الرقة من عام1516ولغاية1860م العهد التركي العثماني
في عام ( 2009م ) ذهبت والدكتور /محمود النجرس / أطال الله بعمره ، إلى دمشق بدعوة من وزارة الثقافة لحضور ندوة عن التراث المماري العربي، ووحودنا في دمشق أتاح لنا فرصة المرور على متحف الوثائق التاربخية في دمشق واﻹطﻻع على الوثائق الخاصة بمدينة الرقة في العهد التركي العثماني ، لذلك مصدر معلومات بحثي هذا مستمدة من هذه الوثائق ومن غيرها..كانت الرقة ومعها مدن الفرات اﻷعلى واﻷوسط واﻷدنى ، في القرن الثاني عشر والنصف اﻷول من القرن الثالث عشر الميﻻديبن تحت سلطة الدولة العباسية بشكل اسمي حتى عام (1258م) = (657هجر) وهو تاريخ استيﻻء التتار على سورية ، وبعد فترة خكم التتار القصيرة نسبيأ، انتقل الحكم إلى إلمماليك الذين حكموا البﻻد الشامبة والمصربة حتى عام(1516م = 923هجر) وفي هذا التاريخ اﻵنف الذكر تم فتح سورية من قبل السلطان العثماني /سليم / بعد أنتصاره على /قانصوه الغوري/ في معركة مرج دابق عام (1517م) واحتل سورية كاملة ثم مصر ، وفي عام ( 1535م = 941 هجر ) استولى العثمانيون على العراق في عهد السلطان / سلبمان القانوني / ، وفي ظل هذا الوضع الجديد أصبحت الجزيرة السورية العليا كلها داخلة تحت حكمهم ، وكانت الجزيرة الفراتية السورية كعهدها مسكونة من قبائل عربية وكردية ، ولم تكن الدولة العثمانية مرتاحة من هذه القبائل لما كانت تسببه من مشاكل لﻷمن ، وتجنبأ لمثل هذه المشاكل كان أحرى بالدولة العثمانبة أن توطد اﻷمن في الجزيرة الفراتية..كانت الرقة في هذه الفترة خربة ليس فيها إﻻ أطﻻل أسوارها ومبانيها ويقول المرحوم الباحث/ عبد القادر عياش/ (..غير أن موقعأ متمبزأ مثل موقعها وتوسطه ﻻ يطول خرابه واهماله) / ع. عياش..مدن فراتية ، دمشق ،1989م/؛ كانت مدينة منسية مذ دمرها التتار، لكن العثمانيون انتبهوا إليها بعد سيطرتهم على العراق، وفي عام(1566م = 974هجر ) صدر أمر اﻷستانة القاضي بتشكيل الوﻻيات العثمانية بعهد السلطان/سليمان/ حينها كانت الرقة أيالة مثل أيالة بغداد متكونة من سناجق مفردها سنجق أي منطقة الرقة ، وكان والي الرفة يقيم في" أورفة" ، ونظرأ لكون الرقة كانت خربة، كان يسمى والي الرقة وأورفة(محمد عبد الحمميد الحمد ..تاريخ الرقة الحضاري دمشق .2011م)ولم تلق الرقة أي اهتمام من الحكومة بسبب إنشغالها بالحروب، ولم يكن في الرقة أمن يذكر ، وظلت السلطة بيد رؤساء العشائر، وكان والي الرقة يسمى والي الرقة وديار بكر ، ثم أصبح يسمى والي حلب والرقة، وكان مقيمأ في حلب ، وكان متسلم الخراج ممن يود إرضاء رؤساء العشائر، وفي عام (1573م) زار الرفة رحالة إيطالي إسمه/ديﻻ فالي/، "أمل أن يكون إسمه كما كتبته" ومكث في الرقة (17) يوم، ويقول أنه شاهد قصر السلطان ويحرسه مجموعة من العسكر بحدود( 1200)عسكري، "وبإحتمال أن يكون هذا القصر إما قصر البنات أو قصر اﻷمارة، مكان تقاطع شارع سيف الدولة مع شارع 23 شباط" ألذي احترق، ومكانه اليوم يسمى بالتل اﻷسود، ثم يضيف /دي فالي/أنه في أحد اﻷيام كان معتليأ ظهر الظلع الشرقي للسور(قبال الصناعة)، فشاهد سباقأ للخيل بحضور حاكم المدينة وكان مكان السباق يقع بين الرقة البيصاء والرافقة، وفي أدبياته التي نشرها، تحدث عن أحجار عليها رسوم وأخرى عليها كتابات أخذها من الرقة، ولربما تلك التي عليها كتابات تكون رقم مسمارية، حصل عليها من الجند الذين كانوا يجرون حفريات سرية في تل البيعة..