البيت العربي الرقي
البيت وظيفته المبيت أي تسكن فيه النفوس ، فتستقر وتطمئن، فهو مسكن ومنزل ودار...
كان خراب الرقة قد تم على أيدي الغزاة التتار سنة/1260/ م، حيث دمرت الرقة وتعرضت للسلب والنهب كما حصل لها اليوم، فأصبحت الرقة خربة لا أنيس فيها ولا جليس ، ودمرت الحياة الاقتصادية فيها طوال عصر المماليك ، ثم نهضت الرقة مجددا من قبل تراكم عشائر وأسر هاجرت إليها ، بدءا من القرن السادس عشر .م، وفي بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي أيضا، فتشكلت النواة السكانية الجديدة قرب مخفر الدرك العثماني ، الذي بعث في نفوس هؤلاء السكان الطمأنينة ، ووجدوا الأمن وسهولة العيش، ومع مرور الزمن توسعت المدينة، واستقر الناس فيها ، وبدؤا ببنا مساكن خاصة بهم .. وكان اهل الرقة الأوائل، قد بنوا بيوتهم من مادة إنشائية متناغمة مع البيئة والمحيط ، وهي مادة اللبن الطيني، الذي يعتبر مادة إنشائية عازلة للحرارة والبرودة والرطوبة، ثم أن السكان بعد عام/1920/م استبدلوا مادة اللبن الطيني بمادة الآجر في بناء منازلهم وهاهم مرة أخرى يتلائمون مع البيئة والمحيط ، وقد حصلوا على هذه المادة من سور الرافقة الأثري ، ومن مسجد المنصور ، فبنوا منازل على شاكلة البيت العربي التقليدي ، الذي يتميز برسم الحدود بين الداخل والخارج ، وهذا البيت يعتبر من البيوت ذات الأسلوب المعماري الذي استحضر القيم الثقافية السائدة في الرقة والمحيط ، والبيت العربي الرقي التقليدي يحافظ على خصوصية المكان والحميمية بصفة واضحة، ويتميز بتخطيطه الذي امثص حرارة شمس الصحراء ، وكان لتخطيط البيت الرقي بعض التاثيرات البابلية المكتسبة من العراق ، والسمة الأثرية السورية ، وبعض التأثيرات العثمانية ، فالتأثير البابلي نجده في مساحة البيت الواسعة ، التي تتناغم مع الوضع الإجتماعي في المجتمع الرقي، وكذلك أشكال البيوت ذات الغرف المربعة والمستطيلة، وهذا النمط من البيوت نادرا ما يعلوها طابق، كما أن البيت الرقي كان مزروع في فناءه الأشجار والورود في فسحة الحوش الواسعة، يقابلها الإيوان المفتوح على الفضاء الخارجي .. لاشك أن البيوت الرقية القديمة نجد فيها تأثير معماري من النمط العثماني، يظهر ذلك بالقناقات الطابقية ذات الشكل المستطيل، وكذلك الجرادق .. والبيوت الرقية القديمة كانت تنقسم إلى نوعين هي :
@- بيوت الناس المقتدرين ماديا وأصحاب الوجاهة، حيث تتميز بيوتهم بإستعمال مادة الآجر ، وبناء إيوان واسع مزين من الداخل، ويطل على شجر الننارج والبرتقال، وورد الجوري كلها مزروعة في ساحة الحوش الواسعة المفتوحة على السماء مباشرة.، ومزودة بالمنشآة الصحية، وأغلب الساحات تكون مبلطة إما بالآجر ولاحقا من مادة الإسمنت، وداخل الغرف كان البعض يستعمل النحيت، وبعض بيوت هذه العوائل كان لها جرداق يصعد إليها عبر درج من الآجر .. لكن الغريب في الأمر أن أغلب أقواس البيوت الرقية من نوافذ وأبواب كانت رومانية الطراز وحتى أن بعض الأعمدة رومانية مستديرة الشكل إن وجدت.. أما بيوت العامة من الناس البسطاء، كانت بسيطة مشيدة من اللبن والآجر وبعض الحجر النحيت وهذا نمط بابلي ، أما أسقف البيوت الرقية جميعها كانت موحدة ، حيث أنها كانت تتألف من أعمدة خشبية ويسميها أهل الرقة الجوايز اسطوانية الشكل، مغطاة بتخت الدف المسطح، ومليسة بالجص الأسود من الأعلى او مغطاة بالتراب، أما من الداخل كانت