مسلم بن الوليد شاعر بلاط الرشيد في الرقة..

مسلم بن الوليد 
 شاعر بلاط الرشيد في الرقة

يعتبر الشاعر "مسلم بن الوليد" الملقب ب"صريع الغواني"، من شعراء بلاط "الرشيد" في قصر ا"لسلام" ب"الرقة"، هذا الشاعر قضى مدة طويلة في "الرقة" إبان وجود "الرشيد" فيها، متنقلا بين بين "الرصافة" ومواضع أخرى في "الرقة" مثل "زاذان" ، و"هامان"، و"العوالي"، وطاف أنحاء "البليخ"، وكان لهذه الأسفار في ربوع "الرقة" أثر في شعره، ومن حسن ما يروى عنه، أنه كان قد مدح الأمير "يزيد بن مزيد الشيباني"، أعظم شجعان الع801م- 185هج" من دون أن يعرفه ولا رآه "يزيد"، وكان هذا المدح تعبيرا عن إعجاب "مسلم" بشجاعة "يزيد" النادرة وشمائله المجيدة، وكان "الرشيد" قد قرأ القصيدة وحفظ منها أبياتا، فرواها "الرشيد" "ليزيد" ذات يوم، وهما في قصر "السلام" ب"الرقة" وسأله عن قائل القصيدة، فقال "يزيد"، لا والله يا امير المؤمنين لا أعرف فقال "الرشيد" : أيقال فيك وعنك مثل هذا الشعر ولا تعرف من قاله؟ ، فخرج "يزيد" من عند الرشيد خجلا، وراح يسأل عن الشاعر الذي قال فيه هذا الشعر، فقيل له إنه "مسلم بن الوليد" ، فأمر حاجبه لإحضار "مسلم" من الكوفة، فلما وقف "مسلم" بين يدي "يزيد" قال له يا "مسلم"، ما الذي تبطأ بك عنا؟ فقال "مسلم" الحالة أيها الأمير.. قيل قال الأمير أنشدني قصيدتك، فأنشده تلك الفصيدة التي كان قد مدحه بها، كان مطلعها:

أجْررت حبل خليع في الصبا، غزل/وشمرن همم العذال في عذل
ولما انتهى من قوله أخبره "يزيد" بالسبب الذي دعاه إلى ذلك للإتيان به من الكوفة، وتوجها إلى الخليفة "هارون" ودخلا عليه، فأنشده "مسلم" ما قاله فيه من الشعر، فأمر له الخليفة بعطوة، ولما انصرف إلى بيت "يزيد" أمر له "يزيد" بعطوة ، وقال له لا يجوز أن أعطيك مثل ما أعطاك أمير المؤمنين، ومنحه أيضا إقطاعات أخرى.. كانت إقامة "مسلم" في " "الرقة" ، قد أتاحت له أن يطوف في أنحائها ، وأن يعرف مرابع "الرقة" ومجالي الجمال فيها، وفيما حولهامن مواضع مثل "زاذان"، و"البليخ"، و"المديثر"، و"الرصافة"، و"الرابية"، وقد ذكر هذه المواضع في شعره، ولم ينس ذكرياته في "الرقة" ومرابعها حين عاد إلى الكوفة، فمن ذلك قوله:
ألم تر أني بأرض الشآم/أطعت الهوى وشربت العقارا
وصرف رصافية قهوة/تميت الهموم وتبدي السرارا
كميت رحيق إذا صفقت!/أطارت على حافتيها الشرارا
لقد كدت من حب خمر البليخ/أن أجعل الشام أهلا ودارا..

تعليقات

المشاركات الشائعة