الرقة في عهد الخليفة المتقي
هو أبو اسحاق إبراهيم بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق طلحة بن المتوكل المتقي باالله، ولد سنة ( 295هج ) وأمه أمة إسمها "خلوب" ، بويع بالخﻻفة بعد موت أخيه الراضي سنة (329هج) ، ويحسب المؤرخين لم يشرب النبيذ ، وكان يكثر من الصﻻة ولم يكن له إﻻ اﻹسم، والتدبير والحكم كان بيد وزيره أبي عبدالله الكوفي ، كان الخليفة المتقي يعاني من مشكلة حركات الديلم المريبة ، وكان أبو بكر محمد بن رائق يقف إلى جانبه يذود عنه خطر الديلم وغيرهم المتربصين للخليفة بالمرصاد ، ومكافأة للكوفي فقد خلع عليه المتقي وسماه بأمير اﻷمراء..كانت الرقة عاصمة ديار مضر والجزيرة الفراتية ، وكان واليها ابن رائق ووالي الشام أيضأ ، ولم تهدأ الحروب بينه وبين اﻷخشيد صاحب مصر ، وفجأة اتفق مع اﻷخشيد على أن تكون له حلب وحمص ..وحدث أن ما يسمى بالبريدي قد استولى على بغداد ، فهرب المتقي وابن رائق إلى الموصل ، التي كان يحكمها ناصر الدولة الحمداني الذي قتل ابن رائق أمام مرأى ومسمع المتقي سنة (330هج) ليحل محل ابن رائق ، وبصبح أمير اﻷمراء لدى الخليغة المتقي بمباركة منه ، وكان مع ناصر الدولة في الموصل أخيه على فلقبه سيف الدولة ، ويقول المؤرخون من الموصل سار المتقي وبنوا حمدان ودخلوا بغداد ، التي هرب منها البريدي إلى واسط وفي هذه اﻷثناء هاج اﻷمراء بواسط ، بسبب قيام الروم بإحتﻻل أرزن وميارقين ونصيبيبن، فهرب سيف الدولة فلحق بالخليفة المتقي في بغداد كما أسلفنا ، ومن واسط سار توزون قاصدا بغداد ، ولما سمع بذلك سيف الدولة فر هاربأ إلى الموصل ، فدخل توزون بغداد فخلع عليه المتقي وسماه بأمير اﻷمراء.يقول المستشرق "وليم مور" في كتابه " بزوغ الخﻻفة" إن توزون كان قائدأ ديلميأ ، جلفأ ومريعأ وقد خافه المتقي كثيرأ، لذلك نجده قد ترك بغداد فسار في نسائه وخدمه وحشمه متوجهأ إلى الموصل ، لكن توزون الخبيث تبعه ولحق به، فما كان من المتقي أﻻ أن ترك الموصل مع نسائه وعبيده فرحل إلى نصيبين ومنها سار إلى الرقة مأمنه الوحيد ، التي كانت من أمﻻك ناصر الدولة، وكان وليأ عليها ومعها حلب وديار مضر والعواصم أبو بكر محمد بن مقاتل، الذي خلف مؤنس الخادم والي الرقة نيابة عن يأنس المؤنس ألذي وﻻه ناصر الدولة ، كل هذه اﻷحداث وقعت في سنة(332هج).أما شاطئ الفرات أﻷيسر فكان ببن الرقة وحلب تحت سيطرة اﻷخشيد محمد بن طغج صاحب مصر والشام شك أن المتقي كان حذرأ من توزون لذلك ، كان سريعأ في اتخاذ التدابير الضرورية لدرئ خطره وخطر الديلم ، لذلك لما علم أن اﻷخشيد قد جاء إلى حلب وقام بإرسال وحدات عسكرية مدربة إلى مسكنة، بالس، قديمأ الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات متوجهة إلى الرقة، قام المتقي وسير من الرقة أبا الحسن أحمد بن عبدالله الخرقي لمﻻقات اﻷخشيد، ليطلب منه بالسير إلى الرقة ليجتمع بالمتقي، .ويجدد به العهد ويستعين به ضد توزون..يقول المرحوم مصطفى الحسون، أن المتقي التقى باﻷخشيد على شاطئ الفرات الغربي قبالة الرقة سنة (333هج) ، ويقول الحسون في مخطوطته الموسوعية وأعتقد أنها طبعت* أن اﻷخشيد وقف بين يدي المتقي بخشوع ، حاملأ معه الهدايا وأموالأ كثيرة وقام اﻷخشيد ببر كل حاشية المتقي..وقد اجتهد اﻷخشيد على المتقي بالسير معه إلى الشام ومصر فلم يوافق المتقي على ذلك، فأشارعليه بالبقاء في الرقة خوفأ عليه من توزون إذا المتقي سار إلى بغداد، كما أن اﻷخشبد تعهد بإرسال اﻷموال ألى المتقي إن ظل ساكننأ الرقة، ويبدو أن المتقي كان عنيدا ﻷنه لم يوافق على ما طلبه منه اﻷخشيد، لكنه كتب لﻹخشيد عهدأ وجدد وﻻيته على مصر والشام والثغور وما واﻻها والحجاز، ثم أنه جعل له وﻹبنه أبي القاسم محمود الوﻻية لربع قرن ،وتوزن القائد الديلمي التركي كان يعرف أنه من الصعوبة بمكان أقتحام أسوار الرقة، لذلك لم يقدم على مهاجمتها، ولذلك كان يتحين الفرص لﻹنفراد بالمتقي وكان ما أراده
..بعد ذهاب اﻷخشيد بقي المتقي بالرقة مع بني حمدان الذين كانوا يتحركون من وراء الكواليس، وقد شعر المتقي بذلك ، ورأى منهم تضجرأ، وكأنت هذه هي اللحظة التي ينتظرها توزون، الذي استلم رسالة من المتقي يظهر فيها الصلح لتوزون، الذي أظهر الرغبة وحلف للمثقي وأشهد الناس على ذلك كتابة..سمع اﻷخشبد بذلك وجاء إلى الرقة، ويقول :"وليم مور في كتابه "بزوغ، وانحطاط وزوال الخﻻفة"وقف اﻷخشيد بين يدي المتقي وقد بلغه مصالحة توزون فقال :( يا أمير المؤمنين أنا عبدك وإن عبدك وقد عرفت اﻷتراك وفجورهم وغدرهم فالله الله في نفسك سر معي إلة مصر فهي لك وتأمن على نفسك) فلم يقبل ورجع اﻷخشيد انحدر المتقي وحاشيته ونسائه وعبيده من الرقة في الفرات إلى بغداد سنة(333هج)، وخرج للقائه توزون، وحسب الراحل مصطفى الحسون أنهما التقيا في منطقة متوسطة بين اﻷنبار وهيت ، فترجل توزون من على ظهر حصانه فقبل اﻷرض ومشى توزون بين يدي الخليفة إلى المخيم الذي ضربه له ثم قبض على المتقي وعلى ابن مقلة ومن معه، فكحل الخليفة ، وادخل بغداد مسمول العينين وأخذ منه الخاتم والبردة والقضيب، وجاء توزون بعبدالله بن المكتفي وبايعه بالخﻻفة ولقب المستكفي بالله ، ثم بايعه والده وبعد.عام مات توزون..وبحسب المؤرخين لو أن المتقي أخذ بنصيحة اﻷخشيد ، وظل بالرقة لكانت هي المرة الثالثة التي تصبح فيها الرقة عاصمة للخﻻفة العباسية ولسلم المتقي من سمل عينيه ولم يخلع من الخﻻفة، وكان هذا اخر خليفة عباسي كان له حضور في الرقة، لتدخل الرقة في عهود لم يهدأ لها بال
الباحث محمد العزو
..بعد ذهاب اﻷخشيد بقي المتقي بالرقة مع بني حمدان الذين كانوا يتحركون من وراء الكواليس، وقد شعر المتقي بذلك ، ورأى منهم تضجرأ، وكأنت هذه هي اللحظة التي ينتظرها توزون، الذي استلم رسالة من المتقي يظهر فيها الصلح لتوزون، الذي أظهر الرغبة وحلف للمثقي وأشهد الناس على ذلك كتابة..سمع اﻷخشبد بذلك وجاء إلى الرقة، ويقول :"وليم مور في كتابه "بزوغ، وانحطاط وزوال الخﻻفة"وقف اﻷخشيد بين يدي المتقي وقد بلغه مصالحة توزون فقال :( يا أمير المؤمنين أنا عبدك وإن عبدك وقد عرفت اﻷتراك وفجورهم وغدرهم فالله الله في نفسك سر معي إلة مصر فهي لك وتأمن على نفسك) فلم يقبل ورجع اﻷخشيد انحدر المتقي وحاشيته ونسائه وعبيده من الرقة في الفرات إلى بغداد سنة(333هج)، وخرج للقائه توزون، وحسب الراحل مصطفى الحسون أنهما التقيا في منطقة متوسطة بين اﻷنبار وهيت ، فترجل توزون من على ظهر حصانه فقبل اﻷرض ومشى توزون بين يدي الخليفة إلى المخيم الذي ضربه له ثم قبض على المتقي وعلى ابن مقلة ومن معه، فكحل الخليفة ، وادخل بغداد مسمول العينين وأخذ منه الخاتم والبردة والقضيب، وجاء توزون بعبدالله بن المكتفي وبايعه بالخﻻفة ولقب المستكفي بالله ، ثم بايعه والده وبعد.عام مات توزون..وبحسب المؤرخين لو أن المتقي أخذ بنصيحة اﻷخشيد ، وظل بالرقة لكانت هي المرة الثالثة التي تصبح فيها الرقة عاصمة للخﻻفة العباسية ولسلم المتقي من سمل عينيه ولم يخلع من الخﻻفة، وكان هذا اخر خليفة عباسي كان له حضور في الرقة، لتدخل الرقة في عهود لم يهدأ لها بال
الباحث محمد العزو
تعليقات