جدر الغرف مدهونة بالجص الأبيض او المحروق .. كان الحوش الرقي يحتوي على الدبابة أيضا للجلوس وغرفة التبن لربج الغنم وحفظ البندورة العجرة والبيض، وكذلك البئر الذي يعتبر مهم وأساسي، مكون من جدار دائري ، عليه المحالة والدلو موصول بها بواسطة حبل من الكتان ، ومن الأعلى كان البئر مسقوف بعرزاله للحماية من سقوط أشياء فيه من الخارج.. ولتنظيف البئر العربي تكون جدره من الداخل مبنية من الحجر الصخري، أو من الآجر بشكل مرصوف ويترك فراغات بين الآجرات لوضع الأرجل أثناء النزول والصعود إلى داخله بغرض.تنظيفه..كما أن البيت الرقي إلى جانب غرف المعيشة والمنامة ، كان يحتوي على غرفة المونة ، ويعتبر الديوان من أساسيات البيت الرقي، والديوان هو غرفة جلوس الرجال في البيت الرقي ، هذه الغرفة غالبا ما تكون كبيرة يجتمع فيها الأقرباؤ ووجهاء الحارة ، وتكون أيضا معدة لسهرة الرجال والشباب، وتكون فيها عدة الضباف من دلال قهوة وأباريق الشاي والمنقل والفخيرية ، خاصة عند العائلات الميسورة والمقتدرة.. لا شك انه كانت بعض البيوت الرقاوية مزودة بالسقيفة ويكون موقعها فوق مكان المطبخ، وتعتبر السقيفة مستودع للأغراض ومخزن للمونة يوضع فيها أغراض البيت مثل الصواني الكبيرة ومواد الطبخ.. وكان للحوش وظيفة كبيرة، حيث تتم فيه التعليلة في الصيف، وأحيانا يكون المكان في الهواء الطلق أو يكون تحت جزء مسقوف يتوضع أمام الغرف يطل على الحوش مباشرة لرؤية القادم من خلال مدخل الحوش الخارجي، كما كانت بعض البيوت الرقاوية مجهزة بالتنور وموقد الصاج للخبز العربي، ويكون تجميع الحطب بقربه لوزه في الموقد وفي التنور أثناء تجهيز الخبز، ويكون نوم العائلة الرقاوية صيفا في ساحة الحوش، ويجهز لهذا الأمر ما يسميه أهل الرقة بالتخت الخشبي الذي يتسع لجميع أفراد العائلة .. كانت بيوتات رقاوبة لابأس بها مشيدة على شكل جرادق وهذه البيوت معروفة لا داعي لذكر الأسماء.. اما الأروقة في البيوت الرقاوية كانت تعد على الأصابع اليد.. كما أنه كانت هناك بيوت رقاوية لها طابق ثاني مشيد على مبدأ بناء الجرادق تطل على داخل البيت ولا تطل على الشارع.. بعض البيوت الرقاوية كانت مزودة بدجات والدجة مصطبة مشغولة بجانب الحوش مخصصة للجلوس عليها داخل الحوش، ودجات أخري خارج الحوش "كمشراكة" في الشتاء والجلوس عليها مساءا في الصيف، وهذه عادة رقاوية بإمتياز ، وتعتبر عادة عربية قديمة وأثناء قيامنا بالتنقيب الأثري في موقع قرية"الفاو" الأثرية في الربع الخالي بالسعودية، عثرنا في الحي السكني على مثل هذه الدجات في بيوت المدينة السكنية المطلة على الشارع مباشرة لجلوس العائلة صيفا.. تتميز البيوت الرقاوية بسماكة جدرها وتقوية مداميكها السفلية (التي عرضها/60/ سم) بالحجارة الكلسية أو البازلتية، موصولة ببعضها البعض على شكل أربع أضلاع مشكلة بذلك سياج باطني للبيت، أما أرضيات البيوت الرقاوية قديما ، كانت مليسة بالجص الأبيض أو الأسمر، وبعد ذلك أصبحت من الاسمنت وجهها ناعم، وبعض واجهات البيوت ، كانت مدهونه بالجص البيض ، وداخل الغرف مصبوغ بالجص الأبيض الذي يشيع فيها نوع من الحميمية، وكذلك البرودة صيفا والحرارة شتاء ، وهي طريقة عباسية قديمة، حتى أن الرقة قديما سميت بالرقة البيضاء، لان بيوتها كانت مصبوغة من الخارج بالجص الأبيص.. كانت جدر الغرف الداخلية مزودة بفراغات طولية مستطيلة الشكل بإرتفاع حتى المترين تسمى باللهجة الرقاوية
