شعراء عاشوا في الرقة

كثر هم الشعراء الذين مروا بالرقة فرادى في زياراتهم وأسفارهم على مدى قريب أو متباعد ، وكان للرقة ورياضها الجميلة ، وحدائقها الغناء ، ومنتزهاتها الخمائلية الشهيرة ، أثرأ رائعأ وبديعأ في أشعارهم ، وفي سياق هذا الحديث عن هذا النوع من الشعراء ، يوصلنا إلى الحديث عن نوع آخر من الشعراء ، الذين اتخذوا من الرقة مسكنأ وموطنأ لهم ، فمنهم من عاش ومات فيها ، ومنهم من عاش فيها ردحأ من الزمن ، كان هذا في زمن الخليغة /هارون الرشيد/ في اﻷعوام ( 793=804م ) ، حيث كانت الرقة في هذه الفترة العاصمة الثانية للدولة العباسية بعد بغداد ، وخﻻل وجود / الرشيد / في الرقة عرفت إزدهارأ ﻻ مثيل له في اﻷدب وفي اﻷقتصاد والفكر ، وخاصة في الشعر ، فكانت قصور الرشيد في الرقة منتجعأ للشعراء ، وهم الذين كانوا يكيلون له المديح في جوده وفي قوته ، وكانوا يﻻزمون الرشيد في مجلسه في قصوره الشهيرة مثل قصر السﻻم والقصر اﻷبيض وقصر الخشب ، وفي مقدمة هؤﻻء الشعراء : أشجع السلمي ومسلم بن الوليد وأبو العتاهية و منصور النمري وأبو الشيص الخزاعي والعتابي وأبو الهياذم وغبرهم الكتير من طبقة الشعراء..للرشيد قوله الشهير الذي جعل من الرقة أحد منازل الدنيا اﻷربعة وهي : دمشق ، والرقة ، والري ، وسمرقند ( الجاحظ ، كتاب الحيوان ، ج 1 ، القاهرة ) ، نظرأ ﻹعجابه الشديد بمياهها الوافره وهواؤها العليل ، وطبيعتها الجميلة وأنها عربية الهوى ، وقربها من الثغور الرومية استعدادأ لغزوهم وبعده عن هموم الدهر الداخلي ، والرشيد لم يغادر الرقة إﻻ لغزوة أو لحج ، لذلك يقال عنه أنه كان يحج عامأ ويغزو عامأ ..كان الرشيد بخصص أوقاتأ معينة يقابل فيها الشعراء وبستمع إليهم في قصوره آنفة الذكر ، ولذلك وفي مدة قصيرة من الزمن أن جعل من الرقة المدينة المقاربة لبغداد في زهوتها السياسية واﻷدبية وفي الشعر والعمران والنسيج اﻹجتماعي ..ويتحدث المؤرخون أن إلتصاق الرشيد بالرقة ، جعل من زوجته السيدة / زبيدة / مهمومة البال ، وأنها جادة في إعادة الخليفة إلى بغداد ، لذا شدة جهدها ذات يوم ، وطلبت من بعض الشعراء وصف /مدينة السﻻم / وطيبها وعظمتها
يطيب ﻷمير المؤمنين سماعها ويشوق إليها أغنية ، فانبرى الشاعر / منصور النمري /وقال قصيدة مطولة منها هذه اﻷبيات :
ماذا ببغداد من طيب اﻷفانين
ومن عجائب للدنيا وللدين
ما بين قرطبل فالكرخ نرجسة
تندي ، ومنبت خيري ونسرين
تحيا النفوس إذا أرواحها نفحت
وخرشت بين أوراق الرياحين
مناظر ذات أبواب مفتحة
أنيقة بزخاريف وتزيين
وراقت للرشيد أبياته من بين كل من تغنى من الشعراء ، فانحدر الرشيد إلى بغداد ،؛وقيل أن السيدة / زبيدة/ وهبت الشاعر ألفي دينار ( اﻷندلسي ، طبقات اﻷمم ، القاهرة ) ، إﻻ أن الرشيد الذي يهوى الرقة عاد إليها مرة وثانية وظل فيها حتى سنة (193هجر ) ،وهي السنة التي ذهب فيها إلى بغداد وكانت نهاية حياته في مدينة طوس الفارسية..شاعرنا منصور النمري ، كان متغلب اﻷهواء واﻷراء ومتلون في مذهبه ، وفي مواقفه اتجاه الخليفة وبني العباس ، وقيل أن الرشيد أرسل أحد رجاله إلى الرقة ليقتله بعد ما ضاق به ذرعأ ، فلما بلغ ذلك المرسال الرقة ﻻقته جنازة النمري بباب السبال(باب بغداد) فقال في نفسه ؛ " خلصه الموت " كان ذلك سنة ( 190 هجر ) ، ولهذا الشاعر قصائد جمبلة ورائعة في مدح الرشيد منها مطولته العينية وقد أنشده إياها في القصر اﻷبيض بالرقة بحضور
