الرقة في عهد الخليفة المأمون
المأمون، هو عبدالله المأمون بن هارون الرشيد ، وهو الخليفة السادس من بني العباس ، وأمه أم ولد اسمها مراجل فارسية اﻷصل ، ولد سنة (179 هجر ) بويع بالخﻻفة سنة (198 هجر )= (813 م ) فكانت مدة خﻻفته عشرين سنة ونصف السنة..وقبل وفاة أخيه " اﻷمين " كان الخﻻف بينهما على اشده ، ومثلما كان عبد الملك بن صالح بن علي عبدالله بن عباس يناصر اﻷمين ، وكذلك كان القائدين طاهر بن الحسين ، وهرثمة بن أعين ، يناصران المأمون وهما كانا من أول الذين قدموا الوﻻء والطاعة للمأمون ، وقد ترك المأمون الفضل بن سهل الفارسي في أرض فارس " محل إقامة المأمون هناك " يدير شؤون الخليفة والخﻻفة وكان الخليفة المأمون حكيمأ في معالجته أمور الخﻻفة ، وكان يقف على مسافة واحدة من أعيان رعيته ، وكان هناك من يلعب من وراء الكواليس بقصد إثارة النعرات والفتن الغير محسوب لها حساب ، لذلك نجد أن الفضل بن سهل ، أرسل كتابأ إلى طاهر "على لسان المأمون " بأن يشخص إلى الرقة لمحاربة " نصر بن سيار بن شبث " من قبيلة بني عقيل العربية ، وكان نصر عربيأ شجاعأ وشهمأ وله في الخليفة اﻷمين محبة وهوى ، وكانت ديرة نصر " يكسوم " من أعمال سمسياط ، تقع على الفرات شمال حلب (حصن كبير يقع على مرتفع ، وقد تكون قلعة نجم ) ، وكان الفضل بن سهل مسيطرأ على أمور الخﻻفة والمتغلب على دولة المأمون ، وهذا ما أثار حفيظة نصر الذي رأى أن العنصر العربي قد انحط دوره في دولة المأمون ، وأصبح العجم هم القواد واﻷمراء ، لذلك نراه قد غضب وقام بثورة جعلت المأمون يعيد كل الحسابات في دولته ، خاصة بعد أن تغلب نصر على كل من جاوره من البﻻد وسيطر على سمسياط وناصره خلق كثير من العرب القاطنين في البلدات والنوأحي واﻷرياف ، وعبر الفرات ألى جانبه اﻷيمن..وسار إليه طاهر بقوة كبيرة فالتقيا بالقرب من يكسوم فاقتتﻻ قتاﻻ عظيمأ تكلل بنصر عظيم لنصر ولمقاتليه من العرب ، وعاد طاهر إلى الرقة مهزومأ وكان جيش طاهر الذي جاء إلى الرقة ( 4000 ) من العجم ، وبعد هذه الهزيمة النكراء قام طاهر بأعمال تعكس ردة فعل هوجاء تجسدت بمضاعفة الضرائب وأساءة معاملة سكان سروج والرها ، وكانت وﻻية طاهر تشمل كل من الجزيرة ، والشام والمغرب ، والموصل عندما جاء إلى الرقة ، التي كانت مركزأ لهذه البﻻد ولهذه اﻷقاليم، و يروي أبو الفرج الملطي في كتابه ( تاريخ الدول السرياني ) أن نضر ضيق الخناق على الجند العجم أصحاب طاهر، وأن جند نصر "قضوا على جند طاهر مائة فمائة فينحرونهم نحر الخراف " وبعد هذا النصر المؤزر ، قام نصر فجمع من العرب القيسيين أعداد كبيرة ووقعوا على وثيقة بينهم وبين نصر تنص على مساندته ، فسار بهم إلى الرقة ودخلوا الرقة البيضاء ثم زحفوا إلى الرافقة التي كان يتواجد فبها كل من البطريرك ( قرياقس ) وثنوتوسيوس مطران الرها ، حتى أن الرقة