"طوك"وظفيتها أحتواء المخاد وبعض أنواع الفرش من لحف وبطانيات والشراشف والخاصات البيض، وهناك طاقة خاصة بالأشياء المهمة يسميها أهل الرقة الدولاب له غفل ومفتاح والطوق، تكون كما قلنا مرتفعة وعمقها نصف متر ، ومرتفعة عن أرض الغرفة بحوالي واحد متر.. أما مطبخ البيت الرقاوي كان يوضع فيه الزيت والسمنة العربية والجبنة وغير ذلك من لوازم المطبخ.. ونواقذ غرف البيت الرقاوي كانت في البداية ذات درفة واحدة من الخشب القوي ومطلة على فناء الحوش، أما النوافذ المطلة على الشارع تكون وجهتها مكونة من قضبان حديدية مصنوعة بشكل طولانية وعرضانية متشابكة بقوة للحماية.. والحوش في البيت الرقاوي لمساحته الواسعة كان مصدر ومنبع حكمة للساكن، بما يتيحه فضاؤه من فسحة للتأمل وبث روح الأمل والحميمة في نفس المرء، وكان الحوش يمثل الرئة والمتنفس للقاطنين في المسكن.ويعثبر أجمل منطقة في البيت الرقاوي ، ففيه الزهور والورود وأشجار الننارج والبرتقال والرمان، وفسحته.مفتوحة على الهواء ومطلة على السماء وهناك تناغم جميل بين غرف البيت والإيوان، وهذا الفناء المفتوح على الفضاء الخارجي يوفر الإضاءة الطبيعية لجميع الدور في البيت ومرافقه، كما أن الحوش يوفر التهوية لأقسام المنزل، ويجعل الأجواء الاخلية للمنزل صحية بشكل يرضي النفس..كما كان الحوش مزودا بالبحرة التي كانت تتوسطه.. وأخيرا لا ننسى النملية أو ما نسميها بالشعرية الخاصة بحفظ المواد الغذائية . وكذلك لا بد من ذكر الدن الفخاري، الذي كان يستعمل لتنقية الماء وتبريده.. وكانت وسيلة النقل في الرقة العربات الخشبية، التي يجرها البغل أو الكديش منها الطنبور ذو عجلتين من الخشب، والنوع الآخر العربة ذات الأربع عجلات..
كان خراب الرقة قد تم على أيدي الغزاة التتار سنة/1260/ م، حيث دمرت الرقة وتعرضت للسلب والنهب كما حصل لها اليوم، فأصبحت الرقة خربة لا أنيس فيها ولا جليس ، ودمرت الحياة الاقتصادية فيها طوال عصر المماليك ، ثم نهضت الرقة مجددا من قبل تراكم عشائر وأسر هاجرت إليها ، بدءا من القرن السادس عشر .م، وفي بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي أيضا، فتشكلت النواة السكانية الجديدة قرب مخفر الدرك العثماني ، الذي بعث في نفوس هؤلاء السكان الطمأنينة ، ووجدوا الأمن وسهولة العيش، ومع مرور الزمن توسعت المدينة، واستقر الناس فيها ، وبدؤا ببنا مساكن خاصة بهم .. وكان اهل الرقة الأوائل، قد بنوا بيوتهم من مادة إنشائية متناغمة مع البيئة والمحيط ، وهي مادة اللبن الطيني، الذي يعتبر مادة إنشائية عازلة للحرارة والبرودة والرطوبة، ثم أن السكان بعد عام/1920/م استبدلوا مادة اللبن الطيني بمادة الآجر في بناء منازلهم وهاهم مرة أخرى يتلائمون مع البيئة والمحيط ، وقد حصلوا على هذه المادة من سور الرافقة الأثري ، ومن مسجد المنصور ، فبنوا منازل على شاكلة البيت العربي التقليدي ، الذي يتميز برسم الحدود بين الداخل والخارج ، وهذا البيت يعتبر من البيوت ذات الأسلوب المعماري الذي استحضر القيم الثقافية السائدة في الرقة والمحيط ، والبيت العربي الرقي التقليدي يحافظ على خصوصية المكان والحميمية بصفة واضحة، ويتميز بتخطيطه الذي امثص حرارة شمس الصحراء ، وكان لتخطيط البيت الرقي بعض التاثيرات البابلية المكتسبة من العراق ، والسمة الأثرية السورية ، وبعض التأثيرات العثمانية ، فالتأثير