/ أشجع السلمي / يقول فبها ؛
ما تنقضي حسرة وﻻ جزع
إذا ذكرت شبابأ ليس يرتجع
ما كان أحسن أيام الشباب ، وما
أبقى حﻻوة ذكراه التي تدع
إن الخليفة هارون الذي امتﻷت
منه القلوب رجاء ، تحته فزع
أي أمرئ بات من هارون في سخط
فليس بالصلوات الخمس ينتفع
وإكرامأ لهذه القصيدة ولقائلها، رفع الرشيد السيف عن رقاب رببعة وقال قولته الشهيرة وهو يضرب اﻷرض بالسيف ؛ الشعر في ربيعة سائر اليوم ؛ ( هن.برجسون ، منبع اﻷخﻻق والدين ، مصر 1971م )وعرف بﻻط الرشيد وفصوره في الرقة ، واحدأ من أهم الشعراء أﻻ وهو الشاعر / أشجع السلمي / ، ولد أشجع في مدينة البصرة وترعرع فيها ، ثم أنه جاء إلى الرقة زمن وجود الرشيد فيها ، ويقول المؤرخون أنه نزل عند أقربائه من بني / سليم / ، وكان قد اتصل /بجعفر بن يحيى البرمكي/ وقام بمدحه وأعﻻء شأنه ، وقدمه جعفر للرشيد وأعجب الرشيد بشعره ، ومن القصائد التي أنشدها السلمي في حضرة الخليفة قصيدة جميلة مطلعها :
تذكر عهد البيض ، وهو لها ترب
وأيام يصبي الغانيات وﻻ يصبو
إلى ملك يستغرق المال جوده
مكارمه نثر ، ومعروفه سكب
ومازال هارون الرضا بن محمد
له من مياه النصر مشربها العذب
ويقال أن الرشيد طرب لهأ كثيرأ ، وعندما شيد الرشيد قصر السﻻم أو القصر اﻷبيض المطل على الفرات من الجنوب ، قال فيه قصيدة مطلعها :
قصر عليه تحية وسﻻم
نثرت عليه جمالها اﻷيام
فيه اجتلى الدنيا الخليفة والتقت
للملك فيه سﻻمة وسﻻم
قصر سقوف المزن دون سقوفه
فيه ﻷعﻻم الهدى عﻻم
وكان لهذه الفصيدة أثر طيب في نغس الخليفة ، ولما توفى الله الرشيد في مدينة "طوس " سنة "193" للهجرة رثاه الشاعر /أشجع السلمي / بعدة قصائد تعتبر من عيون الشعر العباسي ، وأشهر هذه القصائد الﻻمية التي ذكر فيها عدل وكرم الرشيد وما حل بمنازله بعد رحيله تحمل حزنأ وألمأ وكآبة إذ يقول في مطلعها :
منازل هارون الخليفة أصبحت
لهن على شاطئ الفرات عويل
منازل أمست في السياق نفوسها
سلبن رداء الملك وهو جميل
لبسن حلي الملك ، ثم سلبنها
فهن - وﻻ حلي لهن - عطول
يذكرني هارون آثار ملكه ،
وذلك ذكر - إن بقيت - طويل
وبعد مرور عامين على وفاة الخليغة هارون مات أشجع السلمي ، ويقول المرحوم / مصطفى الحسوت / في مخطوطته ( تاريخ الرقة في العصر العباسي ) ، حدث أن أشحع مر يومأ مع أخويه يزيد وأحمد بقبري الوليد بن عقبة وأبي يزيد الطائي ، في قرية إسمها " السبخة " تبعد عن الرقة (40 كم ) شرقأ ، فوقفوا جميعأ عند القبرين ، فأنشد أشجع يقول :
مررت على عظام أبي زبيد
وقد ﻻحت بلقعة صلود
وكان له الوليد نديم صدق
