها وقام سليمان بن علي والي الرقة بنهج جديد من خﻻله استصلحت اﻷراضي الزراعية المحيطة بالرقتين حينئذ وأصبحت الرقة حدائق وبساتين تجري فيها أنهر وسواقي من الفرات والبليخ كما قام بإحياء كل الرقات اﻷخرى مثل رقة واسط والرقة السمراء والرقة الحمراء وضواحي الرقة، الصالحية والرابية وبطياس والعوالي.
توفي الخليفة المنصور عام(775م)= ( 158هجر) ودامت خﻻفته(22) سنه قضاها في بناء خﻻفة قوية مترامية اﻷطراف.. وفي نفس السنة الثي توفيها المنصور(775م) بويع المهدي بالخﻻفة ومكث فيها إلى أن توفي عام(785م)= (169هجري) وكان والي الرقة في عهده علي بن سليمان،وبعد وفاة الخليفة المهدي تبدأ مرحلة جديدة وصلت الخﻻفة العربية اﻹسﻻمية إلى أفخم درجاتها صولة وسلطانأ وثروة، وذلك في عهد الخليفة هارون الرشيد
تعليقات