تل أبي هريرة على الفرات
بداية ﻻبد من اﻹشارة إلى أن علماء اﻵثار والتاريخ، قاموا بتقسيم العصور إلى نوعين ، عصور ما قبل التاريخ ، والعصور التاريخية والحد الفاصل بينهما هو اختراع الكتابة المسمارية عام(3200ق.م)، وأما عصور ما قبل التاريخ فهي :
- العصر الحجري القديم(الباليوليت)
يبدأ مع بداية ظهور اﻹنسان حتى عام (12000ق.م).
-العصر الحجري الوسيط(الميزوليت)
يبدأ من عام(8000-12000ق.م )
- العصر الحجري الحديث ( النيوليت)
يبدأ من عام (5000- 8000ق.م ) - العصر النحاسي ( الكالكوليت....) يبدأ من عام (3200- 5000ق.م) وتاريخ تل أبي هريرة يبدأ في العصر الحجري الوسيط وينتهي قبل نهاية العصر الحجري الحديث، كما يجب التنويه إلى أن إستعمال اﻷلفأظ (موقع - مستوطنة - قرية - تل جميعها تؤي معنى واحد ) ..يقع تل أبي هريرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات(الجهة الشامية) على بعد (70كم) غرب مدينة الرقة، كان يخترقه الطريق الواصل بين حلب والرقة، واليوم غمرته مياه بحيرة سد الفرات، وهو أكبر موقع نيوليتي معروف في سورية ، وبين اﻷعوام (1975-1973م) قامت بعثة أثرية من جامعة (إكسفورد) بالتنقيب في هذا الموقع، وحصلت على معطيات طيبة وغنية بالمعلومات اﻷثرية والتاريخية ..بدأ اﻹستيطان في هذا الموقع منذ سنة(11500ق.م) كقرية مساحتها(10دونم) مكونة من بيوت محفورة في اﻷرض "دبابة" مسقوفة بأعمدة خشبية من شجر الصفصاف الفراتي مغطاة بأعواد الزل والقصب والسوس والطرفة، وأبعاد هذه القرية(300×500م)، وظهر في الطبقات اﻷثرية السفلى اﻷكثر قدمأ بقايا آثار حضارة نطوفية نسبة إلى وادي النطوف في فلسطين .. يقع تل أبي هريرة في موقع استراتيجي هام، إذ أنه يطل من الجهة الجنوبية على سهل زراعي واسع وخصب..وأسفل القرية يستقبلك سهل فيضان الفرات ،وفي أعلى ظهر الوادي بإتجاه الجنوب مع ميﻻن نحو الغرب ، تمتد بعيدأ أرض ندية كثيرة العشب والخضرة ، وليس بعيدأ عن القرية من جهة الغرب والشمال وعلى مسافة قريبة ، كانت توجد غابات مفتوحة وواسعة من الفستق والبلوط وغيرها من اﻷشجار الحاملة للجوزية ، واليوم هذه الغابة انحسرت وابتعدت مسافة حتى(200كم غربأ) .. لقد تركزت أعمال البعثة اﻷثرية على المنحدر الغربي للتل بإتجاه سرير النهر ، بفتح سبر أفقي من أعلى نقطة في التل حتى حدود اﻷرض المنخفضة لمعرفة اﻷدوار التي مر بها الموقع ، حيث تبين أن التل سكن ﻷول مرة في العصر الحجري الوسيط ما بين (8000-12000ق.م)، وهذه المرحلة المبكرة من اﻹستيطان تغطي القسم الشمالي من التل ، ومجريات التنقيب في هذه المنطقة أماطت اللثام عن أدوات من العصر الحجري الحديث ، وفترة العصر الحجري الوسيط كانت غنية باﻷدوات الصوانية الدقيقة الحادة والمطارق والمقاشط، ثم سكنت منطقة أبي هريره في الفترة الفخارية بحدود اﻷلف السابع ( 7000ق.م ) ، واستمر هذا اﻹستيطان حتى اﻷلف السادس(6000ق.م)، حيث هجر الموقع نهائيأ.. استيطان الموقع في اﻷلف السابع ق.م هي فترة السكن في العصر الحجري الحديت وتنقسم إلى ثﻻث مراحل قياسأ باﻷدوات الصوانية ، فالمرحلتان اﻷولى والثانية تعودأن إلى العصر الحجري الحديث(قبل الفخار) ، أما المرحلة الثالثة فتعود إلى الفترة الغخارية من العصر الحجري الحديثة(6000ق.