فنادم قبره قبر الوليد
أنيسا ألفة ذهبا ، فأمست
عظامهما تأنس بالصبعيد
وما أدري بمن تبدأ المنايا
بأحمد ، أو بأشجع ، أو يزيد
كان أبي زبيد الطائي في الماضي ينادم الوليد بن عقبة في الرقة ، حتى أن الوليد عندما حضرته المنية أوصى بعين ماء هي عين عيسى ومعها مزارع وبساتين ، كان يملكها، إلى نديمه الشاعر آبا زبيد الطائي ، ويالعودة إلى البيت اﻷخير من رثاء أشجع للوليد ولﻷبي زبيد ، يقول الحسون : أنه ورد خبر في كتاب ( تارخ الحكماء ، للقفطي ) عن لسان أحد أبناء أشجع السلمي يقول ؛ ( فماتوا ، والله ، كما رتبهم في الشعر ، أولهم أحمد ، ثم أشجع ، ثم يزيد ) ( القفطي ، تاريخ الحكماء ) .. ومن هذه الطبقة من طبقة الشعراء الذين توافدوا على الرقة وعاشوا فيها ، الشاعر / أبو محمد التيمي وهو من مواليد مدينة مكة ثم عاش فترة في مدينة جدة ، وقد وفد إلى الرقة بعد عودة الرشيد من غزوته لبﻻد الروم وانتصاره الشهير على نقفور ملك الروم وإجباره على دفع الجزية ، إﻻ أن نقفور قد نقض ما بينه وبين الرشيد من إتغاق ، وعاد إلي سابق عهده ، ولما شاع الخبر ، لم بجرؤ أحد على إخبار الخليفة بذلك بما فيهم / يحيى بن خالد البرمكي / بغدر نقفور ، وقد حاول البرامكة مع الشعراء بأن يقولوا شعرا يخبرون فيه الرشيد عما جرى وذلك ببذل اﻷموال الطائلة لهم ، لكن أحدأ منهم لم يجرأ على قول ذلك ، إﻻ الشاعر آبا محمد التيمي وقد دخل على الرشيد وأنشده قصيدة قال فيها : نقض الذي أعطاكه نقفور
فعليه دائرة البوار تدور
إبشر أمير المؤمنين فإنه
فتح أتاك به اﻹله ، كبير
أعطاك جزيته وطأطأ خده
حذر الصوارم والردى محذور
نقفور، إنك حين تغدر ، أن نأى
عنك اﻻمام ، لجاهل مغرور
أظننت حين غدرت أنك مفلت؟
هبلتك أمك ، ماظننت غرور
إن اﻹمام على اقتارك قادر
قربت ديارك ، أو نأ بك دور
ولما.أنتهى الشاعر من شدوه إمتعض الرشيد ، وقال : " أو قد فعل "وعلى إثر ذلك ، قام بغزو نقغور والدنيا تهطل ثلجأ ، وانتصر عليه في معركة هرقلة ، وافتتحها وتعتبر من الحصون القوية ذات الصلة بنقغور ، ولما عاد الرشيد إلى الرقة ، استقبل الرشيد لفيف من العلماء واﻷدباء والشعراء صباح عيد اﻷضحى المبارك فخطب بهم قائلأ : إننا اليوم نحتفل بغرحتين كبيرتبن ، أولها فرحة عيد اﻷضحى المبارك وثانيها إنتصار جيش المسلمين على نقفور في معركة هرقلة ، فقال أبو العتاهية قصيدة مطولة في هذا الفتح ، كما قال أبو محمد التيمي قصيدة شهيرة هذا مطلعها :
هوت هرفلة لما أن رأت عجبا
حوائما ترتمي بالنفط والنار
كأن نيراننا في جنب قلعتهم
مصبغات على أرسان قصار