والرافقة يومئذ عرفتا غﻻء لم تعرفه المدينتين من قبل ويقول أبو الفرج الملطي: " ..واشتد الغﻻء حتى أكل الناس خبز الرز والبقول ثم عقد نصر الصلح كيفما كان ﻷن عساكر الكوفة احتلوا الرقة البيضاء واستولى العجم على الرافقة " . وقال أيضأ : " وابتنى طاهر سورأ ما بين الرقة والرافقة وتحصن فيه.."وحاصر نصر حران التي هي من أعمال الرقة واستولى على بالس ، وزحف إلى الرقة فاستولى على الهني والمري والقرى المحيطة ، فوجه إليه المأمون شبيبأ القائد في جيش أعجمي جرار استطاعوا في البداية تحقيق نصر على بعض حاميات نصر ونهبوا البيوت ، غير أن نصر هزمهم وفر شبيب إلى بغداد ، وقد شاع أمر نصر فاتصلوا به بعضا من الطالبيين وطلبوا منه بمبايعة الخليفة لكنه رد عليهم بأنه حارب بني العباس محامات عن العرب ﻷنهم يفدمون العجم عليهم.. أن مما ﻻ شك وﻻ ريب فيه إن المشاكل التي عانت منها الخﻻفة اﻹسﻻمية إبان عهد المأمون ، هي نتيجة للتدخﻻت الخارجيهة في شؤون الخﻻفة ، ولذلك فثورة نصر كانت ردة فعل على هذا التدخل ولنصرة العنصر العربي ، ومحاولة جريئة لتأسيس دولة عربية محضة تكون الرقة فيها هي العاصمة ، خاصة وأن نصر كان متأثرأ بالخليفة العربي هارون الرشيد الذي لم يعد حينئذ يطيق المكوث في بغداد لتغلب العجم على أمورها واتخذ من الرقة عاصمة للخﻻفة منذ سنة ( 183 ولغاية سنة 193 هجر ) وكان نصر يريد من ذلك النهوض بالرقة لتكون عاصمة لمملكته لو تم له اﻷمر .. و في سنة (199 هجر) كان أمر نصر قد قوي جدأ في الجزيرة، لتبدأ فترة جديدة وحراك جديد بين نصر والمأمون الذي كان مقيمأ في مرو. ولما جاء المأمون ألى بخداد قادمأ
من مدينة مرو ﻻقاه طاهر هناك بناءأ على أمر المأمون ، واستخلف ابنه عبداللة على الجيش وأمره بقتال نصر، اما طاهر فقد وﻻه المأمون على خرسان وولى ابنه من الرقة إلى مصر كان ذلك في سنة (206هجر) مشددأ عليه بقتال نصر ، وأثناء ذلك كتب طاهر بن الحسين إلى ابنه في الرقة الكتاب المشهور والذي جمع فيه كل ما يحتاجه أمراء الجيوش والقادة من اﻷدب والسياسة ومكارم اﻷخﻻق وأمور الدنيا والدين ، ويقول المؤرخون أن المأمون ، قد أخذ به وامر بتعميمه ..جد عبدالله بن طاهر في اﻹستمرار بقتال نصر لكنه مرة تلو اﻷخرى يفشل في ذلك، وحدث أن قام المأمون بندب رسولأ خاصأ هو جعفر بن محمد العامري محملأ إياه كتابأ خاصأ إلى نصر وهو في"كفرون عزون " وهي أعزاز بسروج شمال حلب .وفي مضمون كتاب. المأمون طلب من الخليفة لنصر بوقف القتال .وبالطرق الدبلوماسية أجاب نصر بالتسليم ، وهدأت اﻷمور بعد حرب دامت خمس سنوات مع عبدالله بن طاهر ومن قبله سبع سنوات...كانت الرقة في هذا الزمن مسكونة من العرب المسلمين وهم الأكثرية ومن المسيحيين العرب وأقلية يهودية وبعض الصابئة ، وأثناء ثورت نصر كانت الرقة تعيش في حالة حراك وتعايش هادئ بين الجميع ، أﻵ أن مبانيها قد تضررت واحترق ربضها..وبعد عبدالله بن طاهر ، ولى المأمون ابنه العباس على الجزبرة والثغور والعواصم سنة (213 هجر ) ثم وﻻها اسحق بن إبراهيم الخزاعي ثم ورقة الطريفي ثم ولده العباس، إلى أن ولى عيسى بن علي الهاشمي نيابة عن ولده ، ومن وﻻة الرقة في عهد المأمون عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل بن صالح وكان ذلك في سنة (218هجر) لما غزا الصائفة ، وفيها توفي المأمون بطرسوس بالقرب من لواء اسكندرون ومن اﻷحداث التي كان لها صلة في السنوات اﻷخيرة من حياة المأمون إتصال المعتزلة بالرقة وظهور مسألة خلق القرآن الكريم
الباحث محمد العزو
