رقة الخير

من الرقة الحمراء حيث الهدار يهدر مشكلأ دلتا واسعة تعيش فيها وتتغذى عليها مخلوقات المولى العزيز الحكيم، وإلى الرقة السمراء حيث زعيج وطاوي رمان والعطارة بخيراتهما الوفيرة وفيهما ساد العرب من اﻵراميين وبنوا بيوتات كبيرة وكثيرة مثل بيت "عديني" وبيت "ناحور" وبيت آرام، ومن السمراء تنحر الشمال والغرب حيث تل زيدان منارة اﻷلف السادس قبل الميﻻد، والعوالي بعاليها ومنحدراتها وبساتين الرمان والتفاح فيها وهي تعانق زيتون بطياس ونكيب وسروات دير زكى وتوتول وسور الرافقة العتيد، ترفرف فوقهما حمامات الرقة البيضاء، ومن الكل إلى حدائق الصالحية الغناء وكروم شنينة وقمحها وشعيرها وصبايا القد المياس فيها، وتحلق حمامات الرقة االبيضاء فوق ما شاء الله من ربوع الشمال والشرق والغرب الفراتي، حيث تقبع زلبا والخويرةوغربأ بغديك ومدافنها، وإلى الشمال عناقيد عنب شمس الدين السوداء، وسهول تل السويحات تحاورها أرض مملكة إيكالتا وبساتين تل حﻻوة، فتل المريبط عمود الحضارة اﻹنسانية، وتطير حمامات سﻻم الرقة نحو الشرق وهي تهدل"تل جعبر حزمتهن وأبو هريرة زمالي" وتظهر لهما ثريا السماء وعلياء الصحراء وعروسها رصافة هشام وحواضر على جنبات الفرات، الذي يلتوى وينساب والبليخ مزهوين تكسو جنباتهما أزاهير النفل والبختري وورود أزاهر رمان العمر، وتعود حمامات الرقة البيضاء لتحط فوق سور الرقة المجيد وفوق بابها الرشيدي فتشدو وتهدل .. بيضاء يارقة العمر وهبك الله القوة والثبات واﻹستمرار إلى ما شاء الله.. الباحث محمد العزو