الشاعر المعوج أبن الرقة السمراء..
كان حظ الرقة من الشعراء في العصر الإسلامي، نوعان البعدين عنها، او الوافدين عليها، أما حظها من الشعراء الذين ولدوا ونشؤوا ونسبوا إليها، فهم قلة.. وهناك مسألة النَسَب، فقد قالوا"الرقي"و" الرافقي"على أبناء منطقة الرقة ، وذلك بسبب تحول مواضع السكن، والإقامة في تلك المواضع، رغم أنها كلها متقاربة ومتداخلة، وجميعها متصلة كما ذكر "ياقوت الحموي" في كتابه "معجم البلدان".. كانت "الرقة البيضاء" مع مضي الزمن قد خربت، بعد أن شيد الخليفة "المنصور" مدينة " الرافقة"، وهجرها أهلها، وأصبح يطلق على مدينة المنصور "الرافقة" حينا، و"الرقة" حينا آخر، وفي القرن السابع الهجري أخذت "الرافقة" إسم ومكانة "الرقة البيضاء".. ومع تتبعنا لتاريخ "الرقة" قديما نلاحظ قلة الشعراء من أبنائها الذين ولدوا وماتوا فيها، بالقياس إلى تاريخها الماضي المجيد على كافة الأصعدة علميا وصناعيا وتجاريا وثقافيا. لكن من ناحية أخرى ، ومنذ فتحها من قبل المسلمين بدأ يتقاطر عليها الصحابة والتابعون، وفي العصرين الأموي والعباسي، هاجر إليها مجموعو من العلماء والفقهاء والفلكيين والقراء والمترجمين والقضاة، وكان من أهلها الكثير من العلماء والشعراء والقضاة ، ومن نافل القول إزاء هذا الرصيد العظيم لا يعني شيئا "للرقة"ولا يضيرها إن افتقر رصيدها إلى رصيد آخر شعري مكافئ له، وهذا أمر طبيعي فكل مدن الخلافة اشتهرت بما لم تشتهر به الأخرى.. والحديث عن شعراء " "الرقة" من أبنائها الذين أطلعتهُم في الماضي نجدهم قلة ، فبعد "ربيعة الرقي"، ظهر شعراء آخرون(،، فإنما هم كالنجوم بالقياس إلى البدر)"١"الرقة درة الفرات.ص"٢٣٠"".. لا يرقون إلى مكانة "ربيعة"، منهم الشاعر أبو بكر "محمد الحسن الرقي"، ويكنى ب"المعوج". من "الرقة السمراء" تتلمذ على يده "أبي بكر الصنوبري" كانا صديقين حميمين، حتى أن الشاعر "أبي بكر الصنوبري" ، كان ينسج الشعر على طريقة الشاعر "المعوج"، وحين وفاة الشاعر"المعوج" رثاه "الصنوبري" بقصيدة أجاد فيها البكاء مبينا فيها فجيعة الشعر والأدب بوفاته منها قوله:
غالك الدهر يا محمد، والمُبرمُ/ من كل وجهة منقوض
أي بيت سمت دعائمهُ لم/يتناول سموها التقويض
ما شككنا، إذ كنت بحر المعالي/ أنه عندما تغيض ، يغيض
يا سماء الشعر التي لي عليها/كل يوم سماءُ دمع تفيض
ومن العدل أن تُبكي القوافي/بالقوافي، مادام فيها نهوض
كان هذا القريض حيا، فحتى/حين مات المعوج مات القريض
ومن أجمل الابيات الشعرية التي وصلتنا من شعر المعوج لا سيما الغزلية منها، التي تفوح عطرا وعذوبة ذات معان مبتكرة بينة كقوله:
أشتاقه، فإذا بدا/ أطرقتُ من إجلاله
لا خيفة، بل هيبة/وصيانة لجماله
وأذم طيفا لم يطف/حولي زمان وصاله
ومن البلية أنني/مغُرى بحب خياله
وحسب ياقوت الحموي فإن الشاعر المعوج ، لا يقل.مكانة وشهرة عن الشاعر "ربيعة الرقي"، إلا أن ضياع أغلب أشعاره، وضياع أشعار أخرى لشعراء رقيين، بسبب الويلات التي مرت بها الرقة؟ مما قلل من مكانة الشاعر "المعوج"، فكانت عثرة جواده وعدم سماع صهيله عاليا.. رحم الله الشاعر المعوج، الذي توفاه الله سنة/307/ للهجرة، وتسميته ب"المعوج" نسبة إلى إسم مدينته "الرقة المعوجة" أي "الرقة السمراء"..
غالك الدهر يا محمد، والمُبرمُ/ من كل وجهة منقوض
أي بيت سمت دعائمهُ لم/يتناول سموها التقويض
ما شككنا، إذ كنت بحر المعالي/ أنه عندما تغيض ، يغيض
يا سماء الشعر التي لي عليها/كل يوم سماءُ دمع تفيض
ومن العدل أن تُبكي القوافي/بالقوافي، مادام فيها نهوض
كان هذا القريض حيا، فحتى/حين مات المعوج مات القريض
ومن أجمل الابيات الشعرية التي وصلتنا من شعر المعوج لا سيما الغزلية منها، التي تفوح عطرا وعذوبة ذات معان مبتكرة بينة كقوله:
أشتاقه، فإذا بدا/ أطرقتُ من إجلاله
لا خيفة، بل هيبة/وصيانة لجماله
وأذم طيفا لم يطف/حولي زمان وصاله
ومن البلية أنني/مغُرى بحب خياله
وحسب ياقوت الحموي فإن الشاعر المعوج ، لا يقل.مكانة وشهرة عن الشاعر "ربيعة الرقي"، إلا أن ضياع أغلب أشعاره، وضياع أشعار أخرى لشعراء رقيين، بسبب الويلات التي مرت بها الرقة؟ مما قلل من مكانة الشاعر "المعوج"، فكانت عثرة جواده وعدم سماع صهيله عاليا.. رحم الله الشاعر المعوج، الذي توفاه الله سنة/307/ للهجرة، وتسميته ب"المعوج" نسبة إلى إسم مدينته "الرقة المعوجة" أي "الرقة السمراء"..
تعليقات