زلبا حاضرة البليخ اﻷسط

1600ق.م" زلبا ، بحثت في قاموس معجم اللغات " لسان العرب " ، فوجدت ، أن كلمة زلب تعني: زلب الصبي بأمه أو زلت الصبية بأمها ( يزلب زلبأ) أي لزمها ولم يفارقها، ولزمتها ولم تفارقها ،لكن ما زلنا اليوم " خاصة في ريف الرقة البعيد " نسمع اﻷم وهي تنعت إبنتها المشاكسة العنيدة القوية بشخصيتها بقولها: يازلبا أو يامزلبة، لكنها لا تنعت الصبي بذلك..إلى هنا أقول؛ أن "زلبا" التي أعنيها ليست "زلبا" المشروحة في القاموس ، لكن إذا أخذنا الكلمة في سياقها التاريخي ورسخوها في الذاكرة الشعبية، قد تتماها في المعنى، أو أن الذاكرة الشعبية أسفطتها وربطتها وصهرتها وجعلتها معنى واحد، ﻷن هذه المملكة كانت مشهورة بقوتها وبمشاكستها للممالك والمدن المجاورة، وخاصة مع مدينة "توتول" بسبب قطعها لماء مجرى نهر البليخ ، التي كانت تستفيد منه " توتول " في إرواء اﻷرضي الزراعية الواقعة على ضفتي النهر، خاصة وأن "زلبا" تتحكم بمياه نهر البليخ عن طريق إقامة السدود ، التي كانت تقيمها إبتداءأ من قرية "صكيرو" المحرفة عن كلمة" سكيرو" التي تعني باﻷرامية والسريانية سد وسكر مجرى ماء النهر ﻹرواء اﻷراضي الزراعية، حتى قرية "الدوغانية" الواقعة شمال "تل حمام"وكانت المشاكل ، التي تسببها "زلبا" مع جيرانها تصل إلى حد النزاع المسلح، ومن هنا يمكننا القول بإمكانية التماهي بين الكلمتين في المعنى في حالة اﻹسقاط التاريخي.. أما زلبا التي أعنيها، فهي مملكة قديمة حكمت منطقة البليخ اﻷوسط، في عام (1600ق.م) ، ولعبت دورأ رياديا ومهمأ في فترة اﻷلف الثاني قبل الميﻻد، وأثار هذه المملكة مغيبة في ثنايا "تل حمام التركمان"، وفي التصنيف العلمي الخاص بالبعثة اﻷثرية المنقبة في النل، سمي فقط ب"تل حمام" وتل حمام، هو تل أثري كبير يقع في جوار قرية "حمام التركمان"، ويقع على الضفة الشرقية ﻷحد روافد نهر البليخ، على بعد حوالي(70كم) إلى الشمال من مدينة الرقة ، وعلى بعد (5كم) شرقأ يجاوره تل أثري مهم جدأ هو تل"صبي اﻷبيض "وتقعع مملكة "زلبا" على الطريق التجاري القديم، الذي يربظ نينوى بالبحر اﻷبيض المتوسط، وبمكة المكرمة واليمن السعيد، ويسمى ب"بارلي رود أي طريق الشعير ،" الذي يمر بتل "حمو كار" ثم ب"تل بري" و" تل خويرة"، ويستمر غربأ حتى "صهلاﻻ" تل صهﻻن على البليخ، ثم ينعطف جنوبأ إلى "زلبا" ومن زلبا إلى باجروان فالرقة، ومن الرقة ينعطف هذا الطريق غربأ حتى"سورا" القديمة ، ومن سورا يتفرع هذا الطريق إلى فرعين، اﻷول يتجه جنوبأ "طريق ديوقلبسيان"، الذي يمر بالرصافة والكوم والطيبه"حرض القديمة" ثم السخنة وفدك وأرك فتدمر، التي يتفرع منها إلى ثﻻثة فروع ، اﻷول يتجه شرقأ إلى "أروك" العراق، والثاني يتجه جنوب غرب إلى دمشق، ومنها إلى البتراء فمدائن صالح ، ومنها إلى المدينة المنورة فمكة المكرمة واليمن السعيد، أما الفرع الثالث من تدمر فيتجه غربأ ، بإتجاه "إيميسا"(حمص) ومن حمص إلى "أوغاريت" الواقعة على شواطئ المتوسط..أما الغرع الثاني الذي يتفرع من سورا القديمة، فإنه يتجه غربأ بإتجاه "إيمار"(مسكنة) ، ومنها إلى يمحاض(حلب)، ومن يمحاض إلى كركميش(جرابلس)..وعند المنحدر الشمالي لتل حمام تقع قرية "الدامشلية"، نسبة إلى موقع أثري آخر يقع بجانب القرية من جهة الغرب، ويعود بتاريخه إلى مرحلة اﻷلف السادس ق.م، أمأ من جهتي الشرق والجنوب فتحده الحقول الزراعية الواسعة ..تل حمام تل أثري كبير ، أبعاده( 550م) طول بعرض (450م) وارتفاعه عن اﻷراضي المجاورة(45 م) وتعود بواكير نشأته اﻷولى إلى تاريخ موغل في القدم (5000 ق.م) ،أي إلى مرحلة اﻷلف الخامس قبل الميﻻد ، وإلى سويات عصر البرونز القديمة والوسيط ، (2000/3000ق.م) ويستمر تاريخ التل في حراكه الحضاري ألى العصرين الروماني والفترة العربية اﻹسﻻمية ، ومنذ العام (1980م) خضع التل ﻷعمال تنقيبات أثرية ، من قبل بعثة ألمانية برئاسة البرفسور الشهير عالميأ " موريس فان لون" الهولندي ، ثم تﻻه الدكتور "ديتريك ماير"، وقد أماطت هذه التنقيبات اللثام عن سوية مهمة اتضح منها، أن سوية عصر البرونز الوسيط قد شهدت تطورأ مهمأ ، حيث ظهر شارع واسع تحفه المباني والمساكن من الجانببن ، وفي سوية أقدم ظهر بناء ضخم عبارة عن معبد يمثل أحد المعابد الشهيرة في ماضي مملكة شهيرة لعبت دورأ عظيمأ في التاريخ هي مملكة (زلبا)، وزلبا هذه كانت تشتهر بقوتها وبمواقفها المتشدده والمشاكسة، مع من جاورها من ممالك ومدن كبيرة مثل مدينة " توتول"،التي كانت في صراع مع مملكة زلبا.. بسبب قطعها الماء عن مدينة "توتول"، ومتحف الرقة كان يغص بالمكتشفات اﻷثرية من تل حمام وهي تمثل رقم مسمارية ، هي عبارة عن نصوص أدبية، وعقود، ونصوص قانونية إلى جانب مجموعة من الحلي الذهبية وأنواع متنوعة من الخرز واﻷواني الفخارية الصغيرة والكبيرة جدأ بإرتغاع أكثر من متر ، وغيرها من لقى أثرية أخرى تروي قصة مدينة ومملكة كانت ذات يوم تعتلي عرش تاريخ مجيد ،والتنقيبات اﻷثرية لم تنته بعد ، فالمساحة التي نقبت من هذا التل ﻻ تشكل ربع مساحته، واﻷمل معقود على ظهور كنوز ومعطيات عظيمة في حال استمرت التنقيبات اﻷثرية..كما أن دراسة النصوص المسمارية قد توقفت..واﻷن أين هي تلك الرقم وتلك النصوص؟؟!! أخذها الذين يودون الزواج من حوريات الغرب

الباحث محمد العزو

تعليقات

المشاركات الشائعة