الخليفة الرشيد ولسان السمك

في اﻷوقات التي يكون فيها الرشيد خارج غزوة أو حجة، يصرف جل وقته في زيارة المشروعات الزراعية والصناعة في مدينة الرقة وريفها، ولما كان يخلص من ذلك يلتقي بالفقهاء، والعلماء والشعراء، واﻵدباء في القصر اﻷبيض في الرقة المشيد فوق هضبة مرتفعة قليلأ عن اﻷرض الزراعية المحيطة بالقصر والقصور اﻷخرى، فيقيم لهم مائدة طعام الغداء في كل يوم، وفي ذات ظهيرة كان القوم قد أنتهوا من إقامة صﻻة الظهر يتقدمهم الخليفية الرشيد، ومن مسجد القصر مباشرة دخلوا صالة الطعام الكبرى المطلة على الفرات مباشرة من جهة الجنوب، جلس القوم وما هي إﻻ لحظات حتى دخل الخليفة يرافقة طبيبه الخاص من عائلة آل- بختيشوع السريانية الشهيرة فألقى السﻻم وجلس ونظر إلى مائدة فيها ما شاء الله من أشكال الطعام ما يسر العنين وتطيب الخاطر، ولفت نظر الخليفة أطباق فيها نوع من قطع اللحم الصغيرة التي يشاهدها ﻷول مرة فاستغرب اﻷمر!! وصاح بشيخ الطباخين وسأله عن هذا ؟ فقال يا أمير المؤمنين هذا لسان السمك، فضحك الخليفة وقال: وهل للسمك لسان؟..قال شيخ الطباخين نعم يا أمير المؤمنين وأتينا به من البحر وأسعاره مرتفعة جدأ، فضحك الخليفة وقال: يالله لنبدأ على بركة الله بأكل السمك مع لسانه، وفي المرة القادمة نريد سمكأ بﻻ لسان ويقول د. حسن إبراهيم حسن: نعم إنه طفيل يدخل خياشم السمك فيتغذى عليها، ثم أنه يقوم برحلة من الخياشم إلى فم السمك فيستقر فيها ويبدأ رحلته الطعامية...رحم الله الرشيد والخير في رقة الخير
الباحث محمد العزو

تعليقات

المشاركات الشائعة