المعتزلة، صلتهم وصلة محنة خلق القرآن الكريم بالرقة
من هم المعتزلة ، وما هي أسباب نشأتهم، وما قولهم ؟ سنحاول جاهدين بإذن اللة الحديث وأﻹجابة عن كل هذه التساؤﻻت في إطارها التاريخي المعرفي ،وليس من باب اﻷستذة والكﻻم هنا يهم من لهم هوي بالكتاب أكثر من غيرهم ..المعتزلة هم فرقة كﻻمية ظهرت نتيجة توسع رقعة العالم اﻹسﻻمي ، في بدأية القرن الثاني الهجري بين اﻷعوام (132-90هجر) أواخر العصر اﻷموي في مدينة البصرة العراقية، وازدهرت إبان العصر العباسي ومن خﻻل ما جاءت به هذه الفرقة من أفكار دينية وسباسية ، لعبت دور رئيس سواءأ كان ذلك على المستوى الديني إو السياسي، وكانت النزعة العقلية هي الغالبة على فكرهم أي أنهم أعتمدوا بشكل رئيس على العقل في تأسيس مذهبهم العقائدي حيث أنهم قدموه على النقل وقالوا بالفكر قبل السمع ، ورفضوا اﻷحاديث التي ﻻيقرها العقل، وقالوا بوجوب معرفة اﻹنسان لله بالعقل ولو لم يرد شرع بذلك،وقالوا بتقديم العقل ﻷنه أصل النص في حال تعارض النص مع العقل وكما ﻻ يتقدم الفرع على اﻷصل،والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل..من هنا يبدو أنهم غالوا في استخدام العقل وجعلوه الحاكم واﻷمر على النص ، أما أهل السنة فقد قالوا بإستخدام العقل كوسيلة لفهم النص وليس حاكمأ على النص، ومن أشهر رجاﻻت المعتزلة الجاحظ ، والمأمون، والزمخشري أما سبب التسمية فهناك سببان أولهما سبب ديني :اﻹعتزال له سبب ديني ويعني اﻹختﻻف في بعض اﻷفكار الدينية مثل الحكم على مرتكب الكبيرة، ويعتقد العلماء إن السبب في التسمية هو اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيره وكان الحكم أنه ليس بكافر، ويقول العلماء أن هذا الحكم لم يرق واصل فقال هو في (منزلة بين منزلتين) أي أنه ﻻ كافر وﻻ مؤمن ، وثانيهما سبب سياسي،يتمثل بتوسع رقعة العالم اﻹسﻻمي ودخول أطياف بشرية متنوعة للدين اﻹسﻻمي ودخول الفكر الفسفي،كل تلك وغيرها، فإن البعض رأي فيها أسباب سياسية وتاريخية ، جعلت من النهج النصي التقليدي ﻻ يفي وحاجات المسلمين العقلية في جدالهم والمنهج الذي يصلح لذلك هو المنهج الطبيعي العقلي.. ومنذ أن بدأ خلفاء وأمراء الدولة العباسية ينزلون الرقة، أخذ الرقيون يكونون ﻷنفسهم ثقافة عربية في ظل توأجد عرقبات وإثنيات أخرى في المدينة ،مثل اليهود والصابئة وغبرهم وفي عهد المأمون تطور الحراك الثقافي أفقيأ،خاصة وأن المأمون قد أنشأ في الرقة بيت الحكمة ومما وسع وأثرى دائرة هذا الحراك قرب الرقة من مراكز ومدن ذات ثقافات متعددة مثل الرها وحران ونصيبين إلى جانب نهوض حركة ترجمة كتب الفلسفة والعلوم اﻷخرى من اللغتين اﻹغريقية والسريانية إلى اللغة العربية..ومن إهم اﻷحداث الني اتصلت بالرقة في هذه الفترة وحصرأ في أواخر حياة المأمون ،مسألة خلق القرآن الكريم وبهذا الصدد يقول:" أبو الفرج بن الجوزي"(( لم يزل الناس على قانون السلف وقواهم إن القرآن كﻻم غير مخلوق انبعث المعتزلة فقالوا بخلق القرآن ، وكانوا يتسترون بذلك إلى زمن الرشيد حى أن الرشيد قال يومأ بلغني أن "بشر المريسي وهو من /أعﻻم المرجئة/يقول ؛ القرآن مخلوق والله ، إن أظفرني الله به ﻷقتلنه قتلة ما قتلتها أحد)) وطل المريسي متواريا عن اﻷنظار طيلة فترة خﻻفة الرشيد ، ولما ولي المأمون الخﻻفة كانت الرقة تموج بأطياف بشرية من كل حدب وصوب من العالم اﻹسﻻمي، وفي هذه الفترة حالط الخليفة قوم من المعتزلة "فحسنوا له القول بخلق القرآن" ويجمع غالبية علماء ومؤرخو القرن الثاني الهجري على أن الخليفة المأمون عنى عناية فائقة بالمسائل المتعلقة بعلم الكﻻم ، وأنه أراد أن ينصاع الناس بالتسليم لخلق القرآن، وقبيل أحد غزواته للثغور الرومية بعث برسالة إلى عامله في بغداد اسحق بن إبراهيم قريب طاهر بن الحسين مضمننأ فيها أمره بأن يرسل القضاة والمحدثين بموضوع خلق القرآن كان ذلك في سنة (218هجر) قبيل وفاة المأموت بأشهر قليلة، ويقول المؤرخون بأن المأمون أرسل إلى عاملة في بغداد اسحق بن إبراهيم كتابا ثانيا يقول له فيه بأن يرسل إلى الرقة سبعة من خيرة القضاة والمحدثين في بغداد بموضوع خلق القرآن كي يتولى إمتحانهم بنفسه . وقد قام إبراهيم بن اسحق بإرسال مجموعة من القضاة والمحدثبن هم، أحمد بن حنبل ، بشر بن الوليد الكندي،أبو حسان الرفاغي، علي بن أبي مقاتل، والحسن بن حماد السجادة والذيال بن هيثم، وقتيبة بن سعيد، وشيخ من ولد عمر بن الخطاب كان هذا قاضي الرقة ، وأرسلهم من بغداد في اﻷقياد إلى المأمون وهو في طرسوس (في تركبا اليوم)وما أن وصلوأ أدنة فتوفي المأمون ، وأعيد الجمع مكبلين باﻷقباد إلى الرقة ، ومن الرقة أرسلوا في سفينة عبر الفرات.. ويروي البعض أنهم سجنوا في قلعة الرحبة مدة قصيرة ، ثم أرسلوا إلى بغداد ومكثوا في السجن، وقد بلغهم خبر وفاة الخليفة وهم في الرقة وكان والي الرقة آنذاك حنبسة بن اسحق وهو الذي أرسلهم في سفينة خاصة إلى بغداد حيث تم وضعهم في السجن كما أسلفنا!! ثم أمرهم والي بغداد بأن يلزموا بيوتهم.وقيل ان أحمد بن حنبل ورفيقه بن نوح أعيدا إلى الرقة ومكثا في سجنها إلى أن أخذت البيعة للخليفة المعتصم، حيث أعيد وهو مقيد إلى بغداد وسجن ، ويقال أنه أخرج من السجن وعاد إلى الرقة والله أعلم
الباحث محمد العزو
الباحث محمد العزو
تعليقات