الشاعر أبو حصين الرقي

كان الشاعر( أبو الحصين الرقي) قاضيا لمدينة حلب، واسمه الحقيقي( علي بن عبد الملك)، ومن خلال سيرة حياته انه كان صديقا مقربا من سيف الدولة الحمداني، وكانت بين الإثنين مكاتبات ومراسلات كان عنوان هذه المراسلات الذائقة الشعرية، وقد اورد "الثعالبي" بعض منها في كتابه" يتيمية الدهر. الجزء الاول .ص./116-114/ طبع مصر1956م".. كانت تلك الأشعار المتبادلة بين أبي فراس وأبي الحصين الرقي، يفهم منها بشكل جلي أن أبا فراس كان يحترم ويعتر بصداقة القاضي أبي الحصين، ويقول المرحوم "عبد القادر عياش" في كتابه مدن فراتيه، كلما مات ثري من حلب كانت ثروته تؤول "لسيف الدولة الحمداني"، بناء على فتوى من "ابي الحصين الرقي" قاضي حلب .. ومن دلالات احترام "أبي فراس" لابي الحصين الرقي"، ما كتبه إليه أبو فراس من الرقة، حين نوى أبا الحصين السفر إليها قائلا في مطلع قصيدته:

ياطول شوقي إن كان الرحيل غدا/لا فرق.الله فيما بيننا أبدا
ومنها قوله.أيضا:
يا من أصافيه في قُرب وفي بُعد/ومن أخالصه إن غاب أو شهدا
راع.الفراقً فؤادا كنت تؤنسه/وذر بين الجفون الدمع والسهدا
ما زال ينظم فيَّ الشعر مجتهد/فضلا، وأنظمُ فيه الشعر مجتهدا
حتى اعترفتُ، وعزتني فضائله/وفات سبقا وحاز الفضل منفردا
ثم أن القاضي أبو الحصين أجابه بقصيدة مطلعها:
الحمد لله حمداً دائماً أبداً/أعطانيَ الدهرُ مالم يُعطه أحدا
وقوله:
إن كان ما قيل من سَير الركاب غدا/حقاً، فإني وشكَ الحٍمام غد
لولا الأمير، وأن الفضل مبدؤه/منه، لقلت بأن الفضل بدا
دام البقاء له، ما شاء، مقتدراً/تمضي أوامره، إن حلِّ أو عَقَدَا
يُذِلَ أعداءه عزاً، ويرفع مَنْ/والاه فضلاً، ويبقى للعلا أبداُ
عبدالله
لا شك أنه كان لأبي الحصين الرقي الشاعر- القاضي، مكانة راقية ومميزة، وكان يتميز بخصائل جميلة وحسنة، وأريحية فياضة ومن طيب شمائلة الراقية قال فيه "السري الرفاء الموصلي"، من شعراء سيف الدولة الحمداني قوله:
لقد أصْبحت خلالُ أبي حُصينٍٍ/حصوناً في الملمات الصعاب
كاني ظل وابِله، وآوى/غرائب منطقي بعد اغتراب
وكنت كروضة سُقيتْ سحاباً/فأثنت بالنسيم هلى السحابة
لسنا ندري في أي سنة مات أبا الحصين، كان رحمه الله شاعرا مجدا، ويظهر على أشعاره طابع شعر العلماء في السهولة والأسلوب..

تعليقات

المشاركات الشائعة