م) (مجلة العلوم)توسعت التنقيبات اﻷثرية في التل، وتم الكشف عن منشآت معمارية سكنية من هذه المرحلة، في الجهة الجنوبية من التل من مستوطنة العصر الحجري الوسيط (8000-12000) قبل الميﻻد، وأثناء المراحل اللاحقة توسع السكن حتى شمل التل بأكمله، كانت للقرية أو المستوطنة ،وهذا يشمل أيضأ المستوطنات اﻷخرى مثل المريبط ، أبعاد (300×400م) ، وبذلك تعتبر قرية أبو هريرة ومعها قرية المريبط من أكبر القرى في سورية من العصر الحجري الوسيط .. كانت منازل هذه المرحلة كبيرة لها غرف واسعة ومستقيمة اﻷبعاد، إنشائيأ بنيت هذه البيوت من اللبن الطيني المضغوط المجفف تحت أشعة الشمس، وللمنزل الواحد عدة غرف ذات جدر غير سميكة ، وكان لبعض البيوت بهو واسع يفصل بين غرفتين ، كما أن المنازل كانت مزودة بغرف للمونة والتخزين ولهذه الغرف فتحات علوية في الجدر ، وكانت اﻷرضيات واﻷجزاء السفلية من الجدر مدهونة بمادة الجص اﻷبيض"وما تزال هذه الطريقة مستعملة في أرياف الرقة حتى أيامنا هذه" ، وأحيانأ من أسفل الجدران حتى إرتفاع متر واحد كانت تدهن باللون اﻷسود واﻷحمر اللماع ، وهذا بالتأكيد مؤشر لوحود إعتقدات دينية كانت تمارس كطقوس بدائية ، وكانت بعض الغرف مزودة بمسطبة "دكة" مدهونة بمادة الجص اﻷبيض، وفي بعض غرف المنازل عثر على مواقد للنار كانت تستعمل للتدفئة في فصل الشتاء، كما أن البيوت السكنية كانت مفصولة عن بعضها بواسطة قدوميات "دروب أو ممشى" ضيقة وهذا مؤشر على أن القرية كانت مكتضة بالسكان .. وأثناء التنقيبات اﻷثرية تم العثور على إكسسوارات وحلي كانت تستعمل للزينة ، كما تم العثور على صناعات عظمية وهي مهمة مثل أبر الخياطة والمثاقب وأدواك الغزل والمبارم، وعثر على بعض اﻷلياف كان يستعملها اﻷهالي في صناعة البسط والحصائر والسﻻل، كما تم العثور على قطع حجرية مصنوعة من حجر الصوان وبعض الصوانيات البركانية ، وعثر على مجموعة طيبة من المقاشط والسهام والمثاقب وقد صنعت بدقة متناهية كان عدد سكان الموقع في بدياته اﻷولى(300 نسمة)، وازداد العدد فيما بعد ليصبح (3000 نسمة)، ويرجع السبب في ذلك إلى الكوارث الطبيعية التي كانت تفتك بالسكان، والحروب والصراعات بين الجماعات من أجل لقمة العيش وكذلك اﻷمراض السارية ، وأهم اكتشاف في هذا الموقع هو تدجين الحيوان والزراعة وممارسة الصيد الذي استمر مدة ألف سنة ومعظمه كان من الغزﻻن ، التي كانت تصاد بالشراك ، حيث كان الصياد والصيادون يقومون بسوق القطيع بإتجاه الفخ الذي نصبوه وهي الحظيرة (عبارة عن حفرة كبيرة وعميقة تغطى بنبات وأوراق الشجر)، حيث تقع الغزﻻن فيها، وما زالت هذه الحظائر ماثلة للعيان في بادية حمص قرب الطيبة والقريتين ، وقد ذكرهما الرحالة اﻹنكليري(بوركهارت) عندما وقف عليهما في رحلته الشهيرة إلى المدن السورية، التي بدأها من مدينة حلب سنة(1810م)، وكان الصيادون يذبحون الغزﻻن الجريحة مباشرة في الحفرة ، ويجفف لحمها للتخزين كقديد لﻹستهﻻك، وظلت هذه الطريقة معمول بها حتى زمننا الحاضر، بعد ذلك عرف إنسان أبي هريرة تدجين الحيوان بعد أن اكتفى من حاجاته ، إذ أنه أصبح يتحكم بإكثار تلك الحيوانات واصطفائها للتناسل والتكاثر ، كما أنه أي اﻹنسان أبقى على الحيوانات السمينة وذبح الضعيف منها، هذه الطريقة ساعدته على إستئناس الحيوان(جان كوفان، الوحدة الحضارية في بﻻد الشام، ت. قاسم طوير دمشق..1984م) ، كما اعتمد سكان تل أبي هريرة على الزراعة وكانوا يزرعون كل أنواع الحبوب والبقوليات مثل، الفول والعدس والبازﻻء وغيرها، وكانوا يجمعون بعض الثمار البرية مثل العنب والكمون.. الباحث محمد العزو
- العصر الحجري القديم(الباليوليت)
يبدأ مع بداية ظهور اﻹنسان حتى عام (12000ق.م).