البابلي نجده في مساحة البيت الواسعة ، التي تتناغم مع الوضع الإجتماعي في المجتمع الرقي، وكذلك أشكال البيوت ذات الغرف المربعة والمستطيلة، وهذا النمط من البيوت نادرا ما يعلوها طابق، كما أن البيت الرقي كان مزروع في فناءه الأشجار والورود في فسحة الحوش الواسعة، يقابلها الإيوان المفتوح على الفضاء الخارجي .. لاشك أن البيوت الرقية القديمة نجد فيها تأثير معماري من النمط العثماني، يظهر ذلك بالقناقات الطابقية ذات الشكل المستطيل، وكذلك الجرادق .. والبيوت الرقية القديمة كانت تنقسم إلى نوعين هي :
@- بيوت الناس المقتدرين ماديا وأصحاب الوجاهة، حيث تتميز بيوتهم بإستعمال مادة الآجر ، وبناء إيوان واسع مزين من الداخل، ويطل على شجر الننارج والبرتقال، وورد الجوري كلها مزروعة في ساحة الحوش الواسعة المفتوحة على السماء مباشرة.، ومزودة بالمنشآة الصحية، وأغلب الساحات تكون مبلطة إما بالآجر ولاحقا من مادة الإسمنت، وداخل الغرف كان البعض يستعمل النحيت، وبعض بيوت هذه العوائل كان لها جرداق يصعد إليها عبر درج من الآجر .. لكن الغريب في الأمر أن أغلب أقواس البيوت الرقية من نوافذ وأبواب كانت رومانية الطراز وحتى أن بعض الأعمدة رومانية مستديرة الشكل إن وجدت.. أما بيوت العامة من الناس البسطاء، كانت بسيطة مشيدة من اللبن والآجر وبعض الحجر النحيت وهذا نمط بابلي ، أما أسقف البيوت الرقية جميعها كانت موحدة ، حيث أنها كانت تتألف من أعمدة خشبية ويسميها أهل الرقة الجوايز اسطوانية الشكل، مغطاة بتخت الدف المسطح، ومليسة بالجص الأسود من الأعلى او مغطاة بالتراب، أما من الداخل كانت جدر الغرف مدهونة بالجص الأبيض او المحروق .. كان الحوش الرقي يحتوي على الدبابة أيضا للجلوس وغرفة التبن لربج الغنم وحفظ البندورة العجرة والبيض، وكذلك البئر الذي يعتبر مهم وأساسي، مكون من جدار دائري ، عليه المحالة والدلو موصول بها بواسطة حبل من الكتان ، ومن الأعلى كان البئر مسقوف بعرزاله للحماية من سقوط أشياء فيه من الخارج.. ولتنظيف البئر العربي تكون جدره من الداخل مبنية من الحجر الصخري، أو من الآجر بشكل مرصوف ويترك فراغات بين الآجرات لوضع الأرجل أثناء النزول والصعود إلى داخله بغرض.تنظيفه..كما أن البيت الرقي إلى جانب غرف المعيشة والمنامة ، كان يحتوي على غرفة المونة ، ويعتبر الديوان من أساسيات البيت الرقي، والديوان هو غرفة جلوس الرجال في البيت الرقي ، هذه الغرفة غالبا ما تكون كبيرة يجتمع فيها الأقرباؤ ووجهاء الحارة ، وتكون أيضا معدة لسهرة الرجال والشباب، وتكون فيها عدة الضباف من دلال قهوة وأباريق الشاي والمنقل والفخيرية ، خاصة عند العائلات الميسورة والمقتدرة.. لا شك انه كانت بعض البيوت الرقاوية مزودة بالسقيفة ويكون موقعها فوق مكان المطبخ، وتعتبر السقيفة مستودع للأغراض ومخزن للمونة يوضع فيها أغراض البيت مثل الصواني الكبيرة ومواد الطبخ.. وكان للحوش وظيفة كبيرة، حيث تتم فيه التعليلة في الصيف، وأحيانا يكون المكان في الهواء الطلق أو يكون تحت جزء مسقوف يتوضع أمام الغرف يطل على الحوش مباشرة لرؤية القادم من خلال مدخل الحوش الخارجي، كما كانت بعض البيوت الرقاوية مجهزة بالتنور وموقد الصاج للخبز العربي، ويكون تجميع الحطب بقربه لوزه في الموقد وفي التنور أثناء تجهيز الخبز، ويكون نوم العائلة الرقاوية صيفا في ساحة الحوش، ويجهز لهذا الأمر ما يسميه أهل