وقيل أن المغنون غنوا فيه بعد ذلك..ومن الشعراء الذين عاشوا في الرقة ، وصحبوا الخليفة هارون ، الشاعر إسماعيل بن القاسم ، المعروف بأبي العتاهية ، عاش عقدين من الزمن تقريبأ بعد موت الرشيد ، يقول المؤرخون أنه كان شاعرا كثير العطاء ، ويعتبره النقاد من طبقة الشعراء الكبار من أمثال أبي فراس وبشار ، وإنه ؛ (..كان غزير البحر ، لطيف المعاني ، سهل اﻷلفاظ ، كثير اﻹفتنان ، قليل التكليف )( الرقة درة الفرات ، د. سهيل زكار . ص 218 ) ..ومولد أبي العتاهية في الكوفة ، كان في أول حياته الشعربة يكثر من شعر الغزل ، ويبدو هناك توبة عند شعراء الغزل ، فتاب شاعرنا وتنسك ، وحمل لواء الزهد ، وقال شعرأ كله في الزهد ، ويقول إبنه : محمد إبن أبي العتاهية ، أن أباه كان ﻻيفارق الرشيد في حله وترحاله ، وكان الرشد يجزيه في كل سنة مبلغأ كبيرأ من المال ، ويقول المؤرخون ، أنه لما قدم الرشيد إلى الرقة ، لبس أبا العتاهية الصوف وتزهد ، وترك مجالس الرشيد والقول في الغزل ، فحبسه الرشيد ، وكتب إليه من الحبس قصيدة يقول ؛
أنا اليوم ، والحمد لله ، أشهر
يروح علي الهم منكم ويبكر
تذكر ، أمين الله ، حقي وحرمتي
وما كنت توليني ، لعلك تذكر
ليالي تدني منك بالقرب مجلسي
ووجهك من ماء البشاشة يقطر
لمن لي بالعين كنت مرة
إلي بها في سالف الدهر تنظر
وكتب للرشيد قصيدة أخرى ، فأمر بخروجه من السجن.. لم تكن.العﻻقة بين الخليفة الرشيد وبين أبي العتاهية دائما في أحسن صورها ، فكثيرا ما كان الرشيد يغضب من أبي العتاهية ، وأحيانأ يرضى عنه بوساطة الوزير ، الغضل بن الربيع ، وﻷبي العتاهية قصائد كثيرة يمتدح فيها الرشيد..ومن شعراء بﻻط الرشيد /كلثوم بن عمرو التعلبي / المشهور بالعتابي،المتوفى سنة (220هجر ) ، كان شاعرا محسنأ ، وكان من أصحاب الخطوط الجميلة وكاتبأ في الرسائل ، وهو في نسبه يتصل بالشاعر الجاهلي / عمرو بن كلثوم صاحب إحدى المعلقات السبعة ، عايش /ظاهر بن الحسين/ الوزير الشهير في العصر العباسي ، وكان العتابي حسن اﻹعتذار في رسائله وشعره ، ووصفه بن المعتز بقوله : (..كان العتابي مجيدأ مقتدرأ على الشعر ، عذب الكﻻم ، وكاتبأ جيد الرسائل حاذقأ ، وقلما يجتمع هذا ﻷحد .. وأشعار العتابي كلها عيون لس فيها بيت ساقط )( أحوال نصأرى بغداد)..والشاعر / منصور النمري / الذي ورد إسمه في البداية ، كان راوية العتابي وتلميذه وكانوا أصدقاء أوفياء لبعضهم ، وكان النمري يجل ويحترم العتابي كثيرأ -لسعة علمه وأدبه وثقافته ، ويقول المؤرخون أن / مالك بن طوق التغلبي / الشهير في التاريخ ، حاول تقريب العتابي إليه كونه من قبيلته ، فكتب إليه يطلب منه ربط وإعادة أواصر القربى بينهما ، فرد علبهه العتابي بعذر رقيق قائلا له : ( إن قريبك من قرب منك خيره ، وابن عمك من عمك نفعه ، وإن
عشيرك من أحسن عشرتك ، وإن أحب الناس إليك أجراهم بالمنفعة عليك ) (الرقة درة الفرات ، د . سهيل زكار ص 220 ) وقال :
ولقد بلوت الناس ، ثم سبرتهم
وخيرت ما وصلوا من اﻷسباب
فإذا القرابة ﻻ تقرب قاطعأ
وإذا المودة أكبر اﻷسباب
وكان العتابي قد اتصل ببﻻط الرشيد ، وكان من مداحه المكثرين وله منزل كان يقيم فيه بالرقة ، وكان يتردد بين الرقة ورأس العين التي هي مسقط رأسه ..وفي رواية (للحصري في زهر اﻵداب) قال اجتاز / عبدالله بن طاهر/ بمنزل العتابي ، فدخل عليه وهو منكب على كتبه ، فحادثه كثيرأ أو قليلأ، ثم انصرف ، فهمس الناس ، إن اﻷمير لم يقصد زيارته كانت الزيارة صدفة ومرور طريق ، فكتب إليه :
