"ولد علي" قبيلة "عنزية" مرابعها كانت جنوب دمشق..
ولد علي
(.. لا عجب إذن أن نشبت الحرب بين القبيلتين الصديقتين، الذين ربطتهما صلة قرابة وثيقة أيضاً ).. ففي عام/1858/م هُزم "ولد علي" في معركة "تل الجوخدار"، لكنهم بعد فترة وجيزة، نجحوا من طرد "الرولة" إلى ما وراء نهر "اليرموك،" وقد ساعدهم الأصدقاء من سكان "حوران"، ورغم ذلك فإن "ولد علي" لم يجدوا الطريقة المثلى التي يحمون بها أنفسهم من بأس :الرولة" المتفوقة في عددها وعتادها وتنظيمها، مما جعلها تعترف بحق "الرولة" بالمشاركة في الرعي في سهل "حوران"، وكذلك تعميم الزراغة والمشاركة فيها أيضاً، وهذا الأمر أدى إلى تقليص إنتشار قبيلة "ولد علي".. ومن حينها بدأت أعراض التدهور تظهر على "ولد علي"، حيث أن القبيلة بدأت بالتخلي عن قدرتها الكبيرة على تربية الجمال في فترة سبعينيات القرن التاسع عشر م. وفي عام ثمانينات ذلك القرن بدأت تنتقل إلى الزراعة الحقلية، وحين تم تشغيل خط "الحجاز" بين "بلاد الشام" و"شمال غرب السعودية" في عام/1908/م، حرمها من الامتيازات المرتبطة بطريق الحج، وجعلها تأتي في الدرجة الثانية في صفوف قبائل الدرجة الاولى، ورغم ذلك فإن "ولد علي" لم يدخل اليأس والإحباط إلى قلوبهم، فقد حاول الشيخ "رشيد بن شمير" إعادة إحياء ما كان للقبيلة من مجد وجعل قبيلته تأتي في الدرجة الاولى فيما يخص طريق الحجيج، إلا أن محاولة الشيخ "بن شمير" ومسعاه ذهب أدراج الرياح، وبعد وفاته رحمه الله فقدت القبيلة الكثير من تلاحمها، وأعتقد أن المستعمر أياً كان شكله ومضمونه لعب دوراً كبيراً في فك اللحمة بين عشائر القبيلة، عن طريق ممارسة سياسة فرق تسد.. وبالعودة إلى رعايا أسرة "ابن شمير"، لم يبق منهم غير الرعايا المستقرين من أبناء القبيلة، بينما نجد أن قسماً آخر منهم رحلها أسرة الشيوخ التالية كأسرة "الطيار"، وفئة ثالثة من أبناء القبيلة انظمت إلى "الرولة".. تقع منطقة إنتشار واستقرار "ولد علي" القديمة، في في النقرة، الممتدة بين "نوى والمزيريب"، وغربا تصل إلى نهر "الرفاد"، وصولاً حتى "الجولان"، ومن "الجولان" كانت تنطلق القبيلة محاذيةً "اللجاة"( التي عثر فيها على اوك كتابة للخط العربي) في طريقها الدوراني إلى بحيرات "المروج" بالقرب من "دمشق"، وهناك كان يقام سوق "ابن سمير" بين قريتي "الكفرين والجديدة" ، وكان هذا السوق يغذي كل القرى هناك، ويستمر لمدة شهر ونصف الشهر، وقد ربح التجار الدمشقيين من هذا السوق أرباح وافرة.. يشير السيد "أوبنهايم" في كتابه "البدو"، على أن أقسام ليست بالكبيرة من "ولد علي" وخاصة الطيار"، على قضاء نجعة "الصيف في أراضي "الحسنة"، وكانت مجموعة "الطيار" تخيم ايضاً من جديد قرب "الضمير" بالقرب من ^دمشق".. للحديث بقية
الباحث محمد العزو
تعليقات