تل أسود على البليخ
هناك على اﻹرض السورية خمسة تﻻل أثرية تحمل إسم تل أسود؛ أولها تل أسود قي الغوطة الشرقية بدمشق، والثاني يقع بالقرب من مدينة منبج شرقي حلب، والثالث يقع في ناحية المالكية في الحسكة، أما التﻻن اﻷخران فيوجدان في الرقة، اﻷول يقع عند اﻷطراف الشمالية لحي المشلب قبالة تل البيعة، والثاني يقع على الضفة اليسرى لنهر البليخ عند التخوم الجنوبية الشرقية لقرية "الدوغانية" إلواقعان إلى الجنوب من بلدة تل أبيض (20كم) على الجانب اﻷيسر لنهر البليخ وروافده، وهو قبالة تل صهﻻن(صهﻻﻻ)، وأعلى إرتفاع له عن اﻷرض المنخفضة(20م)، وللتل أبعاد تقدر (300×400م) وكان أول من أجرى فيه أسبار مقطعية هو عالم اﻵثار السيد/مالوان وزوجته الروائية الشهيرة آجاتا كريستي/ في عام (1937م) .. استوطن هذا التل في العصر الحجري الوسيط، وأظهرت التنقيبات اﻷثرية فيه أن السويات الدنيا كانت خالية من الفخار(عصر ما قبل الفخار)، لكن النمط المعماري اﻹنشائي تميز بوجود جدران مستقيمة مبنية من مادة اللبن الطيني النيئ المجفف، ذات زوايا قائمة وكان لون الطين الذي صنعت منة قطع اللبن تتباين بين لون رمادي ولون وأحمر، فاللون الرمادي من طين مفيض النهر واﻷحمر من تربة المرتفع المحيط بالمفيض، وكانت جدران المنازل مطلية من الداخل بمادة الجص(مثل بيوت ريف الرقة في زمننا الحالي)، واﻷرضيات بعضها مفروش بالحصى الصغيرة، وبعضها اﻷخر مجصص بالجص اﻷبيض وهو اسلوب العمارة المحلية الفراتية، وخﻻل أعمال التنقيب اﻷثري، ظهرت طبقات من العصر الحجري الحديت والعصر النحاسي (الكلكولتيك) وهو عصر تل حلف(نسبة إلى تل حلف الواقع في رأس العين، إذ أن مكتشغات هذا التل تعود لﻷلف الخامس ق.م)، كما أظهرت تنقيبات مالوان بقايا مخطط معماري يعود لعصر حلف، وبقية المكتشفات ضمت أواني مصنوعة من الصوان والفخار ذي الجدران الحلفية الرقيقة..كما تم العثور على أقنية للمياه مما يوحي بوجود هيئة اجتماعية كانت تشرف على الزراعة وهذا منطلق التمدن ،كما عثر على مناجل حجرية ورحى الجرش ، وعثر على مخازن للحبوب المتفحمة من نوع القمح البري من فصيلة "سينكورن" وكذلك الشعير السداسي الطبقات، وكانت الحبوب تشكل فقط 8% من طعام اﻹنسان الفراتي ﻷن قوام طعامه اعتمد على الحيوانات الﻻحمة التي كان يصطادها..وفي اﻷلف التاسع ق.م حدث جفاف تدريجي، مما أدى إلى تناقصر في الزراعة البعلية ، وأصبح اﻹعتماد على الزراعة المروية بواسطة السكور وجداول المياة والينابيع، ومن هذه القرى أﻷولى المنتشرة على ضفاف اﻷنهر تطور السلوك البشري وتطورت الحياة اﻹجماعية، وتشكلت حواضر الفرات والبليخ عبر العصور، حيث أن التنقيبات اﻷثرية أماطت اللثام عن حضارات متﻻحقة في تلك التﻻل المتناثرة على ضفاف البليخ والفرات كتل الخويرة وتل المغش وتل جدلة وتل صهﻻن وتل الحمام وتل صبي اﻷبيض وتل الفري وممباقة وتل حﻻوة وغيرها الكثير من التﻻل في أرض الرقة المصونة
الباحث محمد العزو
الباحث محمد العزو
تعليقات