يامن أفادتني زيارته
بعد الخمول نباهة الذكر
قالوا الزيارة خطرة خطرت
ومجاز خطرك ليس بالخطر
فادفع مقالتهم بثالثة
تستنفد المجهود من شكري
ﻻ تجعلن الوتر واحدة
إن الثﻻث تتمة الوتر
ومن الشعراء الذين عاشوا في الرقة في بﻻط الرشبد ، /مسلم بن الوليد / ، الملقب بصريع الغواني ، وقد نزل الرقة فترة طويلة من الزمن ، وقضى فترة قصيرة في الرصافة وعرج على البليخ وبلداته ، وقد مدح الرشيد بقصيدة مطلعها :
أجررت حبل خليع في الصبا ، غزل
وشمرن همم العذال في غذل
ومن الشعراء الذين ضمهم بﻻط الرشيد / ابن رزين الخزاعي / ، المعروف بأبي الشيص ، و لد في الكوفة وعاش فيها ، ثم جاء إلى بغداد الخاضرة اﻷولى للدولة العباسية ، ثم انتقل إلى الرقة مع أمير الرفة /عقبة بن اﻷشعث الخزاعي / .. وعندما جاء الرشيد إلى الرقة التحق آباالشيص ببﻻط نالخليغة ، ومدحه في قصائد أغلبها ضاع لﻹسف الشديد أثناء الويﻻت التي مرت بها الرقة ﻻحقأ .. وهناك ثﻻثة شعراء آخرون اتصلوا بالرشيد وهو في الرقة ، وهم / أحمد بن سيار الجرجاني / وكان راوية شاعر ومداحأ ، وكان يكثر في مديح
/ يزيد بن مزيد الشيباني / ،ثم التحق ببﻻط الرشيد ، وقد دخل على الرشيد ذات يوم وأنشده بحضور /السلمي وآبا الشيص الخزاعي والتيمي /قصيدة مطلعها :
زمن بأعلى الرقتين قصير
لم يثنيه للحادثات غرير
إلى أن قال :
ﻻتبعد اﻷيام إذ ورق الصبا
خضل ، وإذ غض الشباب نضير
قيل فإعجب بها الرشيد ؛ وأن /الفضل بن الربيع / قال له أريد أن أنشدها الجواري .. وهنا نختم بحثنا هذا ، ونقول ، في الرقة عاش مجموعة طيبة من الشعراء ، متهم الذين جاؤوا إلى الرقة كزارئين ومقيمين لفترة قصيرة ، وهؤﻻء الشعراء كانوا صادقين في تصوير بيئة الرقة، التي أحبوها لحسن جمالها البراق ، منهم الشعراء التالين / إبن قيس الرقيات والبحتري وأبي نواس ، والصنوبري وأبي فراس وغيرهم ممن زاروا الرقة وأقاموا فيها. والصنف الثاني من الشعراء ، هم الذين عاشوا فترة طويلة من الزمن في الرقة ، وكانوا جلساء الرشبد في بﻻطه ، وقد تحدثنا عن البعض منهم فيما سبق من كﻻم ، وكان معظم شعرهم له صلة بشخص الرشيد ومآثره ووصغأ لقصور الرشيد والفرات والبليخ وغير ذلك من مكونات الرقة ، أما الصنف الثالث من الشعراء ، كانوا من وﻻدة ومنشأ الرقة ؛ وفي مقدمتهم الشاعر / ربيعة الرقي / وهو القائل :
حبذا الرقة دارأ وبلد
بلد ساكنه ممن تود
والشاعر الرقي الثاني هو / أبو بكر محمد بن الحسن الرقي / المعروف بالمعوج ، ويقال أنه ولد في الرقة السمراء ، والشاعر الرقي التالث هو / أبو حصين الرقي / كان صديقأ ﻷبي / فراس الحمداني / ، وهناك الشاعر الرقي الثالث وهو / أبو طالب الرقي/ وأيضأ كل من الشاعرين الرقيين /عبد الرحمن بن جعفر الرقي و عيسى بن المعلى الرافقي / ..هذا قيض من فيض من ماضي تراث الرقة الشعري


الباحث محمد العزو

تعليقات

المشاركات الشائعة