محافظة الرقة جغرافياً
محافظة الرقة جغرافياً
تمتد الرقة بين خطـي عرض (35.15 - 36.45 ْ م) وبين خطي طول (38.00 - 39.35 ْم) وتبلغ مساحتها 19622كم،2 حيث تشكل 10.6% من مساحة سورية. تشكل الرقة نقطة وصل بين المحافظات الشرقية ومحافظات القطر الشمالية والوسطى، يحدها من الشمال تركيا وتبلغ الحدود المشتركة معها نحو (78,5)كم، ومن الجنوب محافظتي حمص وحماة، ومن الغرب محافظة حلب، ومن الشرق محافظتي الحسكة ودير الزور، وتبعد مدينة الرقة عن مدينة حلب (200)كم، وعن مدينة دير الزور نحو (135)كم، وعن مدينة حماة (260)كم، وعن حمص نحو (265)كم، وعن الحسكة نحو (230)كم.
تمتاز محافظة الرقة بتنوعها المناخي، ومقوماتها الطبيعية والسياحية، إضافة لتوفر المواقع الأثرية الموغلة في القدم كسور الرافقة الأثري، وباب بغداد والجامع العتيق (جامع المنصور)، وقلعة جعبر، ومدينة الرصافة، وسورا، وهرقلة، وزالبا، وحصن مسلمة، وتل الخويرة، وعشرات من التلال الأثرية المتوضعة على ضفاف نهري الفرات والبليخ، ومن أهمها تل المريبط المغمور تحت مياه بحيرة الأسد، والذي شهد أول استيطان بشري في العالم، ويعود إلى الألف التاسع قبل الميلاد، وتل أبو هريرة، وعناب السفينة والشيخ حسن وغيرها.
كما كانت تشكل مقامات الصحابة عمار بن ياسر، ووابصة بن معبد الأسدي، وأبي بن قيس النخعي، والتابعي أويس القرني الموجودة في مدينة الرقة أحد أهم المواقع التي تنضوي تحت لواء السياحة الدينية إضافة إلى مقام النبي إبراهيم الخليل في منطقة عين العروس.
يتجاوز عدد سكان المحافظة مليون نسمة، ويتوزع النشاط البشري فيها بين الزراعة وتربية الحيوانات، وعدد من الصناعات الخفيفية كصناعة السكر، وزيت الزيتون، والمجبول الزفتي
يتوفر في محافظة الرقة المخزون المائي الأوفر في القطر العربي السوري، إذ يجري نهر الفرات في أراضيها قاطعاً مسافة تتجاوز (180)كم، ويشكل سد الفرات بحيرة الأسد البالغة مساحتها (674)كم2 ومخزونها المائي (14)مليون متر مكعب، وبحيرة سد البعث بمساحة قدرها (27)كم2. إضافة إلى نهري البليخ والجلاب، وبحيرة العلي باجلية القريبة من مدينة تل أبيض، والدلحة شرق مدينة الرقة.
الرقة تاريخياً
يرقى تاريخ مدينة الرقة إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وسميت في البداية كالينيكوس، نسبة إلى سلوقس الأول، مؤسس المدينة، الذي كان يعرف أيضاً بهذا الاسم (ويقول البعض أن الاسم يعود إلى الفيلسوف اليوناني كالينيكوس الذي يعتقد أنّه توفي في الرقة).
ولموقع الرقة أهمية كبيرة حيث كانت في العصر البيزنطي مركزاً اقتصادياً وعسكرياً، لوقوعها على ضفاف نهر الفرات ووجود السهول الزراعية الخصبة فيها. فقد كانت مركزاً لتجمع البشر منذ العصور الحجرية القديمة، وموطناً لتقدم الحضارة، ومركزاً لتبادل السلع وتجميع الحاصلات والمؤن وتصديرها إلى بلاد كثيرة عبر الطريق المائي (الفرات) والذي كان صالحاً للملاحة حيث استخدمه الحيثيون ونقلوا فيه سلعهم إلى بابل والخليج العربي وإلى الهند، واستخدمه من جاء بعدهم من الشعوب.
الرقةفي العصر الآرامي
كانت الرقة عبارة عن إمارة آرامية تدعى (بيت آدين) وكانت عاصمتها تل برسيب وذلك في القرن الحادي عشر والعاشر والتاسع قبل الميلاد.
