"الصالحية" حاضرة جميلة من حواضر الرقة..
بعد الفتح الإسلامي للرقة البيضاء سنة/639/م، التي كانت أموية الهوية، حيث إزدهرت "الرقة البيضاء" في العهد الأموي، فأصبحت مدينة كبيرة ذات أسواق كثيرة، وبعد أن توسعت بشكل، كبير ، رأى الخليفة المنصور أثناء حكم بني العباس، أنه من الضروري بناء مدينة جديدة سماها الرافقة"، تقع غربي "الرقة البيضاء" على بعد/300/ذراع، وكلف ولي عهده ابنه "المهدي" ببنائها.. فشهدت المدينة الجديدة( الرقة) في عهد المهدي تطورا عمرانيا واسعا منقطع النظير، ولاسيما المواضع العمرانية الجديدة، ولعل أهمها" الصالحية"( اليوم تسمى صويلح) موضع يقع شرقي تل البيعة على بعد!/3/كم على الضفة الشرقية لنهر البلبخ.. و"الصالحية" إسم لمواضع عدة منها، في بغداد، و"صالحية" الرقةوبالقرب منها، تقع حواضر عديدة مثل العنادية، وبطياس. والعوالي، وزاذان، والرابية، وجميعها كانت حواضر عامرة في العصر العباسي ، وكلها يقال لها الرقة.. الصالحية محلة بناها "صالح بن المنصور" الملقب "بصالح المسكين"، و"صالحية الرقة" ورد ذكرها على لسان الشعراء، الذين تحدثوا عن "دير مار زكى" او "بطياس" او "المزيفرة" نسبة إلى "زفر بن حارث الكلابي" الذي بني له دارا هناك، ويسميها أهل الرقة المزيفرة، التي كانت مكايض أهلنا، وهي مواضع موجودة في الرقة لا في الرها كما ذكر القلة من الاخباربين.. وكما نوهنا، فالصالحية تقع عند الطرف الشمالي الشرقي من مدينة الرشيد، التي بناها الرشيد، (توسع الرافقة في عهد الرشيد التي تمتد من صوامع الحبوب شرقا).. ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان، الصالحية اختطها عبد الملك بن صالح الهاشمي... وقال الخالدي!: قرب الرقة، وبالقرب منها بطياس، وأنها من أنزه المواضع، وقال الخالديات:( في تاريخ الموصل في تصنيفهما: اول من أحدث قصور الصالحية في الرقة المهدي).. وفي روضيات الصنوبري لكل من راغب الطباخ، وأبي فضل الله العمري يذكرون أن الصالحية قرية إلى جانب دير مار زكى، ذات قصور ودور.. هذه الأوصاف للصالحية تعود للعصور المتأخرة، لكن لابد انها كانت في فترة البناء أي في العصر العباسي الأول، أنها كانت كما جاء في الشعر من أنزه المواضع، حيث جاء وصفها في الشعر، وعند الجغرافيون والبلدانيون، أنها ذات قصور جميلة، وطبيعة خلابة، وموقع جميل، وتغنى الشعراء في وصفها، ويذكر الأخباريون( أن جعفر بن يحيى البرمكي جلس بالصالحية، يشرف على مستشرف له، فجاءه أعرابي من بني هلال، فاشتكى واستماح بكلام فصيح، ولفظ مثله يعطف المسؤول فقال له جعفر: أتقول الشعر ؟ فقال: قد كنت أقوله، وأنا حدث أتملح به ثم تركته لما صرت شيخا قال: فأنشدنا لشاعركم "حميد بن ثور" فأنشد قوله:
لمن الديار بجانب الخِمسْ/كمخطّ ذي الحاجات بالنقسي
حتى أتى على أخرها. فاندفع الشاعر أشجع السلمي . فأنشد مديحا له قاله لوقته على وزنها وقافيتها.. فقال له جعفر صف موضعنا هذا ).. فقال:
قصور الصالحية كالعذارى/ لبسن حليَّهن ليوم عرس
تقنعها الرياض بكل نورٍ/ وتضحكها مطالع كل شمسِ
مطلات على بطن كسته/ أيادي الماء، وشيا مع عُرسِ
إذا ما الطل أثر في ثراه/ تنفس نوره من كل نفس
فتعنقه.السماء بصبغ ورس/ وتصبحه بأكؤس
ويصف الشاعر البحتري الصالحية والرقة لقوله:
أخذت دهور تلثالحية زينة/ عجبا من الصفراء والحمراء
لبس الربيع لربعها ديباجة/ من جوهر الأنوار باالأنوار
بكت السماء بها رذاذ دموعها/ فغدت تبسم عن نجوم سماء
في حلةٍ خضراء تنم وشيها/ حول الربيع، وحلةٍ صفراء
ولما ما وصلت إليه الرقة آنذاك من شقاء وبؤس نتيجة لحروب قيس وتغلب، قال:
جف الفرات وكان بحراُ زاخراً/ واسود وجه الرقة البيضاء..
اليوم بعض أسماء تلك المواضع تغيرت على الصعيد الرسمي، لكن الناس مازالوا متمسكين بأسمائها القديمة، وأغلب هذه الحواضر مازال لها بقايا أثرية..
لمن الديار بجانب الخِمسْ/كمخطّ ذي الحاجات بالنقسي
حتى أتى على أخرها. فاندفع الشاعر أشجع السلمي . فأنشد مديحا له قاله لوقته على وزنها وقافيتها.. فقال له جعفر صف موضعنا هذا ).. فقال:
قصور الصالحية كالعذارى/ لبسن حليَّهن ليوم عرس
تقنعها الرياض بكل نورٍ/ وتضحكها مطالع كل شمسِ
مطلات على بطن كسته/ أيادي الماء، وشيا مع عُرسِ
إذا ما الطل أثر في ثراه/ تنفس نوره من كل نفس
فتعنقه.السماء بصبغ ورس/ وتصبحه بأكؤس
ويصف الشاعر البحتري الصالحية والرقة لقوله:
أخذت دهور تلثالحية زينة/ عجبا من الصفراء والحمراء
لبس الربيع لربعها ديباجة/ من جوهر الأنوار باالأنوار
بكت السماء بها رذاذ دموعها/ فغدت تبسم عن نجوم سماء
في حلةٍ خضراء تنم وشيها/ حول الربيع، وحلةٍ صفراء
ولما ما وصلت إليه الرقة آنذاك من شقاء وبؤس نتيجة لحروب قيس وتغلب، قال:
جف الفرات وكان بحراُ زاخراً/ واسود وجه الرقة البيضاء..
اليوم بعض أسماء تلك المواضع تغيرت على الصعيد الرسمي، لكن الناس مازالوا متمسكين بأسمائها القديمة، وأغلب هذه الحواضر مازال لها بقايا أثرية..
تعليقات