-العصر الحجري الوسيط(الميزوليت)
يبدأ من عام(8000-12000ق.م )
- العصر الحجري الحديث ( النيوليت)
يبدأ من عام (5000- 8000ق.م ) - العصر النحاسي ( الكالكوليت....) يبدأ من عام (3200- 5000ق.م) وتاريخ تل أبي هريرة يبدأ في العصر الحجري الوسيط وينتهي قبل نهاية العصر الحجري الحديث، كما يجب التنويه إلى أن إستعمال اﻷلفأظ (موقع - مستوطنة - قرية - تل جميعها تؤي معنى واحد ) ..يقع تل أبي هريرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات(الجهة الشامية) على بعد (70كم) غرب مدينة الرقة، كان يخترقه الطريق الواصل بين حلب والرقة، واليوم غمرته مياه بحيرة سد الفرات، وهو أكبر موقع نيوليتي معروف في سورية ، وبين اﻷعوام (1975-1973م) قامت بعثة أثرية من جامعة (إكسفورد) بالتنقيب في هذا الموقع، وحصلت على معطيات طيبة وغنية بالمعلومات اﻷثرية والتاريخية ..بدأ اﻹستيطان في هذا الموقع منذ سنة(11500ق.م) كقرية مساحتها(10دونم) مكونة من بيوت محفورة في اﻷرض "دبابة" مسقوفة بأعمدة خشبية من شجر الصفصاف الفراتي مغطاة بأعواد الزل والقصب والسوس والطرفة، وأبعاد هذه القرية(300×500م)، وظهر في الطبقات اﻷثرية السفلى اﻷكثر قدمأ بقايا آثار حضارة نطوفية نسبة إلى وادي النطوف في فلسطين .. يقع تل أبي هريرة في موقع استراتيجي هام، إذ أنه يطل من الجهة الجنوبية على سهل زراعي واسع وخصب..وأسفل القرية يستقبلك سهل فيضان الفرات ،وفي أعلى ظهر الوادي بإتجاه الجنوب مع ميﻻن نحو الغرب ، تمتد بعيدأ أرض ندية كثيرة العشب والخضرة ، وليس بعيدأ عن القرية من جهة الغرب والشمال وعلى مسافة قريبة ، كانت توجد غابات مفتوحة وواسعة من الفستق والبلوط وغيرها من اﻷشجار الحاملة للجوزية ، واليوم هذه الغابة انحسرت وابتعدت مسافة حتى(200كم غربأ) .. لقد تركزت أعمال البعثة اﻷثرية على المنحدر الغربي للتل بإتجاه سرير النهر ، بفتح سبر أفقي من أعلى نقطة في التل حتى حدود اﻷرض المنخفضة لمعرفة اﻷدوار التي مر بها الموقع ، حيث تبين أن التل سكن ﻷول مرة في العصر الحجري الوسيط ما بين (8000-12000ق.م)، وهذه المرحلة المبكرة من اﻹستيطان تغطي القسم الشمالي من التل ، ومجريات التنقيب في هذه المنطقة أماطت اللثام عن أدوات من العصر الحجري الحديث ، وفترة العصر الحجري الوسيط كانت غنية باﻷدوات الصوانية الدقيقة الحادة والمطارق والمقاشط، ثم سكنت منطقة أبي هريره في الفترة الفخارية بحدود اﻷلف السابع ( 7000ق.م ) ، واستمر هذا اﻹستيطان حتى اﻷلف السادس(6000ق.م)، حيث هجر الموقع نهائيأ.. استيطان الموقع في اﻷلف السابع ق.م هي فترة السكن في العصر الحجري الحديت وتنقسم إلى ثﻻث مراحل قياسأ باﻷدوات الصوانية ، فالمرحلتان اﻷولى والثانية تعودأن إلى العصر الحجري الحديث(قبل الفخار) ، أما المرحلة الثالثة فتعود إلى الفترة الغخارية من العصر الحجري الحديثة(6000ق.