واﻹتجار بالممنوعات كان معروفأ منذ أيام الدولة البابلية ، فمدام / كلينكل / اﻷلمانية تتحدث في كتابها(بابل) عن أسواق التهريب وأسواق البغاء وعيرها وفي عام(1015هج) عين/المير شرف باشا/أمير أمراء ﻹيالة الرقة، وفي سنة(1069هجر) قتل أمبر أمراء الرقة /ابن الصدر طيار محمد باشا/، وفي عام(1175هجر) ولي إيالة الرقة/سعد الدين باشا العظم/ الذي توفي فيها بنفس السنة بسبب مرض الطاعون، ودفن في ساحة مسجد المنصور، ومن عام (1178 ولغاية عام1202هجر)عين على الرقة (6)وﻻة هم/،محمد باشا العظم، حافظ مصطغى باشا، الوزير محمد.باشا، الوزير مصطفى باشا، الوزير باشا بن عبد الجليل باشا، أحمد باشا الجزار/ وخﻻل تﻻث سنوات ﻻحقة تناوب على الرقة أربع وﻻة وفي عام(1790م = 1205هجر) ثار/تيمور باشا/ رئيس قبيلة الملية الكردية ذات اﻷعداد البشرية الكثيرة ، والتي كانت تمتهن تربية الماشية في المنطقة الواقعة بين الرقة وديار بكر وحلب ، وكان /تيمور باشا/ قد فرض الضرائب على القرى والقبائل وأخذ يجنيها منهم ، واستولى على مناطق كثيرة ، وامتد نفوذه حتى إيالة حلب (متحف اﻷرشيف التاريخي.دمشق) ولذلك قررت اﻷستانة تصفيته، وكلفت والي بغداد/سليمان باشا/بذلك ويدعمه كل من والي ديار بكر ووالي الرقة، وقد جهز أكثر من ثﻻثين ألف جندي توجهوا من الموصل إلى ماردين ،ولما علم /تيمور/ بسير الحملة هرب، وكان والي الرقة حينها/مصطفى باشا الكوسا/ وهو الذي قاتل العشيرة وهزمها وغنم منها مواشي وأغنام، وبعد /كوسا/ عين واليأ على الرقة /إبراهيم باشا/ وعزل من قبل السلطان .وعبن في عام(1209هجر)/سليمان آغا الجوقدار/ واليأ على الرقة، ثم عزل وتﻻه في عام(1211هجر)/إبراهيم آغا آل شبخ/، وفي عام (1215هجر)أصبح/تيمور باشا/ واليأ على الرقة بعد صدور العفو عنه من قبل السلطات العثمانبة، ومن بعده ولي الرقة /ولي الدين باشا و محمد حمود باشا و بابا باشا/..وفي عام(1829م-1234) هجري، قدمت هجره كبيرة من نحد وقالوا في اسباب هذه الهجرة ، أن القحط والجفاف في نجد كان السبب ورائها، وأخرون قالوا أن مضايقات النزعة الوهاببة كانت من أحد اﻷسباب " ولعل ما جرى ﻷهل الرقة يدعم السبب الثاني"، وكانت هذه الهجرة بقيادة أحد شيوخ عنزة بعضهم يدعوه /خليف/ والبعض اﻷخر يسميه /خلف / وعبر الفرات إلى الجزيرة من اﻷراضي التركية مع أفراد عشيرته، وتقول الوثائق العثمانية أنه أخذ يسلب وينهب ما ببن الرقة والموصل وأورفة، .وطبعأ إن غياب السلطة والقانون تجعل من لديه القوة يقوم بذلك. وكان والي الرقة آنذاك/بهرام باشا/في بداية عهد السلطان/محمود الثاني/، وشد الباب العالي بالقضاء على/خلف/موعزأ بذلك إلى والي بغداد ، الذي استعان بالشيخ /الجربا/ شيخ عشيرة شمر الجزيرة، مستعملين سياسة "فرق تسد" اﻹستعمارية ، ولما دري /خلف/ باﻷمر هرب مع قواته الخاصة، وكان بالقرب من الرها فسار إليه والي الرقة بقوة عسكرية ، وتم إلقاء القبض عليه وعلى من معه ، وقتل حينها أكثر من(300) شخص ، واستأذن /بهرام باشا/ اﻷستانة في أرسال الغنائم ، لكن السلطان أمر ببيعها في محلها وأرسل من اﻷستانة موطفأ خاصأ. لﻹشراف على عملية البيع وتوثيقها وبين اﻷعوام (1247-1235هجر) تعاقب على الرقة (8 ) وﻻة مما زاد في اضطراب اﻷمن فيها وازداد وضع البﻻد سوءأ، وكاد الوالي ما يكاد يعين حتى يعزل واﻷسباب سببها الفساد، وأصبح والي حلب يسمى والي حلب والرقة..وبعد عام (1840م ) تغير الوضع بسبب دخول البﻻد في مرحلة جديدة ، هي مرحلة /محمد علي الكبير/وكانت مرحلة قصيرة، ففي عام( 1860م) عاد النشاط التركي العثماني إلى الرقة لتبدأ مرحلة استيطان المدينة من قبل العشائر التي قدمت إليه
الباحث محمد العزو
الباحث محمد العزو
تعليقات