سد تشرين

 








مشروع حيوي لتوليد الطاقة في سوريا

يقع سد تشرين في الجزء الشمالي من الهضبة السورية على نهر الفرات، وتحديدًا في منطقة منبج التابعة لمحافظة حلب. الغاية الأساسية من بنائه هي توليد الطاقة الكهربائية.


الموقع والجغرافيا

يتميز موقع السد بأهمية استراتيجية، حيث يبعد حوالي 28 كم عن مدينة منبج، و85 كم عن مدينة الطبقة (سد الفرات)، و115 كم عن مدينة حلب. كما يبعد حوالي 80 كم عن الحدود السورية التركية. تتراوح مناسيب المنطقة المحيطة بالسد بين 400 و600 متر عن سطح البحر.


تاريخ وتكلفة المشروع

تعود الدراسات الأولية لتحديد موقع السد إلى عام 1966. وفي عام 1985، بدأت أعمال التحريات للمرة الثانية بالتعاون بين المؤسسة العامة لسد الفرات ومعهد هيدروبروجيكت من الاتحاد السوفيتي (سابقًا). تم اختيار الموقع الحالي لكونه يقع بين كتفين جبليين يشكلان اختناقًا طبيعيًا لسرير النهر، مما يجعله مثاليًا لإنشاء السد. بدأ العمل في المشروع عام 1991م، وبدأ السد في الخدمة عام 1999م. بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 22 مليار ليرة سورية.


بحيرة تشرين

يحصر السد خلفه بحيرة تُعرف باسم بحيرة تشرين، ويبلغ حجمها التخزيني التقريبي 1.9 مليار متر مكعب.






مكونات السد الرئيسية

يتألف سد تشرين من عدة مكونات رئيسية تضمن سلامته وكفاءته:


السد الرئيسي

يمتد السد الرئيسي على طول 900 متر في منطقة ضيقة من وادي نهر الفرات. يتكون من:


ردميات بحصية رملية: تمت بالتجريف الهيدروليكي حتى منسوب 305 أمتار.

ردميات حوارية: تعلو الردميات السابقة وتصل حتى منسوب 329 مترًا، وهي ناتجة عن حفر المحطة الكهرومائية.

الكسوة: الجهة الأمامية من السد مكسوة بالإسمنت المسلح، بينما الجهة الخلفية مكساة بالبحص الخشن.

أجهزة القياس والمراقبة: السد مزود بمنظومة متكاملة لأجهزة القياس والمراقبة لضمان سلامته.

منع الرشح: تتضمن إجراءات منع الرشح تحت أساسات السد جدار كتامة بسماكة 60 سم وعمق يصل إلى 40 مترًا، بالإضافة إلى صفين من آبار الحقن التي تصل بين جسم السد والطبقات الصخرية.

السدة الفيضانية

تقع هذه السدة على يمين المحطة الكهرومائية. وهي منفذة بردميات بحصية رملية بالطريقة الجافة، ومكسوة ببلاطات بيتونية في الوجه الأمامي وبطبقة من البحـص الخشن في الجهة الخلفية. تعمل هذه السدة كـصمام أمان للسد الرئيسي والمحطة الكهرومائية، حيث تسمح بتصريف المياه الزائدة بأمان في حال حدوث فيضانات كارثية تتجاوز القدرة الاستيعابية للبحيرة، مما يحمي السد من الضغوط المفرطة والانهيار.



المحطة الكهرومائية

تضم المحطة ست مجموعات توليد من نوع كابلان، كل منها باستطاعة 105 ميغاواط، لتصل الاستطاعة الإجمالية للمحطة إلى 630 ميغاواط. تبلغ قيم الضاغط (فرق المنسوب المائي) للمحطة:


الضاغط الأعظمي: 30 مترًا.

الضاغط الأصغري لعمل المجموعات: 15.5 مترًا.

الضاغط الاسمي: 26 مترًا.

بفضل تصميمه ومكوناته المتكاملة، يمثل سد تشرين بنية هندسية معقدة وحيوية تساهم بشكل كبير في توفير الطاقة والتحكم في موارد المياه في منطقة شمال سوريا.

تعليقات

المشاركات الشائعة