التخطي إلى المحتوى الرئيسي
نشأة الكتابة المسمارية عبر التاريخ
الكتابة المسمارية

تعتبر الكتابة أعظم اختراع واكتشاف حققه الإنسان في التاريخ، فالكتابة أكبر إنجاز حضاري حققه الإنسان القديم، وتأتي الكتابة في رأس الدلائل المادية للنضوج الحضاري ، إذ يعود الفضل الأكبر للكتابة في وضع أصول التاريخ المكتوب للبشرية جمعاء، وتركت الكتابة أثراً كبيراً على مجمل تطور الحضارة الإنسانية، ولولا إكتشاف الكتابة لما استطاع الإنسان، أن يسجل ويدون علومه ومعارفه، وثقافته، وتراثه وينقلها إلى الأجيال القادمة.. كان للسومريين أكبر أثر في التاريخ لإختراعهم الكتابة المسمارية، وكان للسومريين أعظم الأثر على الحضارة العالمية في ذلك.. ففي المراحل اللاحقة تحولت الكتابة التصويرية إلى كتابة مسمارية، فظهرت طريقة النمنمة بأشكال مسمارية، وتطورت الكتابة وأصبحت علامات تختلف في شكلها اختلافاً كليا عن الأشكال، التي كانت ترمز إليها، وأصبحت الأشكال الصوتية أثناء الحركة في الكلام، تدعى بالمرحلة الرمزية، فعلى سبيل المثال أصبحت صورة القدم تستعمل لمعانٍ كثيرة، كأن ترمز إلى راح وذهب، أو سار ومشى، أو قام وجاء، وأصبحت ترمز أيضا للطريق..ألخ، وصورة الشمس كانت تعبر عن الضوء أو الحرارة أو النهار ، وذلك حسب وقوعها في الجملة، ولكن ما العمل مع الكلمات المجردة، مثل المشاعر والحب والصدق مما حدى بالكاتب إلى إستخدام أشكال المسامير في الكتابة، مما أعطاها إسم المسمارية، وتطورت مقاطع الكتابة المسمارية تطورا كبيرا في عملية الإختصار، وامتدت هذه.الكتابة إلى آسيا الصغرى( تركيا اليوم) عبر "سورية" و"إيران"، واستخدمتها شعوب قديمة مثل، "العيلاميون"، و"الحثيون"، و"الحوريون".. وقد انتقلت المسمارية من الكتابة إلى الأدب والتأربخ بعد مضي مئات السنين، لقد كانت الكتابة خلالها مقتصرة على الأمور المادية والإقثصادية، والدينية، والاحتفالات والمراسيم.. مثل سجلات مكتوبة على لوح طيني، يتضمن قوائم بأسعار وبضائع تم الإشارة إليها برسوم مختلفة، ومرفقة بأسماء وقوائم التجار، ومع بداية الألفية الثانية "2000ق.م"، قام مؤرخووا دولة "سومر" يدونون ماضيهم وحاضرهم، وفي حفريات مدينة( نيبور) القديمة في "العراق"، تم العثور على رقم مسماري كبير، مدون فيه الأصل السومري البدائي لملحمة "جلجامش" البابلية، كما اكتشف البرفيسور" مك واير غبسون" في مدينة "نيبور" على مجموعة من الرقم المسماري بلغ مجموعها ثلاثين ألف رقيم مستطيلة الشكل، ومحدبة قليلاً من الطرفين، مع بعض الرقم التي لها أشكال بيضوية ذات أبعاد بين/5-4 سم/ طولاً، ومن/2,5-3 سم/ عرضاً، والكتابة مدونة عامة على الوجهين ومقسمة بشكل عامودي، وبعضها مقسمة على شكل مربعات.. يعود تاريخ هذه الألواح أو الرقم الكتابية ما بين/ 3100 -2700 ق.م/.. ظلت الكتابة المسمارية مستعملة في التدوين على مستوى العالم حتى سقوط "بابل" سنة/539/ ق.م على يد "قورش" الفارسي، وكانت المسمارية تقرأ من اليمين إلى اليسار.. بعد ذلك حلت محلها اللغة الآرامية في التدوين..
الباحث محمد العزو
تعليقات