الرقة في العهد الحمداني
للرقة نصيب من إسمها ، وهي التي لقيت في كثير من الغهود الضرر والتأخر ، وكانت في عهودها تحتال على الحياة بكثرة ما تنتجه من محاصيل زراعية ، وبتجارتها وصناعتها الخزفية ، ومن العهود التي تضررت وتأخرت فيها الرقة ، هو العهد الحمداني ، وهم من تغلب أسس امارتهم القائد أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان بن حمدون بن الحارس التغلبي ، الذي كان من أمراء الخليفة المعتضد
كان في عهد الخليفة العباسي المكتفي واليأ على أعمال الموصل، وقد توفاه الله سنة(317هج=929) وكان ناصر الدولة في عهد الخليغة المتقي واليأ على حلب ، وديار مضر وفيها الرقة ، والعواصم..وقد رأينا أن سيف الدولة ، قد جاء مع الخليفة المتقي إلى الرقة، فارين من شر توزون الذي لحق بهم إلى الموصل. كان ناصر الدولة يستعين بقائد تركي وهو في بغداد ، ضد معز الدولة ، وهذا القائد كان يعمل لديه اسمه جمان ، كان قد عينه في الرحبة فعظم أمره فيها ، وكان قد ألب الجند ضد ناصر الدولة ، فتمرد وعصى على سيده ناصر الدولة ، وهم بغزو الرقة والتغلب عليها وعلى جميع ديار مضرل فسار جمان إلى الرقة وحاصرها ثمانية عشر يومأ ، فقام أهلها بقتاله والدفاع عن مدينتهم فهزموه ، وعندما سمع اهل الرحبة بهزيمة جمان في الرقة ، قاموا بقتال أصحابه وعماله فقتلوهم وطردوهم لشدة ما كانوا يلقونه منهم من ظلم ، وسوء معاملة للسكان ، ولما عاد جمان التركي من الرقة مهزومأ ، يقول المؤرخون أنه ارتكب مجزرة شنيعة ، إذ أنه وضع السيف في رقاب أهل الرحبة فقتل منهم مقتلة عظيمة ، فلما جاء الخبر إلى مسمع ناصر الدولة قام بإرسال حاجبه المدعو "ياروخ" الذي سار بجيش عطيم ، فلتقى بجمان على شاطئ الفرات ، فاقتتلوا قتالأ شديدأ فانهزم جمان محاولأ عبور الفرات فقرق فيه ، واستسلم عسكر جمان واعطاهم ياروخ اﻷمان كان لدى ناصر الدولة. طموح سياسي واسع فراح يسعى لتكوين امارة ، فقام في عام(333هج) سيف الدولة وسار
عبر سهول الرقة متجهأ إلى حلب فملكها ؛ التي شهدت عصر الدولة الحمدانية الذهبي ، وقد انتزعها من يد عمال اﻷخشيد وولى قضاءها إلى أبا الحصين علي بن عبد الملك الرقي ، وحدثت حروب بين سيف الدولة واﻷخشيد ووصل سيف الدولة إلى دمشق ودخلها، لكن اﻷخشيد تغلب عليه ففر سيف الدولة من دمشق ألى الرقة. لكن سرعان ما تم الصلح بين اﻹثنين ، وصارت حلب إلى سيف الدولة سنة( 336هج)وحارب الروم والعشائر القاطنة في ريف حلب ، واجتمج في مجلسه الكثير من الشعراء ، مثل المتنبي وأبو فراس الحمداني والمتنبي والصنوبري وتوفي سنة(356هج)، ودفن في بلدة ميافارقين بأرض الجزيرة..سيف الدولة رأى في الرقة مالم يراه في مكان أخر ، رأى فيها العمارة العباسية البديعة وازدهار الصناعة الخزفيه والتجارة والزراعة ووفرة الخيرات ، فأرهقها بالضرائب الكثيرة ، ليغذي حروبه وبﻻطه ، وليبر مادحيه من الشعراء، ويؤكد المؤرخون على أن سبف الدولة لم يكتف بوضع الضرائب المرهقة على أهل الرقة ومصادرة أمﻻكهم وأموالهم بل أنه انتزع أبوابها الحديدية الجميلة ومنها أبواب مسجد المنصور وأرسلها إلى حلفائه القرامطة قي البحرين سنة(964م) وذلك حسبما قاله