باب بغداد_قصر البنات_جامع المنصوري

اليوم يقوم علم اﻵثار بتقديم الوثيفة المادية التي يستند أليها علم التاريخ، في تحديد زمان ومكان الواقعة المراد تدوينها..وعلم أﻵثار يختص بدراسة البقايا المادية التي خلفهااﻹنسان، ويبدأ تاريخ دراسة علم اﻵثار ببداية صنع اﻹنسان ﻷدواته،إذأ هو دراسة علمية لمخلفات الحضارة اﻹنسانية الماضية..ولذلك في بحثنا التأريخي هذا عن المنشآة المعمارية العربية اﻹسﻻمية في مدينة الرقة وهي"قصر البنات أوقصر العذارى كما ورد في بعض الحوليان، و جامع المنصور القديم،وباب بغداد،قد استندنا في تأريخها، ألى دراسة المكتشفات اﻷثرية "من زجأج وخزف وعملة" التي تم العثور عليها في هذه المنشآت المعمارية،والتي هي اﻷخرى خضعت لدراسة ميدانية وتاريخية ومخبرية،ساعدت كثيرأ في تحديد تاريخه وصنعه وبناءه.. إلى جانب اﻹعتماد على المصادر التاريخية القديمة،التي أشارت إليها، إن أولى هذه المنشآت المعمارية باب بغداد،وهو أحد اﻵثار الباقية التي مازالت قائمة في الرقة ويقع في الزاوية ألجنوببة الشرقية على( السور الخارجي)أي أنه يقع ضمن أسوار المدينة وليس خارجها، ويسميه كتاب القرن الثاني الهجري(باب السبال)، واليوم يسمى باب بغداد، عرض الواجهة فيه(75، 7م) بإرتفاع(29، 5م)،ويقع خلفة برج الزاوية الكبير لسور الرقة الداخلي(الرئيس)،وللباب فتحة بإرتغاع(5، 2م) يعلوها قنطرة ذات قوس مكسور، وعلى جانبي الباب حنيتان زخرفيتان تسميان ب"الهزر باف" *اﻷلف حنية وحنية*وهذه الزخارف منفذة بواسط حجر اﻵجر المشوي، ويعلو هذه الواجهة ،إفريز عريض مؤلف من صفين من الحنيان السفلى تتلوها أقواس نصف دائرية والحنيتان السفلى تعلوها أقواس ثﻻثية مفصصة،ويحيط اﻹفريز إطار بارز. ويفتح الباب من الداخل إلى دركاة ضمن صيوان بعمق متر واحد كانت تعلوه قبة..في ثمانينيات القرن الماضي خضع الباب لحغريات أثرية منهجية من قبل المعهد اﻷثري اﻷلماني ودائرة آثار ومتاحف الرقة، تبين من خﻻلها،أن أساس السور الخارجي المكون من الحجر الصخري بستمر بإتحاه الجنوب مكوننأ أساسأ واحدأ للسور ولباب بغداد،واللقى التي عثر في الطبقة اﻷثرية التي تلي طبقة القرنين الحادي عشر والثاني عشر، والمكونة من خزف وزجاج وفخار وعملة نقدبة كلها تعود إلى فترة بناء المدينة أي إلى القرنين الثامن والتاسع الميﻻديين، ثم أن ياقوت الحموي، وأبي الفرج الملطي،وإبن حوقل جميعهم قالوا أن الخليفة المنصور جعل للمدينة ثﻻثة أبواب وهي،باب السبال"باب بغداد"في الزاوية الجنوبية الشرقية"وباب الجنان"في الزاوية الجنوبية الغربية ويسميه أهل الرقة ب":الكلة" وباب حران" في منتصف الدائرة الشمالي لسور الرقة الداخلي،والباب خضع لتغيرات في القرن الثاني عشر ميﻻدي هذه التغيرات جاءت متناغمة مع النمط الفني لروح القرن الثاني عشر الميﻻدي ولدخول المدينة عبر السور الرئيس، يتم ذلك من خﻻل طوق مقوسة عرضها ( 5، 2م)بإرتغاع(2م)، وهذه الطوق موزعه على كامل السور بقي منها "طاقتين" واحدة بجانب برج الزاوية الوأقع خلف "باب بغداد"، والأخرى بجانب مسرح البتاني، وبقية الطوق قامت دائرة آثار الرقة بتسكيرها أثناء ترميم سور الرافقة"الرقة" وأكبر هذه الطوق،هي الواقعة بجانب "باب حران" الواقع منتصف الدائرة في أقصى الشمال للسور الرئيس..ونشير هنا إلى أن هذا الباب هو تذكاري بمناسبة اﻹنتهاء من بناء مدينة الراقة،ويبدو ذلك من خﻻل واجهة الباب المزخرفة، والتي ليس لها مثيل في بوابات العصر الوسيط ،و تشيرالتنقيبات اﻷثرية التي نفذت في قصر البنات في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إلى أن هذه المنشأة شيدت في عصر المنصور،أي القرن الثامن الميﻻدي،وهناك إشأرة تاريخية إلى أن الخليفة هارون الرشيد قد أكمل بناء (خانقاة) من زمن المهدي في القرن الثاني عشر ميﻻدي حيث جدد هذا البناء في بعض جوانبه،ويبان ذلك من خﻻل واجهة المدخل الشمالي الشرقي للقصر،وكذلك من خﻻل لقى ومكتشفات الطبقة اﻷثرية الأولى من (خزف، وفخار، وزجاج،وخرز ) وغيرها وقصر البنات أو قصر العذارى منشأة معمارية قائمة إلى الشمال من باب بغداد بمحاذات الضلع الشرقي لسور المدينة الرئيس،والتسمية لم يكن أي ذكر في كل الحوليات اﻹسﻻمية،ويبدو أنها تسمية محلية، ويتألف هذا القصر من مستطيل أبعاده (30×100 م ) وتشكل هذه المساحة ثﻻث مستطيﻻت إتجاهها شمال جنوب،والمستطيل اﻷول يتألف من باحة مركزية تطل عليها أواوين أربعة بشكل متصالب ويغتح في الجنوب مدخل رئيس و في أقصى الشمال مدخلين، ويقابل المدخل الجنوبي في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وعلى حانبيها حجرتان أصغر حجمأ، وتطل الصالة على باحة ورواقين محددين بأعمدة لها تيجان كورنثية ويبدو أنها منقولة من مبنى سابق على الفترة اﻹسﻻمية وفي مركز التصالب توجد نافورة ماء مثمنة الشكل وعند القاع لها فتحة مزودة بقساطل فخارية لإستجرار الماء خارج القصر،بقي أن نشير الى ان ألمبنى في شكله الحالي ليس قصرأ بل مصحأ يطلق عليه إسم "بيمارستان"عثر في داخله من خﻻل التنقيبات اﻷثرية على أجمل أنواع الجرار الخزفية والفخارية التي تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميﻻديية.
وبناء مسجد المنصور(الجامع القديم)يرتبط بتاريخ بناء الرافقة(الرقة)في العصر العباسي اﻷول في سنة(155هجر) ( 772م)..شبد هذا المسجد الجامع على قرار مسجد بني أمية في دمشق وهو مؤلف من صحن وحرم، مستطيل الشكل عرضه(90، 92 م ) وطوله ( 75، 108م)، ومحاط بجدارين من مادة اللبن المصنع يدويأ،ومغلف بمادة اﻵجر المشوي ومدعم بأبراج دائرية، كما هي أبراج سور الرافقة(الرقة)، وأبعاد اﻵجر فيها (45×55×10سم)وفي كل زاوية برج كبير مستدير،ومجموع عدد اﻷبراج عشرون برجأ،ويبلغ سمك الجدار الخارجي(70، 1)متر، وفي صحن الجامع الرئيس تنهض المأذنة وهي مستقلة بنيت في القرن(12م)زمن" نور الدين زنكي"،وهي تشابه مآذن جعبر، ومسكنة،وأبي هريرة... يقوم الحرم في الجهة الجنوبية وهو بعمق (60، 30م)، ذو سقف جاملوني*إنشائيأ يعني تمازج الفن السوري بالفن الرافدي لقرب الرقة من عالم البحر اﻷبيض المتوسط*، وهذا السقف محمول على صفين من اﻷعمدة عددها(14)عمودأ في كل صف ومشكﻻ بذلك ثﻻثة أجنحة عرضية، أما واجهة الحرم المطلة على الصحن، فهي مؤلفة من أحد عشر فتحة مقوسة بقوس مدبب ، أبعادهاي الوسطية ( 56، 3م) عرضأ و(5، 10م ) إرتفاعأ ، وقد انشئت هذه الواجه من اﻵجر المشوي، وهي إذ تبدو موحدة الفتحات واﻷقواس في الواجهة فإن هذه الفتحات محاطة من الداخل بصيوان بارز ذي فوس، وأخذت هذه اﻷقواس في أعﻻه شكﻻ مغصصأ وهذا النوع من الفن الزخرفي نشاهده في واجهة<باب بغداد>بشكل متشابه تمامأ،مما يؤكد أيضأ بناء المنشأتين في زمن واحد، وفي أسفل العضادات يفتح محراب صغير ويختلف شكل العضادتين الجانبيتين عن غيرها وفي عصر"نور الدين زنكي"تم ترميم المسجد وتم بناء المأذنة بإشراف حاكم الرقة"آفية" وذلك في عام ( 1171-1117م) وضمن المشروع اﻹستثنائي في الرقة الذي أعدته المديرية العامة لﻵثار والمتاحف عام ( 1975م) بدأت دائرة آثار ومتاحف الرقة بأعمال ترميمات واسعة،طالت أسوار المدينة،وباب بغداد،وقصر البنات،وجامع المنصور،وهنا ﻻ بد من اﻹشارة إلى أن المرحوم الشيخ"علي البشير الهويدي" رحمه الله قد تبرع بمبلغ كبير في سبعينيات القرن الماضي،لصالح ترميم الجامع القديم.وقد قام كل من اﻷستاذ الراحل "مصطفى الحسون"رحمه الله، واﻷستاذ"مرهف الخلف" مدير آثار الرقة آنذاك بترميم كامل المسجد بذلك المبلغ، كما أن المسجد خضع للتنقيب اﻷثري تم العثور فيه على لقى فخارية وزجاجية وأجملها ثريا سقف المسجد المكونة من(16)مضيئة "لمبة" على شكل كؤوس زجاجية ذات ألوان غاية في الروعه والجمال،كما تم العثور على "إكسسوارات" الباب الرئيس للمسجد وجميعها سرقت لﻷسف الشديد،كما تم العثور على خزان مياه المسجد الذي كان يتزود بالماء من خندق المدينة عبر قساطل فخارية تخترق جدار سور الجامع الشمالي مازالت الفتحة ماثلة للعيان


الباحث محمد العزو

تعليقات

المشاركات الشائعة