مسجد الرقة البيضاء الكبير
اختلف المؤرخون حول السنة التي تم فيها فتح الرقة البيضاء، بين سنتي (17 -18 هجر) = ( 638 -639م فالطبري يؤكد أنها فتحت في سنة (17هجر)، وأخرون يرون أنها فتحت سنة (18هجر)، وأي كان اﻷمر فإن الرقة البيضاء فتحت على يد العرب إما سنة 17 أو 18 للهجرة ، وكان للرقة صفحة تاريخية بيضاء في تاريخها العربي اﻹسﻻمي ، وأول صرح معماري شيد في الرقة البيضاء هو، المسجد الجامع الكبير، هكذا ورد في الحوليات اﻹسﻻمية ، فقد أورده القشيري في كتابه(تاريخ الرقة )، وقبل بناء مدرسة الوحدة العربية في حي المشلب وزوال بقاياه، كان يسمى "بمسجد المنيطير" ،ويعتبر مسجد الرقة البيضاء الكبير من المساجد اﻷولى التي شيدت في العصر اﻹسﻻمي ، وقد بني في عهد واليها الثاني/ سعيد بن عامر بن حذيم / الذي ولي الرقة سنة(20هجر) = (641م)، وذكر /البﻻذري/ ، أنه بعد أن مات/عياض بن غنم/ولي الرقة/ سعيد بن عامر/ فبنى مسجد الرقة وأنه استعمل في بنائه مادة اﻵجر المحروق ، وبقايا الرخام القديم من أبنية سابقة على اﻹسﻻم، مثل بقايا المباني "اليونانية والرومانية"كتاب (البﻻذري، فتوح البلدان)،ويعتبر مسجد جامع الرقة البيضاء من أهم الجوامع في الرقة ، ويأتي باﻷهمية اﻷولى قبل مسجد المنصور بالرافقة، ويذكره المقدسي بقوله : " وللرقة جامع عجيب، ويذكر أيضأ في زمنه بأنه كان في جامع الرقة البيضاء بقوله: " شجرتي عناب وشجرة توت" ، وكانت أشجار التوت كثيرة في الرقة البيضاء ، وانقرض منها الكثير في بداية هذا القرن ، وجامع الرقة البيضاء بني على أنقاض.معبد روماني، ثم تحول هذا المعبد إلى كنيسة في العصر المسيحي البيزنطي، التي دمرها الفرس وعلى أنقاضها بني جامع الرقة الكبير، وأتذكر جيدأ أنني شاهدت تيجان أعمدة ببزنطية في ستينيات القرن العشرين ميﻻدي، كانت متناثرة في خرائب الجامع في الزاوية الجنوبية الغربية من أرض الجامع، وكان للجامع مأذنة مستطيلة الشكل، ولها أدراج من الداخل للصعود كما في الصورة ..أصيب هذا الجامع بالخراب واﻹهمال منذ القرن العاشر الميﻻدي الرابع الهجري، بعكس جامع المنصور في الرافقة الذي حظي بمن يجدده ويرممه في زمن/ نور الدين زنكي/ عام (1166م = 561هجر)، وكان البناؤون قد استعملوا بقايا حجر المرمر التي تعود ﻷبنية سابقة على اﻹسﻻم ..أخذت الرقة البيضاء بالخراب التدريجي منذ القرن الرابع الهجري ، وأخذت الرافقة إسمها ومكانتها، وكان في الرقة البيضاء أيضأ عدة مساجد في العصر اﻷموي، مثل مسجد عائشة أم المؤمنين، والمسجد المعلق على عامود، ويقول المؤرخون أنه باﻷصل كان دير العواميد ، الذي احترق بالرقة زمن ثورة/نصر بن شبث العقيلي/أيام حكم الخليفة/ المأمون/ ، ويذكر المؤرخون أيضأ مسجد/ سالم بن وابصة بن معبد.اﻷسدي/ ومسجد فريش، ومسجدابني الصباح، ومسجد الجنائز
الباحث محمد العزو
الباحث محمد العزو
تعليقات