المؤرخ مسكويه وغيره من مؤرخي القرن الرابع الهجري. وكان سيف الدولة يتردد على الرقة كثيرأ وفي عام(358هج) وقع خﻻف بين خمدان بن ناصر الدولة وأبو تغلب بن ناصر الدولة ، فسار أبو تغلب ألى حمدان الذي تحصن في الرقة فحاصره أبو تغلب فيها إلى أن صالحه فتم اﻹتغاق على أن يقتصر حكم حمدان على الرحبة ويسلم الرقة البيضاء والرافقة إلى أبو تغلب فصادق الخليفة العباسي المطيع بتوقيعأ على تقليد أبي تغلب أعمال ناصر الدولة وسيف الدولة ، وكان آبو تغلب مقيمأ في الرقة.في عام(358هج) استولى الحاجب قرغويه* غﻻم سبف الدولة على حلب وأشرك معه غﻻمه بكجور وفي سنة(364هج)استولى بكجور على شريكه قرغويه وحبسه ، وكان بكجور قد ولي الرقة وقوي أمره فيها واستمر فيها خمس سنوات، إﻻ أن سعد الدولة توجه إليه بجيش جرار بعد أن استمال بني كﻻب وبنو نمير وذلك سنة(381هج)، والتقى جيش سعد وجيش بكجور بالقرب من بالس في مكان يسمى الناعورة واشتد القتال بين الجيشين ، وانهزم جيش التركي بكجور وقبض عليه سعد الدولة وضرب عنقه وصلبه على أرض الناعورة (كما فعلت داعش بأبناء الرقة) ، وسار سعد الدولة إلى الرقة وكان فيها أوﻻد بكجور ونسائه وأمواله ، فقام بمصادرة أمواله ، وأعطى اﻷمان ﻷوﻻد بكجور لكنه نقض في الوعد ، ثم سار إلى حلب فأصيب بشلل دماغي سنة(381هج) ومات وحمل في تابوت إلى الرقة ودفن في الجهة الغربية من باب بغداد، لكن مصطفى الحسون رحمه الله يقول دفن قبالة قبة أويس شمال الطريق المؤدي إلى الرقة البيضاء"المشلب حاليا"، وتنقلت الرقة بأيدي بني حمدان طوال مدة استمرار دولتهم التي دامت(77) سنة والتي انتهت يسنة(399هج) لقيت الرقة على أبديهم الضرر والتأخر، فكل أمبر من بني حمدان كان يطمع بها وينهب خيراتها..دمت ﻷهلك الميامبن يا رقة الخير والعطاء
الباحث محمد العزو
كان في عهد الخليفة العباسي المكتفي واليأ على أعمال الموصل، وقد توفاه الله سنة(317هج=929) وكان ناصر الدولة في عهد الخليغة المتقي واليأ على حلب ، وديار مضر وفيها الرقة ، والعواصم..وقد رأينا أن سيف الدولة ، قد جاء مع الخليفة المتقي إلى الرقة، فارين من شر توزون الذي لحق بهم إلى الموصل. كان ناصر الدولة يستعين بقائد تركي وهو في بغداد ، ضد معز الدولة ، وهذا القائد كان يعمل لديه اسمه جمان ، كان قد عينه في الرحبة فعظم أمره فيها ، وكان قد ألب الجند ضد ناصر الدولة ، فتمرد وعصى على سيده ناصر الدولة ، وهم بغزو الرقة والتغلب عليها وعلى جميع ديار مضرل فسار جمان إلى الرقة وحاصرها ثمانية عشر يومأ ، فقام أهلها بقتاله والدفاع عن مدينتهم فهزموه ، وعندما سمع اهل الرحبة بهزيمة جمان في الرقة ، قاموا بقتال أصحابه وعماله فقتلوهم وطردوهم لشدة ما كانوا يلقونه منهم من ظلم ، وسوء معاملة للسكان ، ولما عاد جمان التركي من الرقة مهزومأ ، يقول المؤرخون أنه ارتكب مجزرة شنيعة ، إذ أنه وضع السيف في رقاب أهل الرحبة فقتل منهم مقتلة عظيمة ، فلما جاء الخبر إلى مسمع ناصر الدولة قام بإرسال حاجبه المدعو "ياروخ" الذي سار بجيش عطيم ، فلتقى بجمان على شاطئ الفرات ، فاقتتلوا قتالأ شديدأ فانهزم جمان محاولأ عبور الفرات فقرق فيه ، واستسلم عسكر جمان واعطاهم ياروخ اﻷمان كان لدى ناصر الدولة. طموح سياسي واسع فراح يسعى لتكوين امارة ، فقام في عام(333هج) سيف الدولة وسار
