متحف الرقة الأثري
متحف الرقة الأثري
تعتبر
مدينة الرقة واحدة من أقدم سبعة مدن في العالم، ونظرأ لغنى أرضها بثروتها
الأثارية، وتاريخها الحديث الحافل بالتنقيبات الأثرية من قبل بعثات وطنية وأجنبية
في المواقع التي ترصع أراضيها، فقد أصبحت الحاجة ملحة لتأسيس متحف في المدينة ليضم
مكتشفات تلك البعثات الأثرية المنقبة. وقد تم اختيار بناء السرايا القديم الذي كان
معدأ للهدم ضمن خطة قالوا أنها تنظيمية !! . وهو بناء جميل تاريخي ﻻ يعيبه أي شيئ
يذكر، وبحالة جيدة قابلة للتعديل والتوظيف ويقع وسط المدينة ضمن الأسوار الإسﻻمية القديمة، وتم ترميمه
وإعداده وافتتح في تشرين الأول سنة(1981م) بمناسبة انعقاد الندوة الدولية لتاريخ
الرقة وأثارها، ويتألف المبنى من طابقين تم افتتاح ستة أقسام فيه ..ففي الصالة
المستطيلة الصغيرة عند مدخل المتحف نجد أربع لوحات فسيفساء جميلة عثر عليها في
موقع حﻻوة الأثري الواقع على الضفة اليسرى لبحيرة السد، ومجموعة من التوابيت
الفخارية وبعض الجرار والمذابح وكنز الرصافة الاثري، ويضم الطابق الأرضي قسمين
هما: قسم الاثار القديمة، وقسم الأثار الكﻻسيكية من رومانية وبيزنطية .وزين البهو
الرئيس في الطابق الأرضي بلوحات تصوير ضوئي لأهم المواقع الأثرية في المحافظة ،
وقسم ثالث في هذا الطابق على شكل جناح صغير لأعمال فنانين تشكيليين من الرقة وباقي
المحافظات السورية.. أما الطابق الأول العلوي فقد ضم قاعتين للعرض الأولى : خصصت
لعرض الأثار العربية الإسﻻمية المتمثلة بالأواني والجرار الخزفية والزجاجية التي
اشتهرت بها الرقة عالميأ، وكذلك الأطر الجصية الجميلة المورقة بوريقات نبات
الكرمة، وكانت هذه الاطر تزين صالات قصور الرشيد ومن جاء من بعده من الخلفاء،
باﻹضافة إلى الجرار الفخارية الكبيرة وتيجان الأعمدة والنقود الإسﻻمية من ذهبية
وفضية وبرونزية ونحاسية..أما القسم الثاني فقد خصص لعرض أدوات من الماضي الرقي،
حيث نصبت في القاعة خيمة عربية عرض فيها أدوات التقاليد الشعبية في الرقة، مع
تمثالين لشخصين من الرقة، كما عرض في الخيمة السدو اليدوي لصناعة الحصر والبسط
والغزل والنسيج ومستلزمات الخيل والجمال والموقد،ودلة القهوة العربية مع المنقل
والفناجين وصاج الخبز العربي، وغيرها مما كان سائدأ في البيوت الرقية قديمأ، مع
عرض لبعض الأزياء الرقية القديمة وبعض الحلي التقليدية من فضية وذهبية ونحاسية..
كل هذه المحتويات دمرت وسرقت وﻻ يسعنا إﻻ ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل..لكن
سينبت الزهر بأعلى الرقتين إن شاء الله ..
من ذكريات التنقيب الأثري
الباحث محمد العزو
تعليقات