الرقة في العهد المرداسي

سنة (399 هجر) أفل نجم الدولة الحمدانية ، وحدث فراغ تبعت فيه الرقة إلى بني نمير القبيلة العرببة الضاربة في سهول الرقة، وفي عام (416هج)تأسست الدولة المرداسية بحلب وشملت منبج والرقة والرحبة حتى شواطئ البحر اﻷبيض المتوسط في لبنان ، ومؤسس هذه الدولة هو اﻷمير صالح بن مرداس المكنى بأبي علي والملقب ب"أسد الدولة" على أنقاض الدولة الحمدانية، وبقول:/ابن شداد/ في كتابه "اﻷعﻻق الخطيرة" و " ابن العديم" في كتابه"زبدة الحلب" إن صالح بن مرداس ملك حصن بن عكار سنة (416هجروأنه في سنة(416هجر) ملك صالح حمص وبعلبك وحصن ابن عكار بناحية طرابلس وقتل أبو علي صالح المرداسيي سنة(420) للهجرة ، وبنوا مرداس من اسرة عربية من بني كﻻب من قبيلة هوازن القيسية ، وكانت مساكنهم في الجاهلية في حمى مدينة الربذة الواقعة على درب السيدة زبيدة بالقرب من المدينة المنورة، وفيها عاش ومات / أبو ذر القفاري/ ، وفي العصر اﻹسﻻمي هاجر قسم كببر منهم وسكنوا على شواطئ الفرات وفي براري الرقة ومحيطها ، وهم بطن من عامر بن صعصعة ،امتدت ديارها إلى نواحي حلب ، وكانت حلب في هذه اﻷثناء بيد /لؤلؤ السيفي/ وهو من غلمان الحمدانيين الذين كانوا تابعين لنفوذ الدولة الفاطمية ..بعد وفاة صالح بن مرداس ، خلفه في الحكم إبنه نصر الذي لقب /شبل الدولة/ ، ودام حكمه من سنة (420 إلى 429 هجري) ، كان شبل الدولة يجهل ما كان يجري في السر في كيان دولته، لذلك سرعان مأ انتقل الحكم إلى/معز الدولة أبو علوان ثمال بن صالح/ ، الذي حكم من سنة(449 -434هج)، وعلى التوالي خلفه/محمود شبل الدولة/ ثم /أبو ذؤابة عطية بن صالح / سنة (454هجر) ..في هذه الفترة كانت هناك تحالفات بين القبائل القاطنة في الرقة والجزيرة الفراتية ، وفي عهد هذه الدولة كانت الرقة بيد /شبيب وثاب النميري"حليف قبيلة المرداسيين وكان /نصر بن صالح بن مرداس / متزوجأ من السيدة /علوية بنت وثاب النميري / أخت /شبيب /كان شبيب رجلأ شجاعأ وكان من المدافعين والمناصرين لنسبائه من بني مرداس، لذلك كان وإياهم في حرب ضروس مع/أتوشتكين الدزبري/ أمير الجيوش المصرية ..كان هذا القائد قويأ ولديه قوة عسكرية كببرة لذلك توجه من الشام إلى حلب، ففر ثمال وشبيب والسيدة علوية إلى الجزيرة الفراتية ، وفي عام(431) للهجرة توفي/شبيب بن وثاب/فاستولى أخواه /مطاعن و قوام / على تركته من مال وما كان في يده من سلطة على الجزيرة الفراتية، أما علوية إمرأة نصر ، فقد عادت وأقامت بالرافقة لما زوجها كان قد قتل، والسيدة علوية كانت إمرأة قوية وذكية، لذلك احتالت بمكر ودهاء على غﻻم أخويها الذي كان واليأ على الرقة والرافقة وأخرجته من السلطة واستولت على الرقة والرافقة وأقامت سلطتها وهيبتها ومعها /تمال بن صالح/ وأصبحا حكامأ للمدينة ..على إثر كل هذه التطورات المتسارعة في الرقة خاف/الدزبري/ الموجود في حلب من قوة ثمال وقربه من حلب ، فقام على إثر ذلك فاشترى قلعة جعبر على الفرات ليكون بالقرب من /ثمال/ ويراقب تحركاته ومطلأ عليه، لكن /ثمال/ أعد العدة وشرع بالتوجه من الرقة لﻹستيﻻء على حلب ، ولما توفي /الدزبري/ في حلب سنة(433هج)، أخذها /ثمال / بموافقة وتوقيع حاكم مصر المستنصر الفاطمي.كأن /ثمال بن صالح/ مخلصأ ﻷحفأد /شبيبب بن وثاب النميري/لذلك قام ثمال بتسليم الرقة البيضاء والرافقة إلى /منيع بن شبيب بن وثاب النميري/ ، كونهما كانتا في الماضي.. ﻷبيهما /شبيب/ وجميعهم كانوا يخطبون للمستنصر الفاطمي على منابر الرقة وحران ..كانت الرقة في الماضي قبل أن يستولي عليها بني نمير، تتبع إلى /سالم بن مالك العقيلي/ ومعها أيضأ قلعة جعبر ، ومنه أخذها النميريون، وتعتبر قبيلة نمير من أقدم القبائل العربية التي سكنت الرقة . وفي عام(472هجر) سقطت الدولة المرداسية على يد الدولة العقيلية بقيادة القائد العربي بن المسيب

الباحث محمد العزو 

تعليقات

المشاركات الشائعة