قصور رقة الرشيد

بنى الخليفة المنصور مدينة الرافقة سنة(772م=155هجر)، على.شاكلة بغداد لتكون حصنأ بجانب الرقة البيضاء ، ولما انتقل الخليفة/هارون الرشيد/من بغداد إلى الرافقة سنة(796م) كانت المدينة تغص بالجند والسكان، هذا اﻹنتقال أدى إلى توسع كبير في حجم مدينة الرقة نحو الشمال مع انحراف نحو الشرق من سور المدينة، الذي أخذ شكل حذوة الفرس، لذلك أنشأ الرشيد ورجال دولته مدينة جديده سميت بمدينة الرشيد على مساحة من اﻷرض تقدر بثﻻثة كيلو مترات عرضأ وأربعة كيلو مترات طولأ (مكان حي رميلة) معظم مبانيها عبارة عن مجموعة من القصور الكبيرة والفيﻻت الجميلة وسط حدائق واسعة غناء( د.ميخائيل ماينكة، كتيب،قصر الرشيد في الرقة،ترجمة قاسم طوير) ومنذ منتصف أربعينيات القرن الماضي (1944م) قامت المديرية العامة لﻷثار والمتاحف بالكشف عن مجموعة من القصور العباسية في مدينة الرقة، وأسفرت أعمال التنقيب تلك بالتعرف على مجموعة من القصور الكبيرة عددها سبعة قصور، اهمها القصر الشرقي رقم(17)، والقصر( ب رقم"2" قصر المعتصم) والقصر(ج "13") والقصر ( "د" 14) وقد رمز لهذه القصور باﻷحرف الهجائية لعدم التثبت من أسماء بناتها، وأخذت أرقامأ لتمييزها عن بعضها البعض وأهمها تلك التي تم دراستها وهي:( القصر اﻷبيض) أو ( قصر السﻻم)،الذي يقع إلى جنوب ربض المدينة(الماكف) ويقع على هضبة مرتفعة قليلأ عن اﻷراضي الزراعية التي تحدها من جهتي الشرق والجنوب، وخﻻل مجريات أعمال التنقيب اﻷثري، عثرت البعثة المنقبة في القصر على بقايا معمارية أطلق عليها إسم القصر الشرقي، وأطلق عليه فيما بعد إسم القصر اﻷبيض، ومع التوسع في أعمال التنقيب ظهرت جدران ذلك القصر الثخينة حتى ارتفاع متر ونصف المتر، إنشائيأ كان القصر مبنيأ من مادة اللبن المصنع يدويأ، ومادة الربط مكونة من الجص اﻷسمر المحروق وأبعاده، طول (70م) و(40م) عرض، والقاعات المكتشفة في الجهة الجنوبية من القصر، تشكل قاعات اﻹستقبال وهي مع الغرف جزء من المحور اﻷساسي للقصر مع باحة أصغر حجمأ من باحة القصر الشمالية،التي تطل على نهر الفرات من جهة الجنوب تقود الزائر إلى قاعات اﻹستقبال، والباحة أبعادها(15×40م)، وأما قاعات اﻹستقبال فهي تمتد من الشمال إلى الجنوب ، وتتقدمها شرفة واسعة في الشمال ثﻻثية اﻷقواس، وعلى طول الضلع الغربي للقصر تقع المطابخ على شكل حرف" ل" باﻹنجليزية ، وإلى الشمال منها تقع غرف النوم والمبيت ثم الجناح النسائي، وحميع الشرفات وأبواب ومداخل القصر المطلة على باحات القصر مؤطرة بزحارف على شكل أطر جصية عليها رسوم نافرة مكونة من سلسلة من توريقات وأغصان شجرة الكرمة بإسلوب واقعي ذو بعدين، وعلم اﻷثار في حصوله على اﻷدلة يتبع عدة طرق علمية منها علم المقارنة، وبالمقارنة مع الزخأف الجصية المكتشفة في القصور اﻷخرى يالرقة، تأكد أن القصر يعود إلى فترة حكم الرشيد في الرقة، وإلى جانب هذه اﻷدلة، تم العثور على مجموعة من النقود النحاسية عليها كتابات تقول أنها سكت في الرافقة في اﻷعوام من(797 إلى 804م)، وهي الغترة التي كان الرشيد يقيم فيها بالرقة (منشورات المعهد اﻷثري أﻷلماني بدمشق.1989م)،،إذأ كل الدﻻئل التي أشرنا إليها، تؤكد أن هذا القصر، هو أحد القصور التي شيدها الرشيد في الرقة، وأنه هو ذاته قصر السﻻم، ﻷنه القصر الوحيد المطل على الفرات من ناحية الجنوب كما جاء في مدونات من تحدث عنه من المؤرخين القدامى، وهذا القصر شهد آخر استقبال الرشيد للعلماء والشعراء والغقهاء وجمع من الناس صباح عيد اﻷضحى، بعد عودته من غزوة الروم التي إنتصر فيها جيش المسلمين على جيش هرقل في معركة(هرقلة)، ومن بعدها عاد الرشيد.إلى بغداد سنة (808م)، حيث أن هذا القصر لم يعد كما كان في عهد الرشيد..
ومنذ أن عاد الرشيد إلى بغداد، أصبحت هذه المدينة مهملة والخراب بدأ يدب فيها، لكن عندما جاء العتصم إلى الرقة أعاد الحياة لمدينة الرشيد وبنى فيها قصرأ عظبمأ، ويبدو أن مدينة الرشيد قد سكنت في القرن الثالث عشر ميﻻدي، كوننا قد عثرنا على نقود نحاسية مضروبة في عهد السلطان/يوسف بن أيوب الثاني/الذي حكم في القرن السابق الذكر، وعثرنا مع تلك النقود على أواني من الخزف الرقي الشهير، الذي اشتهرت به الرقة خﻻل القرنين::"12و13م". هذا وقد خضع القصر ﻷعمال ترميمات واسعة، حيث رفعت جدرانه إلى مترين ومتر ونصف المتر بما في ذلك جدران صاﻵت اﻹستقبال، ودهنت جدرانه الخارجية والداخلية بمادة الجص اﻷبيض، تحسبأ لتأثير عوامل الطقس من مطر ورياح عاتية..وبعد عام (1260م) اجتاح التتار سورية والعراق ودمرت مدينة الرقة بما فيها الرقات اﻷخر، مثل الرقة الحمراء، والرقة السمراء، والرقة البيضاء، وواسط الرقة، والرقة السوداء، ورقة الرشيد، والرافقة، ودمرت قصور الرشيد كاملة..رحم الله الخليفة/هارون الرشيد./ الباحث محمد العزو

تعليقات

المشاركات الشائعة