م) (مجلة العلوم)توسعت التنقيبات اﻷثرية في التل، وتم الكشف عن منشآت معمارية سكنية من هذه المرحلة، في الجهة الجنوبية من التل من مستوطنة العصر الحجري الوسيط (8000-12000) قبل الميﻻد، وأثناء المراحل اللاحقة توسع السكن حتى شمل التل بأكمله، كانت للقرية أو المستوطنة ،وهذا يشمل أيضأ المستوطنات اﻷخرى مثل المريبط ، أبعاد (300×400م) ، وبذلك تعتبر قرية أبو هريرة ومعها قرية المريبط من أكبر القرى في سورية من العصر الحجري الوسيط .. كانت منازل هذه المرحلة كبيرة لها غرف واسعة ومستقيمة اﻷبعاد، إنشائيأ بنيت هذه البيوت من اللبن الطيني المضغوط المجفف تحت أشعة الشمس، وللمنزل الواحد عدة غرف ذات جدر غير سميكة ، وكان لبعض البيوت بهو واسع يفصل بين غرفتين ، كما أن المنازل كانت مزودة بغرف للمونة والتخزين ولهذه الغرف فتحات علوية في الجدر ، وكانت اﻷرضيات واﻷجزاء السفلية من الجدر مدهونة بمادة الجص اﻷبيض"وما تزال هذه الطريقة مستعملة في أرياف الرقة حتى أيامنا هذه" ، وأحيانأ من أسفل الجدران حتى إرتفاع متر واحد كانت تدهن باللون اﻷسود واﻷحمر اللماع ، وهذا بالتأكيد مؤشر لوحود إعتقدات دينية كانت تمارس كطقوس بدائية ، وكانت بعض الغرف مزودة بمسطبة "دكة" مدهونة بمادة الجص اﻷبيض، وفي بعض غرف المنازل عثر على مواقد للنار كانت تستعمل للتدفئة في فصل الشتاء، كما أن البيوت السكنية كانت مفصولة عن بعضها بواسطة قدوميات "دروب أو ممشى" ضيقة وهذا مؤشر على أن القرية كانت مكتضة بالسكان .. وأثناء التنقيبات اﻷثرية تم العثور على إكسسوارات وحلي كانت تستعمل للزينة ، كما تم العثور على صناعات عظمية وهي مهمة مثل أبر الخياطة والمثاقب وأدواك الغزل والمبارم، وعثر على بعض اﻷلياف كان يستعملها اﻷهالي في صناعة البسط والحصائر والسﻻل، كما تم العثور على قطع حجرية مصنوعة من حجر الصوان وبعض الصوانيات البركانية ، وعثر على مجموعة طيبة من المقاشط والسهام والمثاقب وقد صنعت بدقة متناهية كان عدد سكان الموقع في بدياته اﻷولى(300 نسمة)، وازداد العدد فيما بعد ليصبح (3000 نسمة)، ويرجع السبب في ذلك إلى الكوارث الطبيعية التي كانت تفتك بالسكان، والحروب والصراعات بين الجماعات من أجل لقمة العيش وكذلك اﻷمراض السارية ، وأهم اكتشاف في هذا الموقع هو تدجين الحيوان والزراعة وممارسة الصيد الذي استمر مدة ألف سنة ومعظمه كان من الغزﻻن ، التي كانت تصاد بالشراك ، حيث كان الصياد والصيادون يقومون بسوق القطيع بإتجاه الفخ الذي نصبوه وهي الحظيرة (عبارة عن حفرة كبيرة وعميقة تغطى بنبات وأوراق الشجر)، حيث تقع الغزﻻن فيها، وما زالت هذه الحظائر ماثلة للعيان في بادية حمص قرب الطيبة والقريتين ، وقد ذكرهما الرحالة اﻹنكليري(بوركهارت) عندما وقف عليهما في رحلته الشهيرة إلى المدن السورية، التي بدأها من مدينة حلب سنة(1810م)، وكان الصيادون يذبحون الغزﻻن الجريحة مباشرة في الحفرة ، ويجفف لحمها للتخزين كقديد لﻹستهﻻك، وظلت هذه الطريقة معمول بها حتى زمننا الحاضر، بعد ذلك عرف إنسان أبي هريرة تدجين الحيوان بعد أن اكتفى من حاجاته ، إذ أنه أصبح يتحكم بإكثار تلك الحيوانات واصطفائها للتناسل والتكاثر ، كما أنه أي اﻹنسان أبقى على الحيوانات السمينة وذبح الضعيف منها، هذه الطريقة ساعدته على إستئناس الحيوان(جان كوفان، الوحدة الحضارية في بﻻد الشام، ت. قاسم طوير دمشق..1984م) ، كما اعتمد سكان تل أبي هريرة على الزراعة وكانوا يزرعون كل أنواع الحبوب والبقوليات مثل، الفول والعدس والبازﻻء وغيرها، وكانوا يجمعون بعض الثمار البرية مثل العنب والكمون.. الباحث محمد العزو
تعليقات