تاريخ التنقيب والترميم اﻷثري في الرقة خلال نصف قرن
تعتبر الرقة من أهم مدن الجزيرة السورية العليا، وهي من المدن الشهيرة القابعة على نهر الفرات، وهي أيضأ كانت عاصمة ديار مضر، ومنذ القدم تبوأت مكانة متقدمة لطيب موقعهأ الجغرافي على نهر الفرات العظيم، وفي نقطة متوسطة وموضع تقاطع التجارية القديمة المتجهة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، مما أكسبها مكانة جعل منها محطة تجارية هامة بين الجزيرة السورية العليا والشام والعراق وأسيا الصغرى"تركيا اليوم"، وعالم البحر اﻷبيض المتوسط، عدا أن الرقة تتمتع أراضيها بسهول واسعة وخصبة، ووفرة مياهها بمرور الفرات ورافده البليخ وما تزال أثار ماضيها التليد واضحة المعالم، لهذه أﻷسباب كانت الرقة مركزأ لتجمع البشر منذ العصور الحجرية القديمة(7000ق.م) وموطنأ لتقدم الحضأرة ومركزأ لتبادل السلع وتجمع الحاصﻻت والمواد لتصديرها عبر نهر الفرات الممر المائي الشهير آنذاك. استخدمه البابليون ونقلوا سلعهم إلى أبعد مراكز في أسيا..لذلك فأرض الرقة تزخر بالموأقع اﻷثريه التي يمتد تاريخها من اﻷلف العاشر ق.م حتى ظهور العصر اﻹسﻻمي ولغاية عام (1972م) لم تعرف الرقة أي خدمة أو صيانة للمواقع اﻷثرية المنتشرة على أرضها، بإستثناء تكليف شخص كان حارسأ على سور المدينة ومعروف لدى أهل الرقة بإسم/ظايع/ وفي نفس العام تأسست دائرة أثار الرقة، وكان مركزه المجمع الحكومي وكان كادره مؤلف من اﻷستاذ مرهف أجمد الخلف مديرأ وحارس واحد فقط ووضعت تحت تصرفهم دراجة نارية من النوع القديم كانت
بداية صعبة لدائرة تشرف على خدمة أكثر من/700/موقع أثري موزعة على مساحة تتجاوز/20000كم2/ باﻹضافة ألى مدينة لها سور في الجلل طوله/5كم2/ أكل الدهر عليه وشرب دون صيانة وترميم، وبوابة عمﻻقة اساساتها متآكلة، ومسجد مساحته أكثر من/10000م2/ عدا قلعة هرقلة الكئيبة وجعبر التي تسفيها الرياح وسورها المهدم، على أن ﻻننسى قصر البنات زينة أثار المدينة، ورغم هذه الصعوبات القاسية فإن دائرة أثار الرقة بدأت تطالب الجهات المعنية بتنغيذ أعمال صيانة وترميم لكل من جعبر ومسجد المنصور قصر البنات والسور وبواباته . وفي عام /1972/قام مدير أثار الرقة بوضع الكشوف النهائية لمسجد المنصور وكشوف بناء أفران تصنيع اﻵجر، بنفس المواصفات والمقاييس التي كان يصنع بها في العصر العباسي، وكانت الحاجة لهذا اﻷجر هي تغطية أعمال مشروعات الترميم كافة،وقد تم بناء فرنين كبيرين بطاقة انتاجية قدرها/10000/آجرة شهريأ، وهي أفران يدويه ومن ثم تم بناء فرنين آخرين، وقد تم بناء هذه اﻷفران بجهود مضنية بسبب تأخر صرف الكشوفات المالبة من المصدر، وهذه الحالة انسحبت حتى على أعمال ترميم المسجد الجامع، الذي رمم بالكامل بطريقة هندسبة متقنة الصنعة، واﻷجزاء التي تم ترميمها في المسجد هي كامل اﻵبراج مع أبراج الزاوية الكببرة،وسور المسجد الذي يبلغ طوله/425م/..وفي عام/1973م/ بدأ العمل بالمشروع العمﻻق وهو الكشف عن سور الرافقة وقلعة جعبر بآن واحد،وقد تم ترميم السور من الداخل ومن الخارج بطول ثﻻث ونصف كم، واستمر العمل سنوات بسبب ضعف الموازنة السنوية المخصصة لهذا المشروع الكبير وقد ﻻقت الدائرة صعوبات أخرى أثناء تنفيذها له. منها قلة اﻷليات لدى الدائرة وغيرها..أما في جعبر كان العمل شاقأ بسبب بعد القلعة عن المدينة وقلة اﻷليات لدى دائرة اثار الرقة، وبمشقة أنجزت الدائرة عمﻻ ممتازأ بترميم كل من السورين الخارجي والداخلي بطول أكثر من واحد كم،وكامل أبراج السورين وعددها/36/برجأ، و تم إعداد القلعة إعدادأ سياحيأ وجعلها مقصدأ مهمأ للزائرين المحليين والمجموعات السياحية اﻷجنبية والعربية.. وفي عام/1975م/وضعت أعمال التنقيب والترميم ضمن نطاق المشروع اﻹستثنائي في الرقة، وبجهود شاقة تم ترميم كامل أجزاء القصر المكتشفة في قصر البنات وتم وضغه تحت الخدمة السياحية، التي كان يشرف عليها مدير أثار الرقة...أما أعمال التنقيب اﻷثري في الرقة، فقد بدأت منذ زمن بعيد تعود إلى ثﻻثينيات القرن العشرين في وقت لم تكن هناك حكومة سورية، كان ذلك في عام /1937م/ عندما قام عالم اﻷثار اﻹنجليزي"مالوان" وزوجته"أجاتا كريستي" الروائية الشهيرة بزيارة سورية، حيث أنهم قاموا بتنفيذ حفريات أثرية على البليخ في تل صهﻻن وتل أسود،وفي الرقة نفذوا أسبار مقطعية في منطقة القصور العباسية، ثم أنهما مكثا في الرقة عدة أيام وأثناء سفرهما بواسطة سفينة عبر الفرات قالت السيدة كريستي: وبدت لنا الرقة بسورها العظيم كفتاة تتمنطق بطوق من الشوكﻻتة البنية، وبعد رحيل السيدة كريستي من الرقة وعودتها إلى لندن، نشرت كتابأ على ما أعتقد اسمه" قل لي ماذا تعرف أقول لك من أنت"ضمنته فصلأ كاملأ "الطريق ألى الرقة"، وبجهد خاص قام الروائي اﻷستاذ إبراهيم الخليل بترجمته إلى العربية، وأنا أحتفظ بنسخة عنه باللغة التشيكية...في بداية الحرب العالمية الثانية،قامت بعثة أثرية فرنسية برئاسة السيد"دولوريه" بالتنقيب في منطقة القصور العباسية. وفي عام/1948م/قامت بعثة وطنية برئاسة الفني الممتاز نسيب صليبي بالتنقيب في الرقة وتم الكشف عن قصر المعتصم،ثم بعثة اجنبية برئاسة "سبانر وسار" في الرصافة عام/1952م/ والبعثة الهولندية التي اجرت حفريات أثرية منهجية في تل المريبط عام/1964م/.وفي عام /1969م/ نفذت حفريات منهجية في تلي حﻻوة والممباقة،ومع بداية عام /1973م/ قامت دائرة أثار الرقة باﻹشراف على عدة بعثات أثرية قامت بحفريات أثرية في منطقة الغمر وعددها /13/ بعثة بين وطنية ومشتركة، وفي عام /1980/بدأ التنقيب اﻷثري يتزايد ويتوسع، وما أن حل عام عام/1990/حتى أصبح عدد البعثات التي تنقب عن اﻷثار في الرقة أكثر من عشرين بعثة أثرية، ونتيجة لهذا الجهد الطيب من دائرة أثار الرقة، فقد اكتض متحف الرقة اﻷثري بالقطع اﻷثرية المتنوعة. وكان قد ثم افتتاح المتحف في هام/1981/بمناسبة قيام الندوة الدولية ﻵثار وتاريخ الرقة،ومن ثم حصلت الرقة على جائزة المدن العربية في الحفاظ على اﻵثار والتراث..كانت مسيرة الخدمة اﻷثرية حافلة بالمنجزات والعطاءات العظيمة رغم قلة اﻹمكانات المادية،وﻻ شك أن جهود كبيرة قد بذلت من قبل العاملين في خدمة اﻷثار في سبيل خدمة مدينتهم،وفي سبيل الحفاظ على التراث القومي والوطني
الباحث محمد العزو
بداية صعبة لدائرة تشرف على خدمة أكثر من/700/موقع أثري موزعة على مساحة تتجاوز/20000كم2/ باﻹضافة ألى مدينة لها سور في الجلل طوله/5كم2/ أكل الدهر عليه وشرب دون صيانة وترميم، وبوابة عمﻻقة اساساتها متآكلة، ومسجد مساحته أكثر من/10000م2/ عدا قلعة هرقلة الكئيبة وجعبر التي تسفيها الرياح وسورها المهدم، على أن ﻻننسى قصر البنات زينة أثار المدينة، ورغم هذه الصعوبات القاسية فإن دائرة أثار الرقة بدأت تطالب الجهات المعنية بتنغيذ أعمال صيانة وترميم لكل من جعبر ومسجد المنصور قصر البنات والسور وبواباته . وفي عام /1972/قام مدير أثار الرقة بوضع الكشوف النهائية لمسجد المنصور وكشوف بناء أفران تصنيع اﻵجر، بنفس المواصفات والمقاييس التي كان يصنع بها في العصر العباسي، وكانت الحاجة لهذا اﻷجر هي تغطية أعمال مشروعات الترميم كافة،وقد تم بناء فرنين كبيرين بطاقة انتاجية قدرها/10000/آجرة شهريأ، وهي أفران يدويه ومن ثم تم بناء فرنين آخرين، وقد تم بناء هذه اﻷفران بجهود مضنية بسبب تأخر صرف الكشوفات المالبة من المصدر، وهذه الحالة انسحبت حتى على أعمال ترميم المسجد الجامع، الذي رمم بالكامل بطريقة هندسبة متقنة الصنعة، واﻷجزاء التي تم ترميمها في المسجد هي كامل اﻵبراج مع أبراج الزاوية الكببرة،وسور المسجد الذي يبلغ طوله/425م/..وفي عام/1973م/ بدأ العمل بالمشروع العمﻻق وهو الكشف عن سور الرافقة وقلعة جعبر بآن واحد،وقد تم ترميم السور من الداخل ومن الخارج بطول ثﻻث ونصف كم، واستمر العمل سنوات بسبب ضعف الموازنة السنوية المخصصة لهذا المشروع الكبير وقد ﻻقت الدائرة صعوبات أخرى أثناء تنفيذها له. منها قلة اﻷليات لدى الدائرة وغيرها..أما في جعبر كان العمل شاقأ بسبب بعد القلعة عن المدينة وقلة اﻷليات لدى دائرة اثار الرقة، وبمشقة أنجزت الدائرة عمﻻ ممتازأ بترميم كل من السورين الخارجي والداخلي بطول أكثر من واحد كم،وكامل أبراج السورين وعددها/36/برجأ، و تم إعداد القلعة إعدادأ سياحيأ وجعلها مقصدأ مهمأ للزائرين المحليين والمجموعات السياحية اﻷجنبية والعربية.. وفي عام/1975م/وضعت أعمال التنقيب والترميم ضمن نطاق المشروع اﻹستثنائي في الرقة، وبجهود شاقة تم ترميم كامل أجزاء القصر المكتشفة في قصر البنات وتم وضغه تحت الخدمة السياحية، التي كان يشرف عليها مدير أثار الرقة...أما أعمال التنقيب اﻷثري في الرقة، فقد بدأت منذ زمن بعيد تعود إلى ثﻻثينيات القرن العشرين في وقت لم تكن هناك حكومة سورية، كان ذلك في عام /1937م/ عندما قام عالم اﻷثار اﻹنجليزي"مالوان" وزوجته"أجاتا كريستي" الروائية الشهيرة بزيارة سورية، حيث أنهم قاموا بتنفيذ حفريات أثرية على البليخ في تل صهﻻن وتل أسود،وفي الرقة نفذوا أسبار مقطعية في منطقة القصور العباسية، ثم أنهما مكثا في الرقة عدة أيام وأثناء سفرهما بواسطة سفينة عبر الفرات قالت السيدة كريستي: وبدت لنا الرقة بسورها العظيم كفتاة تتمنطق بطوق من الشوكﻻتة البنية، وبعد رحيل السيدة كريستي من الرقة وعودتها إلى لندن، نشرت كتابأ على ما أعتقد اسمه" قل لي ماذا تعرف أقول لك من أنت"ضمنته فصلأ كاملأ "الطريق ألى الرقة"، وبجهد خاص قام الروائي اﻷستاذ إبراهيم الخليل بترجمته إلى العربية، وأنا أحتفظ بنسخة عنه باللغة التشيكية...في بداية الحرب العالمية الثانية،قامت بعثة أثرية فرنسية برئاسة السيد"دولوريه" بالتنقيب في منطقة القصور العباسية. وفي عام/1948م/قامت بعثة وطنية برئاسة الفني الممتاز نسيب صليبي بالتنقيب في الرقة وتم الكشف عن قصر المعتصم،ثم بعثة اجنبية برئاسة "سبانر وسار" في الرصافة عام/1952م/ والبعثة الهولندية التي اجرت حفريات أثرية منهجية في تل المريبط عام/1964م/.وفي عام /1969م/ نفذت حفريات منهجية في تلي حﻻوة والممباقة،ومع بداية عام /1973م/ قامت دائرة أثار الرقة باﻹشراف على عدة بعثات أثرية قامت بحفريات أثرية في منطقة الغمر وعددها /13/ بعثة بين وطنية ومشتركة، وفي عام /1980/بدأ التنقيب اﻷثري يتزايد ويتوسع، وما أن حل عام عام/1990/حتى أصبح عدد البعثات التي تنقب عن اﻷثار في الرقة أكثر من عشرين بعثة أثرية، ونتيجة لهذا الجهد الطيب من دائرة أثار الرقة، فقد اكتض متحف الرقة اﻷثري بالقطع اﻷثرية المتنوعة. وكان قد ثم افتتاح المتحف في هام/1981/بمناسبة قيام الندوة الدولية ﻵثار وتاريخ الرقة،ومن ثم حصلت الرقة على جائزة المدن العربية في الحفاظ على اﻵثار والتراث..كانت مسيرة الخدمة اﻷثرية حافلة بالمنجزات والعطاءات العظيمة رغم قلة اﻹمكانات المادية،وﻻ شك أن جهود كبيرة قد بذلت من قبل العاملين في خدمة اﻷثار في سبيل خدمة مدينتهم،وفي سبيل الحفاظ على التراث القومي والوطني
الباحث محمد العزو
تعليقات