عبر سهول الرقة متجهأ إلى حلب فملكها ؛ التي شهدت عصر الدولة الحمدانية الذهبي ، وقد انتزعها من يد عمال اﻷخشيد وولى قضاءها إلى أبا الحصين علي بن عبد الملك الرقي ، وحدثت حروب بين سيف الدولة واﻷخشيد ووصل سيف الدولة إلى دمشق ودخلها، لكن اﻷخشيد تغلب عليه ففر سيف الدولة من دمشق ألى الرقة. لكن سرعان ما تم الصلح بين اﻹثنين ، وصارت حلب إلى سيف الدولة سنة( 336هج)وحارب الروم والعشائر القاطنة في ريف حلب ، واجتمج في مجلسه الكثير من الشعراء ، مثل المتنبي وأبو فراس الحمداني والمتنبي والصنوبري وتوفي سنة(356هج)، ودفن في بلدة ميافارقين بأرض الجزيرة..سيف الدولة رأى في الرقة مالم يراه في مكان أخر ، رأى فيها العمارة العباسية البديعة وازدهار الصناعة الخزفيه والتجارة والزراعة ووفرة الخيرات ، فأرهقها بالضرائب الكثيرة ، ليغذي حروبه وبﻻطه ، وليبر مادحيه من الشعراء، ويؤكد المؤرخون على أن سبف الدولة لم يكتف بوضع الضرائب المرهقة على أهل الرقة ومصادرة أمﻻكهم وأموالهم بل أنه انتزع أبوابها الحديدية الجميلة ومنها أبواب مسجد المنصور وأرسلها إلى حلفائه القرامطة قي البحرين سنة(964م) وذلك حسبما قاله المؤرخ مسكويه وغيره من مؤرخي القرن الرابع الهجري. وكان سيف الدولة يتردد على الرقة كثيرأ وفي عام(358هج) وقع خﻻف بين خمدان بن ناصر الدولة وأبو تغلب بن ناصر الدولة ، فسار أبو تغلب ألى حمدان الذي تحصن في الرقة فحاصره أبو تغلب فيها إلى أن صالحه فتم اﻹتغاق على أن يقتصر حكم حمدان على الرحبة ويسلم الرقة البيضاء والرافقة إلى أبو تغلب فصادق الخليفة العباسي المطيع بتوقيعأ على تقليد أبي تغلب أعمال ناصر الدولة وسيف الدولة ، وكان آبو تغلب مقيمأ في الرقة.في عام(358هج) استولى الحاجب قرغويه* غﻻم سبف الدولة على حلب وأشرك معه غﻻمه بكجور وفي سنة(364هج)استولى بكجور على شريكه قرغويه وحبسه ، وكان بكجور قد ولي الرقة وقوي أمره فيها واستمر فيها خمس سنوات، إﻻ أن سعد الدولة توجه إليه بجيش جرار بعد أن استمال بني كﻻب وبنو نمير وذلك سنة(381هج)، والتقى جيش سعد وجيش بكجور بالقرب من بالس في مكان يسمى الناعورة واشتد القتال بين الجيشين ، وانهزم جيش التركي بكجور وقبض عليه سعد الدولة وضرب عنقه وصلبه على أرض الناعورة (كما فعلت داعش بأبناء الرقة) ، وسار سعد الدولة إلى الرقة وكان فيها أوﻻد بكجور ونسائه وأمواله ، فقام بمصادرة أمواله ، وأعطى اﻷمان ﻷوﻻد بكجور لكنه نقض في الوعد ، ثم سار إلى حلب فأصيب بشلل دماغي سنة(381هج) ومات وحمل في تابوت إلى الرقة ودفن في الجهة الغربية من باب بغداد، لكن مصطفى الحسون رحمه الله يقول دفن قبالة قبة أويس شمال الطريق المؤدي إلى الرقة البيضاء"المشلب حاليا"، وتنقلت الرقة بأيدي بني حمدان طوال مدة استمرار دولتهم التي دامت(77) سنة والتي انتهت يسنة(399هج) لقيت الرقة على أبديهم الضرر والتأخر، فكل أمبر من بني حمدان كان يطمع بها وينهب خيراتها..دمت ﻷهلك الميامبن يا رقة الخير والعطاء
الباحث محمد العزو
تعليقات