الرقة بالتخت الخشبي الذي يتسع لجميع أفراد العائلة .. كانت بيوتات رقاوبة لابأس بها مشيدة على شكل جرادق وهذه البيوت معروفة لا داعي لذكر الأسماء.. اما الأروقة في البيوت الرقاوية كانت تعد على الأصابع اليد.. كما أنه كانت هناك بيوت رقاوية لها طابق ثاني مشيد على مبدأ بناء الجرادق تطل على داخل البيت ولا تطل على الشارع.. بعض البيوت الرقاوية كانت مزودة بدجات والدجة مصطبة مشغولة بجانب الحوش مخصصة للجلوس عليها داخل الحوش، ودجات أخري خارج الحوش "كمشراكة" في الشتاء والجلوس عليها مساءا في الصيف، وهذه عادة رقاوية بإمتياز ، وتعتبر عادة عربية قديمة وأثناء قيامنا بالتنقيب الأثري في موقع قرية"الفاو" الأثرية في الربع الخالي بالسعودية، عثرنا في الحي السكني على مثل هذه الدجات في بيوت المدينة السكنية المطلة على الشارع مباشرة لجلوس العائلة صيفا.. تتميز البيوت الرقاوية بسماكة جدرها وتقوية مداميكها السفلية (التي عرضها/60/ سم) بالحجارة الكلسية أو البازلتية، موصولة ببعضها البعض على شكل أربع أضلاع مشكلة بذلك سياج باطني للبيت، أما أرضيات البيوت الرقاوية قديما ، كانت مليسة بالجص الأبيض أو الأسمر، وبعد ذلك أصبحت من الاسمنت وجهها ناعم، وبعض واجهات البيوت ، كانت مدهونه بالجص البيض ، وداخل الغرف مصبوغ بالجص الأبيض الذي يشيع فيها نوع من الحميمية، وكذلك البرودة صيفا والحرارة شتاء ، وهي طريقة عباسية قديمة، حتى أن الرقة قديما سميت بالرقة البيضاء، لان بيوتها كانت مصبوغة من الخارج بالجص الأبيص.. كانت جدر الغرف الداخلية مزودة بفراغات طولية مستطيلة الشكل بإرتفاع حتى المترين تسمى باللهجة الرقاوية
"طوك"وظفيتها أحتواء المخاد وبعض أنواع الفرش من لحف وبطانيات والشراشف والخاصات البيض، وهناك طاقة خاصة بالأشياء المهمة يسميها أهل الرقة الدولاب له غفل ومفتاح والطوق، تكون كما قلنا مرتفعة وعمقها نصف متر ، ومرتفعة عن أرض الغرفة بحوالي واحد متر.. أما مطبخ البيت الرقاوي كان يوضع فيه الزيت والسمنة العربية والجبنة وغير ذلك من لوازم المطبخ.. ونواقذ غرف البيت الرقاوي كانت في البداية ذات درفة واحدة من الخشب القوي ومطلة على فناء الحوش، أما النوافذ المطلة على الشارع تكون وجهتها مكونة من قضبان حديدية مصنوعة بشكل طولانية وعرضانية متشابكة بقوة للحماية.. والحوش في البيت الرقاوي لمساحته الواسعة كان مصدر ومنبع حكمة للساكن، بما يتيحه فضاؤه من فسحة للتأمل وبث روح الأمل والحميمة في نفس المرء، وكان الحوش يمثل الرئة والمتنفس للقاطنين في المسكن.ويعثبر أجمل منطقة في البيت الرقاوي ، ففيه الزهور والورود وأشجار الننارج والبرتقال والرمان، وفسحته.مفتوحة على الهواء ومطلة على السماء وهناك تناغم جميل بين غرف البيت والإيوان، وهذا الفناء المفتوح على الفضاء الخارجي يوفر الإضاءة الطبيعية لجميع الدور في البيت ومرافقه، كما أن الحوش يوفر التهوية لأقسام المنزل، ويجعل الأجواء الاخلية للمنزل صحية بشكل يرضي النفس..كما كان الحوش مزودا بالبحرة التي كانت تتوسطه.. وأخيرا لا ننسى النملية أو ما نسميها بالشعرية الخاصة بحفظ المواد الغذائية . وكذلك لا بد من ذكر الدن الفخاري، الذي كان يستعمل لتنقية الماء وتبريده.. وكانت وسيلة النقل في الرقة العربات الخشبية، التي يجرها البغل أو الكديش منها الطنبور ذو عجلتين من الخشب، والنوع الآخر العربة ذات الأربع عجلات..
تعليقات