القطا الفراتي

 


القطا واحده قطاة والجمع قطوات وقطيات عدها بعضهم من انواع الحمام والمشهور خلاف ذلك وسميت القطا بحكاية صوتها فانها تقول ذلك ولذلك تصفها العرب بالصدق قال الكميت في وصفها: لا تكذب القول ان قالت قطا صدقت اذ كل ذي نسبة لابد ينتحل ويقال للقطا والحمام وانواعها امهات الجوازل والجوازل فرخها الواحد جوزل يكثر هذا الطير في البادية الفراتية بصورة خاصة_في الشامية والجزيرة _في السنين التي ترتفع فيها نسبة هطول الامطار حيث ينبت العشب وتوجد المياه في الابار والمواطىء…مازال القطا يوجد في البادية الفراتية والفراتيون ..يشاهدونه كثيرا للكثرة خروجهم الى البادية للصيد ولشؤون اخرى فهم اهل خبرة باشكاله وانواعه واحواله ومايتصل به وبطرق صيده واكله .. تبيض القطاة بشهر ايار بيضتين او ثلاثا على بسيط الارض ويسمى مجثمها مفحص القطاة بفتح الميم وجاء في الحديث ان النبي”ص”قال:من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله تعالى له في الجنة بيتا .والفحص البحت والكشف لان القطاة تكشف التراب قليلا لتضع بيضها وهي لا تبيض في شجر ولا على جبل. والقطا ثلاثة انواع العادي ويسمى الجوني لونه اصفر برتقالي اسود بطون الاجنحة والقوادم والكدري وهو اصغر حجما من الاول.والكدري اغبر اللون ارقش البطن والظهر اصفر الحلق قصير الذنب وهي الطف من الجونية وعددها اقل بكثير وتكون اسرابه في حدود العشرة ونوع ثالث يسمى قطي تصغير قطا وفي المثل القديم (ليس قطا مثل قطي)اي ليس الاكابر مثل الاصاغر ولكل من هذه الانواع صوت خاص به يعرفه الصيادون واهل البادية وشكل الانثى يختلف عن شكل الذكر صدر الذكر وحلقه اسود وعينه مكحلة والذكر اكبر حجما وتزن بعض الكدريات نصف كيلو ماعد رجليها وريشها وراسها. ويطير القطا رفوفا اي اسرابا ويرسل صوتا في طيرانه وقد ذكر الشعراء اسراب القطا قال بعضهم يخاطب القطا وهو طائر اسرب القطا هل من يعير جناحه لعلي الى من قد هويت اطير كان القدماء ومازال البعض من اهل البادية يقتنصون القطا بالشرك وهو خيط من شعر ذيل الحصان يجعل احد طرفيه بشكل عروة خارط وفي الطرف الاخر حجرة ينصب على حوافي الغدران التي يرد اليها القطا فتعلق بها رجل القطاة او جناحها. ويصاد القطا ايضا بالعصى يحذفها الصياد على القطا عند مايطير من الارض وبالشبك والفخ واخيرا بالجفت عند مواقع المياه حيث يكون الصياد مختبئا في حفرة تسمى النوجة يؤكل القطا مشويا بعد نتف ريشه ومسلوقا ومحمرا بالدهن ولحمه قاس عسر الهضم ويؤكل بيضه مسلوقا ويصنع منه قرصا كبيرا قال توبة بن الحمير كأن القلب ليلة قيل يعدي بليلى العامرية او يراح قطاة عزها شرك فباتت تعالجه وقد علق الجناح فلا في الليل نالت ماترجي
ولا في الصبح كان لها براح توصف القطا بالحنو لانها اي بيض تصادفه من بيض القطا وتطعم اي فراخ قطا بطريقها وقال البدو الاسرة الفلانية”مثل القطا مالها هالك”وتوصف القطا بالهداية والعرب تضرب بها المثل في ذلك لا نها تبيض في القفر وتسقي اولادها من البعد في الليل والنهار فتجيء في الليلة المظلمة وافي حواصلها الماء فاذا صارت حيال فراخها صاحت قطاقطا قال الشاعر: والناس اهدى في القبيح من القطا واضل في الحسنى من الغربان والعرب تصف القطا بحسن المشي لتقارب خطاها ومشيها يشبه مشي النساء الخفرات بمشيهن ولهم شعر وامثال في القطا كثيرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة