رُقمْ "أوغاريت" والكتابة الفينيقية
من حيث التفكير بتغيير الأنماط الكتابية السائدة في المشرق، حدثت ثورة في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد حملت بداية تحولات ثقافية تعلمية، ولاسيما الثورة على اللغتين الهيروغليفية والسومرية، اللغات الأكثر تداولاً آنذاك، فقذف الساحل السوري للبشرية مساهمة حضارية، قدمها للإنسانية، وهذه المساهمة تمثلت في اختراع الأبجدية، الذي عمم الكتابة، وجعلها في متناول الجميع، وليس الطبقة الحاكمة.. قبل اكتشاف أبجدية أوغاريت ، كان الفينيقيون قد عرفووا الكتابة المصرية والمسمارية، في مراحلها التصويرية والرمزية، إلا أن الأبحاث الفينيقية اختصرت الحروف الهجائية حتى/22/حرفاً تتناسب والأصوات المستعملة في اللغة.. كان الفينيقيون قد انتقلوا بالكتابة تدريجيا إلى الأبجدية، التي نقلها عنهم الاغريق، وكان الأوروبيون قد استورثوها عنهم، ومعهم سكان العالم القديم.. في عام/1929/م، اكتشف عالم الآثار الفرنسي(كلود شفر)، ثلاثة قبور ملكية في رأس شمرة "أوغاريت" فيها عدد هائل من الرقم المكتوبة بالمسمارية، تعود بتاريخها إلى القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق.م، وبلغ عدد الألواح الفخارية(الرقم) المكتوبة بالمسمارية أربعة آلاف لوح، وضمت الكتابة ثلاثين حرفاً بلغة "كنعانية" ، تضمنت موادها كتابات دينية لها علاقة بطقوس العبادة .. فبالإضافة إلى "الكنعانيين"، كان هناك في "اوغاريت" عدد لاباس به من "الحوريين" الذين قدموا من شمال شرق "سورية"، وكان هذا الشعب "الهندو- آري" يتكلم ويكتب اللغة الحورية، وهكذا يمكننا القول بأن اللغتين الأوغاريتية والحورية كانتا اللغتين المحليتين للمدينة، إلى جانب اللغة الآكادية التي كانت اللغة الرسمية آنذاك.. كان للأبجدية الأوغاريتية دور رئيس في أستعادت كم لابأس به، وجانب مهم من الادب الكنعاني ذو الأهمية في تاريخ الكنعانيين، كما استطاع الشعب الكنعاني استعادة العديد من الوثائق الرسمية والمعاهدات، وبعض مدونات الشؤون الإدارية، والحقوقية والمدرسية، وموضوعات حضارية أخرى ذات أهمية.. وقد استطاع الفرنسي الأب(برتملي) من خلال متابعته لدراسة اللغة "الفينيقية"، أن تمكن بشكل جيد من تفكيك رموز نص مكتوب على نصب تذكاري في جزيرة "مالطة"، عندما قام بمقارنة هذا النص بنص آخر "يوناني" بنفسي المعنى، كان منقوشاً بجانب النص الفينيقي، يعود تاريخه إلى سنة/2000/ ق.م..
في كتابه" تاريخ لبنان"، كتب "فيليب حتي "(أعظم نعمة أسبقها الفينيقيون على الحضارة الإنسانية، كانت اكتشاف الحروف الهجائية الصرفة.لقد سبقت الفينيقيين شعوب أخرى في وضع نظام للكتابة، كالخط المسماري والهيروغليفي ولكنهم كانوا أول من جرد الصور التي كانت كانت تستعمل لكتابة الكلمة أو المقطع واستعاضوا من هذا النظام بوضع رموز، كل رمز يمثل وحدة صوتية).. اللغة الفينيقية هي من فصيلة اللغات السامية، تكتب من اليمين إلى اليسار، وهي أقرب إلى اللغة العربية.. ومن ناحية أخرى إن أقدم الإكتشافات، التي تؤكد أن اليونان أخذوا واستورثوا الأبجدية الفينيقية، وعدد أحرفها اثنان وعشرون حرفأً، هو نقش مكون من خمسة أسطر محفورة على حجر من الكلس، وجده الآثاري الفرنسي( دينان) في قلعة جبيل القديمة، وتم العثور أيضا على "ناووس" الملك أحيرام في "جبيل" عام/1923/م، وعلى بدنه مكتوب بالابجدية الفينيقية، يعود إلى القرن الحادي عشر ق.م، لكن "دينان" حدد تاريخ النص على الحجر الكلسي، إلى القرن السابع عشر ق.م.. في النصوص إشارة إلى أن الأبجدية الفينيقية انتقلت من جبيل إلى اليونان، الذين أورثوها لجميع شعوب العالم القديم.. الأوغاريتيون أجدادنا لنبجلهم ونحترمهم، ونحن أهل سورية في مجال الثقافة واللغة ورثة هذا الشعب الذي اخترع هذه الأبجدية وقدمها هدية لكل شعوب العالم
الباحث محمد العزو
في كتابه" تاريخ لبنان"، كتب "فيليب حتي "(أعظم نعمة أسبقها الفينيقيون على الحضارة الإنسانية، كانت اكتشاف الحروف الهجائية الصرفة.لقد سبقت الفينيقيين شعوب أخرى في وضع نظام للكتابة، كالخط المسماري والهيروغليفي ولكنهم كانوا أول من جرد الصور التي كانت كانت تستعمل لكتابة الكلمة أو المقطع واستعاضوا من هذا النظام بوضع رموز، كل رمز يمثل وحدة صوتية).. اللغة الفينيقية هي من فصيلة اللغات السامية، تكتب من اليمين إلى اليسار، وهي أقرب إلى اللغة العربية.. ومن ناحية أخرى إن أقدم الإكتشافات، التي تؤكد أن اليونان أخذوا واستورثوا الأبجدية الفينيقية، وعدد أحرفها اثنان وعشرون حرفأً، هو نقش مكون من خمسة أسطر محفورة على حجر من الكلس، وجده الآثاري الفرنسي( دينان) في قلعة جبيل القديمة، وتم العثور أيضا على "ناووس" الملك أحيرام في "جبيل" عام/1923/م، وعلى بدنه مكتوب بالابجدية الفينيقية، يعود إلى القرن الحادي عشر ق.م، لكن "دينان" حدد تاريخ النص على الحجر الكلسي، إلى القرن السابع عشر ق.م.. في النصوص إشارة إلى أن الأبجدية الفينيقية انتقلت من جبيل إلى اليونان، الذين أورثوها لجميع شعوب العالم القديم.. الأوغاريتيون أجدادنا لنبجلهم ونحترمهم، ونحن أهل سورية في مجال الثقافة واللغة ورثة هذا الشعب الذي اخترع هذه الأبجدية وقدمها هدية لكل شعوب العالم
الباحث محمد العزو
تعليقات