التراث السوري المادي واللامادي..

التراث السوري المادي واللامادي

الترات في اللغة يعني ، كل ما ورثناه من الماضي والحاضر عن الأجداد وأصلها من كلمة ورث، وفي القاموس (.. ومن ذلك ورثه ماله ومجده )، وهنا فإن الإرث والتراث له وجهين مادي ومعنوي، ومن خلال تعريف التراث في اللغات العالمية الأخرى، فجميعها تجمع على أهمية الأشياء، سواء كانت مادية أو مجردة، التي تذكرنا بالأباء والأجداد أي أنها تربطنا بالماضي وبالأسلاف والتاريخ ، وتذكرنا أيضا بحاضرنا.. وتعتبر الموضوعات التي تم مناقشتها والحوار فيها منذ فترة ليست ببعيدة، هي موضوعات الحفاظ على التراث بشقيه المادي واللامادي، حيث أن مسألة الحفاظ على التراث، كان وما يزال نواة المفهوم الحديث للثراث العالمي ومنه التراث السوري.. وللتراث السوري أهمية كبيرة بين التراث العالمي، ولذلك لابد من أهمية الحفاظ عليه بشقيه المادي واللامادي.. ولأهمية هذا التراث الثقافي السوري ودوره في بناء الهوية والانتماء، نشير إلى أن أهم مكونات الهوية الثقافية لأي مجتمع كان هي العادات والتقاليد، والتاريخ، والدين، والتربية، وطرق التفكير السائد في المجتمع، وأن هذه العوامل هي ذات أهمية تعتبر جزءا لا يتجزأ من التراث اللامادي المؤثر بشكل قوي في بنية وإنتماء الشعوب.. وللتراث أهمية في عكس تاريخ وحضارات الشعوب، وعلى الأخص الامم التي ليس لها إلا شواهد ضيئلة ومتفرقة، فالتراث في هذه الحالة وبشكل عام،(.. أنجع وسيلة لصناعة التميز وإبراز الهوية الوطنية والكشف عن ملامح خصوصيتها ) في سبيل (تغذية العقل الجمعي وشحنه بالقيم، كي يساهم بشكل فعال في تشكيل الوعي العام)، ومن هنا نقول، لا بد من الحفاظ على التراث السوري الثقافي ونشره ونقله عبر الأجيال، والمحافظة على إمكانية استمراريته هي مسؤلية الجميع لا يستثنى منها أحد.. لا شك أن التراث الثقافي هو حصيلة جميلة من المتبقيات المادية واللامادية، والتي هي تخص مجموعة موروثة وأجيال سابقة، ومن الضروري بمكان أن يقوم من هم من ذوي الصلة بالموضوع، بحصر المفردات اللامادية والقيام بتوثيقها لاسدامتها وتطوير نقلها للأجيال القادمة.. وبالقابل هناك مهمة مناطة بالمعنيين الاختصاصيين بتوثيق التراث السوري المادي، على كامل الأرض السورية من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، والعمل يشمل التوثيق الكتابي، والتصوير الفتوغرافي، والرقمي، ةالتحليل المخبري، والدراسة المستفيضة، إضافة إلى مرحلة أخرى هي التنظيف، والتثبيت، والإكمال ووضع المقترحات الموجبة، والتوصيات الضرورية لمرحلة ما بعد إنهاء العمل.. وفي أي حالة من الأحوال لا يمكن فصل التراث المادي واللامادي عن بعضهما، وبخصوص تجارب الشعوب في توثيق التراث لابد من الإشارة إلى التجربة الألمانية الرائدة، التي نفذت من خلال جمعية الفلكلور الألمانية بإصدارها لقواميس الفلكلور الألماني ، والحكايات الشعبية للأمة الألمانية، وإصدارها لأرشيف الحكايات الشعبية الألمانية.. وأننا تهيب وندعوا إلى توثيق التراث السوري، الذي يشمل القيم والأفكار، والعادات والتقاليد، والحكايا الشعبية لكافة المكون الشعبي السوري بما فيه الأدب الشعبي والحرف، والقيم التراثية، وتوثيق التراث المادي الذي يشتمل على، الآثار الثابتة والمنقولة، والمخطوطات لأن حماية التراث هي قضية استراتيجية بالنسبة لسورية..

تعليقات

المشاركات الشائعة