الرقة في العهد الإغريقي
فقد عُرفت الرقة باسم (نيكفوريوم) حيث بناها الاسكندر الكبير حين اجتاز الفرات قبل أربيل. وسُميت (قالينيقوس) باسم سلوقس الثاني قالينيقوس الذي أسس مدينة جديدة أو جدد المدينة القديمة في سنة 244-242 ق.م.
الرقة العهد الروماني
سميت الرقة (كالينيكيوم) نسبة إلى الإمبراطور غلينوس المتوفي سنة 266 بعد الميلاد. وتقع المدينة الرومانية شرقي باب بغداد القائم حالياً في الرقة، ولم يبق لها أثر.
خربتها هزة أرضية فجددها الإمبراطور ليون الثاني الذي حكم الشرق في سنة 474م وسماها باسمه (ليونتوبوليس).
الرقة العهد الأموي
اهتم الأمويون بالرقة واتصل تاريخهم بها كل مدة عهدهم فقد كانت محطتهم الى أرمينية، وكانت محطتهم إلى غزو حدود الروم وتمون جيوش الأمويين الى أرمينية وحدود الروم، وكانت تشرف على القبائل العربية في الجزيرة الفراتية. اهتم الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بالرقة فوصلها بمجموعة من الحصون والقصور لتوطيد الأمن ولتكون محطة لراحته وراحة حاشيته بين الشام والجزيرة والحدود البيزنطية التي كان يغزوها بنفسه، وعني بزراعة الرقة وبري أراضيها، بما فجر من الترع من نهر الفرات لسقي الأراضي. ومن أشهر الآثار الأموية في الرقة رصافة هشام التي أضحت في عهد الأمويين منتجعاً صيفياً بعد أن أضاف إلى عمرانها وطورها هشام بن عبد الملك، وكان له الفضل في أن تكون جنة في وسط سورية في زمانها، أسهم في عمرانها وازدهارها بتشييد قصرين اكتُشف أحدهما في إثر التنقيب عن آثارها، فعُرفت آنذاك باسم: (رصافة هشام). بعد نهاية حكم الأمويين في سورية، تابعت (الرصافة) ازدهارها حتى بداية القرن العاشر الميلادي. واشتُهرت بتعايش المسيحيين والمسلمين بدليل اكتشاف وجود عدة كنائس فيها، ومسجد له محرابان باتجاه الجنوب وشارع مستطيل محاط بأعمدة رائعة، وقد هُدمت إبان غزوات التتار كلياً.
ويذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان، «إن الفتح الإسلامي للرقة تم صلحاً في سنة (17هـ/ 638م)، بقيادة عياض بن غنم وسهيل بن عدي وهما من قادة جيش أبي عبيدة بن عامر الجراح، واتخذ عياض من الرقة قاعدة لفتوحاته في الجزيرة الفراتية، حيث فتح سنة (19هـ) اديسا (الرها) وحران وسميساط ومن الرها الى منبج ورأس العين، وبعد أن سيطر على ذلك الجزء من المنطقة أخذ قرقيسيا الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات، وبذلك أمن الضفتين، ورجع إلى الرقة ومنها سار إلى حمص، والياً عليها وعلى الجزيرة(الرقة)، (التي غالباً ما كانت العرب في قرون الإسلام الأولى تعبر عن الرقة بهذا الإسم لأنها أقرب المواقع الهامة بالقياس إلى من يعبر الفرات)، وذلك بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، ومات فيها سنة (20هـ).
وفي نفس العام أي 20هـ/641 م قسم الخليفة عمر بن الخطاب البلاد إلى سبعة ولايات وهي : المدينة، البحرين، البصرة، الكوفة، الشام، الجزيرة ومصر.
الرقة الخلافة العباسية
على مختلف الصعد، وقد حظيت باهتمام كبير فأصبحت أهم المدن العباسية في بلاد الشام، ويذكرالمؤرخون أن المنصور هو الذي أمر ببناء الرقة العربية على طراز خطة بغداد، بعد أن ولي عليها لفترة حيث أعجبه موقعها وطيب هوائها وعذوبة مائها. وبعد استلامه الخلافة أرسل ابنه المهدي ولي عهده إلى الرقة سنة (155هـ/722م)، وأمره بأن يبني الرافقة على طراز بناء بغداد الى جانب الرقة البيزنطية
تعليقات