والرافقة يومئذ عرفتا غﻻء لم تعرفه المدينتين من قبل ويقول أبو الفرج الملطي: " ..واشتد الغﻻء حتى أكل الناس خبز الرز والبقول ثم عقد نصر الصلح كيفما كان ﻷن عساكر الكوفة احتلوا الرقة البيضاء واستولى العجم على الرافقة " . وقال أيضأ : " وابتنى طاهر سورأ ما بين الرقة والرافقة وتحصن فيه.."وحاصر نصر حران التي هي من أعمال الرقة واستولى على بالس ، وزحف إلى الرقة فاستولى على الهني والمري والقرى المحيطة ، فوجه إليه المأمون شبيبأ القائد في جيش أعجمي جرار استطاعوا في البداية تحقيق نصر على بعض حاميات نصر ونهبوا البيوت ، غير أن نصر هزمهم وفر شبيب إلى بغداد ، وقد شاع أمر نصر فاتصلوا به بعضا من الطالبيين وطلبوا منه بمبايعة الخليفة لكنه رد عليهم بأنه حارب بني العباس محامات عن العرب ﻷنهم يفدمون العجم عليهم.. أن مما ﻻ شك وﻻ ريب فيه إن المشاكل التي عانت منها الخﻻفة اﻹسﻻمية إبان عهد المأمون ، هي نتيجة للتدخﻻت الخارجيهة في شؤون الخﻻفة ، ولذلك فثورة نصر كانت ردة فعل على هذا التدخل ولنصرة العنصر العربي ، ومحاولة جريئة لتأسيس دولة عربية محضة تكون الرقة فيها هي العاصمة ، خاصة وأن نصر كان متأثرأ بالخليفة العربي هارون الرشيد الذي لم يعد حينئذ يطيق المكوث في بغداد لتغلب العجم على أمورها واتخذ من الرقة عاصمة للخﻻفة منذ سنة ( 183 ولغاية سنة 193 هجر ) وكان نصر يريد من ذلك النهوض بالرقة لتكون عاصمة لمملكته لو تم له اﻷمر .. و في سنة (199 هجر) كان أمر نصر قد قوي جدأ في الجزيرة، لتبدأ فترة جديدة وحراك جديد بين نصر والمأمون الذي كان مقيمأ في مرو. ولما جاء المأمون ألى بخداد قادمأ
من مدينة مرو ﻻقاه طاهر هناك بناءأ على أمر المأمون ، واستخلف ابنه عبداللة على الجيش وأمره بقتال نصر، اما طاهر فقد وﻻه المأمون على خرسان وولى ابنه من الرقة إلى مصر كان ذلك في سنة (206هجر) مشددأ عليه بقتال نصر ، وأثناء ذلك كتب طاهر بن الحسين إلى ابنه في الرقة الكتاب المشهور والذي جمع فيه كل ما يحتاجه أمراء الجيوش والقادة من اﻷدب والسياسة ومكارم اﻷخﻻق وأمور الدنيا والدين ، ويقول المؤرخون أن المأمون ، قد أخذ به وامر بتعميمه ..جد عبدالله بن طاهر في اﻹستمرار بقتال نصر لكنه مرة تلو اﻷخرى يفشل في ذلك، وحدث أن قام المأمون بندب رسولأ خاصأ هو جعفر بن محمد العامري محملأ إياه كتابأ خاصأ إلى نصر وهو في"كفرون عزون " وهي أعزاز بسروج شمال حلب .وفي مضمون كتاب. المأمون طلب من الخليفة لنصر بوقف القتال .وبالطرق الدبلوماسية أجاب نصر بالتسليم ، وهدأت اﻷمور بعد حرب دامت خمس سنوات مع عبدالله بن طاهر ومن قبله سبع سنوات...كانت الرقة في هذا الزمن مسكونة من العرب المسلمين وهم الأكثرية ومن المسيحيين العرب وأقلية يهودية وبعض الصابئة ، وأثناء ثورت نصر كانت الرقة تعيش في حالة حراك وتعايش هادئ بين الجميع ، أﻵ أن مبانيها قد تضررت واحترق ربضها..وبعد عبدالله بن طاهر ، ولى المأمون ابنه العباس على الجزبرة والثغور والعواصم سنة (213 هجر ) ثم وﻻها اسحق بن إبراهيم الخزاعي ثم ورقة الطريفي ثم ولده العباس، إلى أن ولى عيسى بن علي الهاشمي نيابة عن ولده ، ومن وﻻة الرقة في عهد المأمون عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل بن صالح وكان ذلك في سنة (218هجر) لما غزا الصائفة ، وفيها توفي المأمون بطرسوس بالقرب من لواء اسكندرون ومن اﻷحداث التي كان لها صلة في السنوات اﻷخيرة من حياة المأمون إتصال المعتزلة بالرقة وظهور مسألة خلق القرآن الكريم
الباحث محمد العزو
تعليقات